هل يسرع الملح غليان ماء الطبخ؟ ولماذا يزيدنا شرب الماء المالح عطشا؟

سودافاكس ـ إذا تناولت بضع جرعات من مياه المحيط -على سبيل المثال- فسيتعين على جسمك أن يتبول أكثر مما شرب للتخلص من كل هذا الملح الزائد، مما يجعلك تشعر بالعطش أكثر مما كنت عليه.

 

وفقا لنصائح الجدات القديمة فإنه يجب إضافة الملح إلى قدر من الماء على الموقد كي يغلي بشكل أسرع. وهذا ما نفعله تحديدا عندما نقوم بسلق المعكرونة على سبيل المثال؛ فوضع الملح في الماء المغلي ضرورة، ولكن هل نضعه لهذا السبب تحديدا؟

 

وفقا لموقع “لايف ساينس” (Live Science)، فإن الحكاية صحيحة في جزء ضئيل منها؛ لأنه إذا كنت تضيف ملعقة صغيرة (أقل من 3 غرامات) من الملح إلى لتر من الماء، فإن هذا لن يحدث فرقا كبيرا، وسكون الفارق الزمني للغليان مجرد ثوان إن وجد أصلا.

 

أما إذا أردت إحداث فرق كبير في ما يتعلق بتقليل الوقت الذي يستغرقه الماء للغليان، سيكون عليك حقا وضع الكثير من الملح، بما لا يكون صالحا للاستخدام الآدمي.

أما ريبيكا موريس الكاتبة في موقع “مارثا إستيوارت” (marthastewart)، فتقول -من الناحية الكيميائية- إن الملح يرفع درجة غليان المياه، إلا أن كمية الملح المستخدمة في مياه الطهي صغيرة جدا بحيث لا تؤثر على التوقيت.

 

لكن ما هو صحيح أنه يجب عليك وضع الملح في ماء المعكرونة كي تكسبها مذاقها المستساغ، لأنها تحتاج إلى كمية معقولة من الملح يسهل امتصاصها من المياه المغلية.

كيف يغلي الماء؟
يتطلب الأمر قدرا كبيرا من الطاقة لغلي الماء، ويحتاج إلى سعر حراري واحد من الطاقة لرفع حرارة غرام واحد من الماء بمقدار درجة واحدة مئوية.

 

تقول ليزلي آن جيدينجز، الأستاذة المساعدة في الكيمياء والكيمياء الحيوية في كلية ميدلبري في فيرمونت لموقع “لايف ساينس” إنه كي يغلي الماء يجب أن يساوي ضغط بخاره ضغط الغلاف الجوي.

وهذا جزئيا سبب غليان الماء عند درجة حرارة منخفضة على قمة جبل إفرست مقارنة بما يحدث عند مستوى سطح البحر؛ فعلى ارتفاع 8800 متر فوق جبل إيفرست يوجد هواء أقل، أو ضغط أقل، يضغط على الماء فيغلي هنا بشكل أسرع.

 

تقول جيدينجز دعونا نتخيل قدرا من الماء على موقد مشتعل عند مستوى سطح البحر، عندما يضاف الملح فإنه يجعل من الصعب على جزيئات الماء الهروب من الإناء والدخول في الطور الغازي الذي يحدث عندما يغلي الماء؛ وهذا يعطي الماء المالح درجة غليان أعلى.

وتوضح جيدينجز أنه من الناحية الثانية فإن السعة الحرارية -وهي كمية الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة مادة ما بمقدار درجة مئوية واحدة- ستكون أقل بالنسبة للمياه المالحة مقارنة بالمياه العذبة؛ وهذا يعني أن هناك حاجة إلى حرارة أقل لزيادة درجة حرارة المياه المالحة بمقدار درجة مئوية واحدة مقارنة بالمياه العذبة.

 

وتقول جيدينجز “سترتفع درجة حرارة المياه المالحة أسرع من درجة حرارة الماء النقي، لكن سيظل لديها نقطة غليان أعلى، وستكون الكتلة أكبر عندما تضيف الملح إلى حجم الماء نفسه، لذلك لا يعني هذا أن الماء المالح يغلي بشكل أسرع”.

لكن القصة تتغير إذا لم يكن لديك الحجم نفسه من الماء. لنتخيل إناءين: الوعاء (أ) والوعاء (ب)، الوعاء (أ) مملوء بـ100 غرام من الماء، بينما الوعاء (ب) فيه 80 غراما من الماء و20 غراما من الملح.

 

في الوعاء (أ) تكون 100غرام من الماء ذات سعة حرارية عالية، مما يعني أنها تتطلب قدرا كبيرا من الطاقة حتى يغلي هذا الماء. على النقيض من ذلك، فإن الملح الموجود في الوعاء (ب) قد ذاب الآن، والملح المذاب له سعة حرارية أقل من الماء النقي، وفقا لمايك دامان مدير قسم المواد غير العضوية في معهد “ساوث ويست” للأبحاث في سان أنطونيو بتكساس.

علاوة على ذلك، فإن الوعاء (ب) يحتوي على 80 غراما فقط من الماء، مما يعني أنه يحتوي على كمية أقل من الماء للتسخين مقارنة بالوعاء (أ).

 

وكتب دامان في تفسير ذلك أن 20% من المياه المالحة ستسخن بنسبة 25% أسرع من الماء النقي، وستفوز بسباق السرعة إلى نقطة الغليان؛ لذا فإن الوعاء (ب) سيغلي أسرع من الوعاء (أ) لأنه يحتوي على كمية أقل من الماء وملح أكثر.

الملح ضروري لماء المعكرونة كي يكسبها مذاقها المستساغ (بيكسابي)
لكن محلول الماء الذي يحتوي على 20% من الملح يكون مالحا جدا بحيث لا يمكنك استخدامه في الطبخ أو أي شيء آخر، لذلك فإن مياه البحر نفسها تحتوي على حوالي 3.5% فقط من الملح، ورغم ذلك لا يمكننا الطبخ بها أو شربها.

 

لماذا لا يمكننا شرب الماء المالح؟
تقول أندريا طومسون في مقالها على “لايف ساينس” إنه بالإضافة إلى حقيقة أن مذاقها ليس جيدا، فإن شرب المياه المالحة فكرة سيئة لأنها تسبب الجفاف.

وإذا تناولت بضع جرعات من مياه المحيط -على سبيل المثال- فسيتعين على جسمك أن يتبول أكثر مما شرب للتخلص من كل هذا الملح الزائد، مما يجعلك تشعر بالعطش أكثر مما كنت عليه.

ويمكن تحلية مياه البحر لخفض مستويات الملح إلى حيث تكون مستساغة، ولكن هذه التقنية كثيفة الاستهلاك للطاقة.

 

لكن هذا لا يمنع أن بعض الحيوانات قد طورت طرقا للتغلب على مشكلة الملح الزائد في مياه البحر؛ مثل طيور القطرس التي تمتلك غددا ملحية خاصة خلف تجاويف العين مباشرة، التي تمتص الملح من الماء الذي يبتلعه الطائر ثم يتم إفرازه في محلول ملحي يستنزف من خلال طرف منقاره.

 


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.