ما سر اختلاف ألوان كواكب المجموعة الشمسية؟
إذا التقطنا صورة لكواكب المجموعة الشمسية من الفضاء، من دون إضافة مؤثرات لإبراز الألوان وإظهار التفاصيل، كيف ستبدو ألوانها الحقيقية؟ وما سر تباين ألوان كواكب المجموعة الشمسية؟
تختلف ألوان كواكب مجموعتنا الشمسية باختلاف تركيبها ونشأتها وغلافها الجوي ومدى قربها من الشمس أو بعدها عنها.
وتنقسم كواكب المجموعة الشمسية إلى 3 فئات بحسب حجمها وتكوينها؛ فهناك العملاقان الغازيان المشتري وزُحل، والعملاقان الجليديان نبتون وأورانوس، والكواكب الصخرية الأربعة وهي الأرض والزهرة والمريخ وعطارد. ومنذ عامين كان بلوتو يعد الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية ولكنه الآن أصبح كوكبا قزما.
نشأة الكواكب
تشير النظريات إلى أن المجموعة الشمسية تشكلت منذ ما يربو على 4 مليارات عام من سحابة كثيفة من الغاز والغبار. وأدى انهيار هذه السحابة إلى تكوين سديم شمسي. ومع تزايد الضغط في مركز السديم اندمجت ذرات الهيدروجين مع بعضها وشكلت غاز الهيليوم، الذي أطلق كميات هائلة من الطاقة أسفرت عن ولادة الشمس.
وفي الوقت نفسه تشكلت كتل أخرى من بقايا هذا السديم، وأخذت تتجاذب وتتصادم وتلتحم مع بعضها لتشكل أجراما سماوية أخرى، بعضها أخذ ينمو تدريجيا لتشكيل كرات تحولت إلى كواكب وأقمار كبيرة وكواكب قزمة، وبعضها أصبح كويكبات وشهبا ومذنبات وأقمارا صغيرة.
ونظرا لأن الحرارة في المنطقة القريبة من الشمس كانت شديدة -حيث لم يتبق فيها سوى المواد الصخرية- فقد ظلت مركبات الحديد والألومنيوم والنيكل وغيرها من المركبات المعدنية تدور حول الشمس وتصطدم لتشكل الكواكب الصخرية الأربعة الأقرب إلى الشمس، أي عطارد والزهرة والأرض والمريخ.
أما المواد الكونية الأخرى مثل الجليد أو السائل أو الغازات، فقد استقرت في المناطق الخارجية البعيدة عن الشمس، وجمعت الجاذبية هذه المواد معا لتشكل العملاقين الغازيين والعملاقين الجليديين.
ووفق تقرير على موقع “أسترونومي” (Astronomy)، فإن كل هذه العوامل أدت إلى تباين ألوان كواكب المجموعة الشمسية. ولكن لماذا اكتسب كل كوكب ألوانه المميزة؟
شبيه القمر
رغم أنه الأقرب إلى الشمس، فإن كوكب عطارد يعد ثاني أكثر الكواكب سخونة بعد كوكب الزُهرة. ويعد عطارد كوكبا صخريا، ويشبّه البعض سطحه الصلب بسطح القمر لكونه رمادي اللون ومليئا بفوهات البراكين.
ويتميز عطارد بأن غلافه الجوي رقيق ويتكون من الأكسجين والصوديوم والهيدروجين والهيليوم والبوتاسيوم. ووفق مهمة “مسنجر” (MESSENGER) لوكالة “ناسا” (NASA) فإن الحديد يمثل نحو نصف جوف كوكب عطارد ويغطي سطحه طبقة سميكة من الغبار وصخور السيليكا النارية.
توأم الأرض
رغم أنه ثاني أقرب الكواكب إلى الشمس؛ فإن الحرارة على سطح كوكب الزهرة كفيلة بإذابة الرصاص. ويغلب على غلافه الجوي ثاني أكسيد الكربون وتتكون سحبه من حمض الكبريتيك.
وإذا نظرت إلى كوكب الزهرة عبر التلسكوب البصري ستراه أبيضا مائلا إلى الصفرة، لأن سحبه الصفراء الكثيفة المكونة من حمض الكبريتيك تعكس ضوء الشمس.
المريخ
يتميز كوكب المريخ بلونه البني المائل إلى الحمرة، لأن سطحه مغطى بغبار يحتوي على نسبة عالية من الحديد. وقد تأكسد الغبار، أو مثل حال الحديد الذي نتركه في الهواء، علاه الصدأ. وقد يتغير لون المريخ نسبيا بفعل الرياح ليتحول لون الكوكب من الأحمر إلى البرتقالي الفاتح أو الأصفر.
العملاق الغازي
يعد المشتري عملاقا غازيا، يغلب على غلافه الجوي الهيدروجين والهيليوم. ويتميز المشتري ببقعة حمراء ضخمة لافتة مردها إلى عاصفة حجمها ضعف حجم الأرض، قد اندلعت منذ مئات السنين.
أما الخطوط البيضاء والدوامات التي تبدو على سطحه فهي سحب من الأمونيا والمياه تطفو في غلافه الجوي. ويقال إن الأحزمة البنية التي تميز كوكب المشتري سببها توليفة من العناصر الكيميائية مثل الهيدروجين والهيليوم وغيرها.
حلقات زُحل
يتميز كوكب زحل -ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية بعد المشتري- بالحلقات اللامعة الفريدة الرائعة المكونة من الثلج والصخور التي تحيط به. وكشأن المشتري، فإن زحل كوكب غازي، يغلب على غلافه الجوي الهيدروجين والهيليوم.
وقد تبيّن أن عواصف كوكب زحل -التي لا يمكن رؤيتها بالتلسكوب البصري- أحيانا تصعد إلى السطح وتضيف إلى هذا الكوكب البني بقعا بيضاء ناصعة.
العملاقان الأزرقان
يعد أورانوس ونبتون عملاقين غازيين، يتكونان في الغالب من سائل كثيف من “ثلوج” الماء والميثان والأمونيا. ويكسبهما الميثان اللون الأزرق. ويحتوي الكوكبان على جوف صخري صغير.
ويتكون غلافهما الجوي من الهيدروجين والهيليوم ونسبة أقل من الميثان. وتحيط بهما حلقات من الغبار والركام. وقد يلاحظ المراقبون سحبا بيضاء على سطح الكوكبين الأزرقين وأحيانا بقعا داكنة تدل على وجود عواصف في أعماقهما.
الكوكب القزم
يرى العلماء أن كوكب بلوتو القزم مغطى بالجليد المكون من نيتروجين وميثان وأول أكسيد الكربون بالإضافة إلى بعض المواد العضوية التي تكسبه لونا بنيا.
المصدر : مواقع إلكترونية + ناسا