واشنطن على خط أزمة السودان.. اجتماع رباعي في الخرطوم ومعركة كسر عظم بين جناحي الحرية والتغيير بشأن مصير الحكومة

سودافاكس _ أفادت مصادر مطلعة بأن اجتماعا عقد في الخرطوم بحضور المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان لبحث الأزمة السياسية الحالية، في حين يشتد السجال بين الفرقاء بشأن مصير الحكومة.

وحسب تلك المصادر، فقد ضمّ الاجتماع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والمبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان.

وأكدت المصادر ( بحسب الجزيرة ) أن الاجتماع الذي بحث الأزمة السياسية الحالية بالبلاد انتهى من دون إعلان نتائج.

وقال مجلس السيادة السوداني إن البرهان أكد خلال لقائه فيلتمان حرص القوات المسلحة على حماية الانتقال وصولا للانتخابات.

ومن جهتها، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم إن فيلتمان شدد على دعم واشنطن للانتقال الديمقراطي المدني وفقا للرغبات المعلنة للشعب السوداني، وحث كل الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معا لتنفيذ الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام.

وكان المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان أجرى محادثات في الخرطوم بلقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي.

وقال بيان للخارجية السودانية إن فيلتمان أكد في اللقاء حرص بلاده على الاستقرار والسلام في السودان من خلال إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي، وتعزيز الشراكة بين أطراف الحكومة الانتقالية.

كما شدد على أن واشنطن تتعامل بشفافية وإخلاص ووضوح مع كل الأطراف ذات الصلة.

وكانت الخارجية الأميركية أشادت بـ”مئات آلاف السودانيين الذين مارسوا حقهم السلمي في حرية التعبير”، ودعت أعضاء السلطة الانتقالية في السودان إلى “الاستجابة لإرادة الشعب”.

وقالت إن على هذه السلطة “الالتزام بأحكام الإعلان الدستوري واتفاق جوبا”، كما أثنت على “التزام الشعب السوداني المستمر بالتعبير السياسي غير العنيف”.

مصير الحكومة
من جانبه، قال ياسر عرمان -القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير- إن القوى تجدد ثقتها بالحكومة ورئيس الوزراء ومؤسسات الانتقال، في حين أكدت مجموعة الميثاق عدم تنازلها عن حل الحكومة.

وأكد عرمان -في مؤتمر صحفي- أن الحكومة الحالية لن تحل بأي أمر من أي جهة كانت، ولن يتم فرض حلها، وإذا حاول أحد القيام بخطوة من ذلك القبيل، فإن الشعب سيواجه ذلك.

وقال إن الأزمة الحالية مصطنعة وهي في شكل انقلاب، يجب أن تحل من أجل مصلحة الشعب السوداني وليس لمصلحة أفراد أو أحزاب.

وأضاف “نريد إصلاحا شاملا واستكمال بناء مؤسسات المرحلة الانتقالية في السودان”، مشيرا إلى أن الثورة انتصرت بسلميتها، “ولا بد من أن تحافظ عليها، ولن تنجر بلادنا إلى العنف وإنما صوب الديمقراطية”.

وبشأن اقتحام مقر وكالة السودان للأنباء، قال إن ذلك من أعمال الفلول وضد الوثيقة الدستورية ومبادئ الثورة، وحذر من استخدام الرصاص في المظاهرات وعدّه عملا غير مشروع.

وأبدى دعمهم في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير لدعوة رئيس مجلس الوزراء من أجل إقامة حوار حقيقي بشأن قضايا شرق السودان، مؤكدا أن استخدام قضية شرق السودان للصراع على السلطة أمر مرفوض.

وبالمقابل، قال إسماعيل جلاب -القيادي بتحالف “قوى الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني”- إنه لا تنازل عن حل الحكومة.

وأضاف جلاب -في كلمة له بميدان الاعتصام أمام القصر الرئاسي- أنه إذا لم تحل الحكومة فسيقوم التحالف بحشد الناس من الولايات إلى الخرطوم.

وقد علق رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على أنباء وجود اتفاق مع المكون العسكري على حل مجلس الوزراء.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن المعلومات التي نشرت عن حلّ مجلس الوزراء غير دقيقة في إيراد مواقف الأطراف المختلفة.

وأفاد المكتب بأن حمدوك لا يمتلك حق تقرير مصير مؤسسات الانتقال، وهو يواصل اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف.

وأضاف أن حمدوك التقى -أمس الجمعة- المكون العسكري في مجلس السيادة، فضلا عن ممثلي المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وأن الهدف من كل هذه اللقاءات هو حماية عملية الانتقال المدني الديمقراطي وحماية أمن البلاد وسلامتها.

