هل سقطت حقا في النيل؟ السيارة الشبح تثير حيرة المصريين
سودافاكس – لليوم الثاني على التوالي، يتواصل غموض قضية اختفاء حافلة بركابها إثر سقوطها في نهر النيل بالعاصمة المصرية القاهرة؛ إذ لم تنجح فرق الإنقاذ -رغم مضاعفة أعدادها- في العثور على أي أثر للحافلة أو ركابها.
وزاد من غموض الحادث وتضارب الآراء بشأنه عدم وجود كاميرات مراقبة قريبة تكشف تفاصيل عما حدث، بالإضافة إلى تضارب الشهادات مما دفع البعض إلى ترجيح فرضية عدم وقوع الحادث من الأساس، وسط جدل بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلقوا على السيارة وصف “الشبح”، في إشارة إلى اختفائها من دون أثر.
وبدأت القصة الغريبة الأحد الماضي، إذ أفادت وسائل إعلام محلية -بينها صحيفة الأهرام الحكومية- بأن فرق الإنقاذ النهري تواصل جهود البحث عن ضحايا حادث سقوط “ميكروباص” (حافلة صغيرة تقل 14 راكبا في العادة) من أعلى جسر الساحل في حي إمبابة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة).
لم يحدث
وسائل الإعلام المصرية واصلت تغطيتها للحادث الغامض لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار التساؤلات نفسها حول عدم العثور على أي أثر للسيارة وركابها حتى الآن.
من جانبه، أعرب الإعلامي عمرو أديب عن اندهاشه من عدم العثور على أثر للحافلة أو الركاب حتى الآن، رغم الجهود الكبيرة لأجهزة البحث المصرية على مدى يومين، حسب قوله.
ونقل عمرو أديب عن أحد الغواصين قوله إن الحادث “فنكوش” (غير حقيقي)، مدللا على ذلك بعدم إبلاغ أصحاب السيارة عن غيابها حتى الآن، أو إبلاغ أقارب الركاب عن اختفائهم.
واقعة مفبركة
الغواص المصري هشام الشوبكي قال إن الواقعة “مفبركة ولا أساس لها من الصحة”، داعيا لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المواطن، الذي أثار الإشاعة عبر وسائل التواصل، بعد استغلالها من “المنصات المعادية لمصر لصالحها”، حسب وصفه.
وأكد الشوبكي -خلال مداخلة مع برنامج “حضرة المواطن”، على فضائية “الحدث اليوم” مساء أمس الاثنين- أن الغواصين نزلوا في منطقة حادث جسر الساحل، لكن لم يتم العثور على أي أثر للسيارة، مضيفا أنها لا يمكن أن تنتقل مع المياه أكثر من 100 متر.
ونقلت صحف محلية عن شهود عيان قولهم إن تحطم السور الحديدي أعلى الجسر كان سابقا على الحادث، وإن اختلف الشهود في سبب ذلك.
جسم غريب
من جهته، كشف مدير تحرير جريدة الوطن المصرية سامي عبد الراضي عن تفاصيل جديدة تتعلق الحادث، منها مقطع مصور لإحدى كاميرات المراقبة البعيدة عن الحادث، ويظهر خلاله سقوط “جسم أبيض” في مياه النيل، يشتبه في كونه سيارة في نفس وقت الإبلاغ عن الحادث.
وأكد عبد الراضي -في مداخلة هاتفية مع برنامج “كلمة أخيرة” المذاع عبر قناة “أون” (ON)- وجود 3 شهود عيان على الحادث، بالإضافة إلى سقوط سور الجسر، مما يؤكد سقوط شيء ما في نهر النيل.
عدم وجود كاميرات مراقبة على الجسور دفع عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب محمد عبد الله زين الدين إلى مطالبة وزارة النقل بأن تتضمن خطة التطوير وسائل لإحكام الرقابة والمتابعة بشكل دقيق لمنع تكرار ما حدث في جسر الساحل.
وخلال تصريحات صحفية، أوضح زين الدين أن من بين عمليات التطوير التي يجب أن تشهدها الطرق والكباري الرقابة بالكاميرات، لرصد أي تجاوزات أو اختلالات من شأنها التأثير على حياة المواطنين، على حد قوله.
لا بلاغ عن غيابات
عدد من السائقين العاملين على الخطوط التي تمر بخط سير الحادث قالوا إنه لا يوجد اختفاء لأي حافلة أو سائق، إذ لم يشهدوا غياب أحد من السائقين أو اختفاء أي سيارة بمحطات الركاب.
كما نقلت صحيفة “المصري اليوم” عن مصادر أمنية تأكيد عدد من الصيادين والباعة والسائقين المتواجدين أسفل الجسر عدم سقوط سيارة في المياه، وأشاروا إلى أنهم يعملون بالمنطقة على مدار 24 ساعة، وشاهدوا وصول قوات الإنقاذ النهري، لكنهم لم يشاهدوا سقوط السيارة.
الجزيرة