تنامي أعداد أصحاب الملايين بأميركا.. هل هناك ضريبة للثروة؟

يبحث المشرعون الديمقراطيون في الولايات المتحدة الأميركيىة عن طرق لفرض ضرائب على الأثرياء، الذين تستمر ثرواتهم في التنامي.

وقد أضافت الولايات المتحدة 1.73 مليون أسرة جديدة إلى قائمة الأثرياء العام الماضي، ليرتفع إجمالي أصحاب الملايين في نهاية عام 2020 إلى 21.95 مليونا، وفقا لتقرير بنك “كريدي سويس” (Credit Suisse) حول الثروة العالمية.

وفي تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية، قال الكاتب روبرت هيرشي إن أصحاب الملايين يشكلون لأول مرة نسبة 1% من السكان البالغين في مختلف أنحاء العالم.

وأعلن بنك كريدي سويس أن ارتفاع عدد أثرياء العالم العام الماضي يعكس التناقض بين تحسّن الأصول المالية والحقيقية للأسر وبين الاضطراب الاقتصادي الناجم عن الوباء.

ويتوقع البنك الذي يدرج قيمة المساكن في حساب صافي رأس المال، ظهور 6.1 ملايين مليونير أميركي آخر بحلول عام 2025، ولكن هل سيكون هذا الاتجاه هدفا أساسيا للسياسيين مثل السيناتورة إليزابيث وارين، التي بلغت قيمة ثروتها 12 مليون دولار في عام 2019 وفقا لمجلة “فوربس” (Forbes)، أم أنها قد تلهم عددا أكبر من معارضي ضريبة الثروة؟

ضريبة الثروة
تقترح وارين فرض ضريبة ثروة سنوية بنسبة 2% على من تجاوزت ثروته 50 مليون دولار، بالإضافة إلى فرض رسوم إضافية بنسبة 4% على أصحاب المليارات، ويمكن لأولئك الذين يخشون أن ينخفض الحد الأدنى للضريبة الإشارة إلى ضريبة الحد الأدنى البديلة.

عندما قدمها الكونغرس في عام 1969، كانت ضريبة الحد الأدنى البديلة مصممة لإيقاع 155 شخصا من أصحاب الدخل المرتفع الذين دفعوا ضرائب قليلة أو لم يدفعوا ضرائب على الإطلاق، وبحلول عام 2017 شملت ضريبة الحد الأدنى البديلة 5.2 ملايين شخص من الطبقة المتوسطة، ويرجع ذلك أساسا إلى أنها لم تكن مؤشرا للتضخم

ولكن ربما يؤدي انتشار الأثرياء في كل مكان إلى إحياء طريقة منسية إلى حد كبير للتباهي بالأموال، ففي اليونان القديمة، اكتسب الأثينيون الأثرياء مكانة اجتماعية من خلال رعاية السفن الحربية أو إقامة تماثيل خاصة بهم.

وعندما فرض الكونغرس ضريبة الدخل بعد المصادقة على التعديل الدستوري الـ16 في عام 1913 -الذي ينص على أن الضريبة تتراوح بين 1% على الدخل الذي يزيد عن 300 ألف دولار، و6% على الدخل الذي يزيد عن 500 ألف دولار- تفاخر الأثرياء بكونهم جزءا من النخبة المطالبة بدفع نسبة 3% من مداخيلها.

ويقول الكاتب إن مصطلحي “أصحاب الملايين والمليارديرات” ليسا منفصلين عن بعضها بعضا في نظر السياسيين تماما مثلما هي الحال بالنسبة لمصطلحي “الشركات العملاقة” و”الأميركيين الكادحين”، لكن من الواضح أن الكلمات المختارة تحجب الاختلاف الهائل.

ويضيف بعبارة أخرى، إذا استثمرت مليار دولار بعائد 1% يمكن أن تجني حوالي 10 ملايين دولار في السنة، في حين سيمنحك استثمار مبلغ مليون دولار حوالي 200 دولار أميركي في الأسبوع، وهو مبلغ كاف لدعوة العائلة لتناول العشاء في أحد المطاعم أو حضور مباراة بيسبول.

المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.