وقد تضاربت التصريحات من الخرطوم -اليوم السبت- بشأن الاتفاق على حل مجلسي السيادة والوزراء، وسط تنامي الاحتجاجات المطالبة بحل السلطة القائمة والإسراع في وتيرة الإصلاحات الديمقراطية.

وكشف مني أركو مناوي -حاكم إقليم دارفور- اليوم السبت عن أن رئيسي مجلسي السيادة والوزراء -عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك- توافقا على حل المجلسين.

وقال حاكم دارفور -لوكالة الأناضول- إن “البرهان وحمدوك اتفقا على حل المجلسين. كانت هناك اجتماعات عدة لحل الأزمة السودانية”.

ونقلت مصادر إعلامية عن مناوي قوله إن “البرهان وحمدوك توافقا على حل الحكومة بمجلسيها، واختلفا في الإجراءات”.

ولم يوضح مناوي الخطوة القادمة، كما لم يقدم مزيدا من التفاصيل، في حين لم يصدر تعليق فوري من مجلسي السيادة والوزراء.

وقال عضو مجلس السيادة السوداني محمد سليمان الفكي إن حل مجلسي السيادة والوزراء غير ممكن بالطرق السياسية العادية والوثيقة الدستورية، نافيا تصريحات مناوي.

وأضاف الفكي أن رغبة عبد الفتاح البرهان ومني أركو مناوي واضحة منذ اليوم الأول، وهي إعادة تشكيل المشهد السياسي وفقا لتحالفهما الجديد، حسب قوله.

ونفى وزير الاتصالات والتحول الرقمي السوداني هاشم حسب الرسول -في حديثه للجزيرة- وجود أي اتفاق بين رئيسي الوزراء والسيادة لحل المجلسين.

وشدد الوزير على أن الحديث الآن هو عن تسليم السلطة للمدنيين فقط، وفي المواقيت المعلومة، وليس هناك تنازل عن ذلك، حسب وصفه.

واقتحم محتجون مبنى وكالة السودان للأنباء في الخرطوم وهم يهتفون ضد “قوى الحرية والتغيير- مجموعة المجلس المركزي”، وذلك لمنع عقد مؤتمر صحفي للمجموعة.

وقال مدير الوكالة إنّ 3 سيارات أحضرت محتجين إلى مبنى الوكالة؛ حيث شرعوا في اقتحام مكتب الاستقبال في الوكالة في حين تجمهرت أعداد منهم بالخارج.

وأضاف أنه نتيجة لهذه الأحداث أُلغي المؤتمر الصحفي، مشيرا إلى أنّهم في الوكالة لا يعرفون الجهة التي تقف وراء عملية الاقتحام.

وقال مراسل الجزيرة الطاهر المرضي إن مجموعة من المعتصمين أمام القصر الرئاسي وصلوا إلى الوكالة للاحتجاج على عقد مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتغيير.

وأضاف أنه تم استدعاء عناصر الشرطة لضبط الموقف، وأن الوضع مستتب حاليا وسط حالة من الهدوء الحذر.

وذكر أن قوى الحرية والتغيير قالت إنها ربما تعقد المؤتمر الصحفي في وقت لاحق وبمكان مختلف.

وبالتزامن مع ذلك، أغلق أنصار “تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني” مبنى وزارة الثقافة والإعلام بالعاصمة السودانية الخرطوم، ووضعوا حواجز إسمنتية أمام أبوابها، وأعلنوا الوزارة منبرا حرا.

وطالب المحتجون أن يكون الإعلام لكل السودانيين من دون تحيز لأطراف على حساب آخرين، حسب قولهم.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الاعتصامات والمظاهرات بالسودان احتجاجا على الأزمة السياسية وتردّي الأوضاع الاقتصادية.

وأمس الجمعة، طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين المعتصمين أمام القصر الجمهوري بحل الحكومة الانتقالية والإسراع في وتيرة الإصلاحات الديمقراطية.

ويتهم المحتجون الحكومة الانتقالية بعدم إجراء إصلاحات ديمقراطية، وهم محبطون جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية والفقر المتزايد.

وأدى المعتصمون صلاة الجمعة في محيط القصر الجمهوري، حيث يواصلون اعتصامهم المفتوح.

ودعا خطيب الجمعة محمد فضل الله محمد زين المعتصمين إلى الحفاظ على وحدة السودان، ونبذ العنصرية، والسعي إلى الوفاق وجمع السودانيين على كلمة واحدة.

في المقابل، قالت مجموعة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إن مسألة حل الحكومة غير مطروحة، ودعت رئيس مجلس السيادة إلى تسليم السلطة للمدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.