تهدد الحياة.. كل ما يجب أن تعرفه عن حساسية الطعام عند الأطفال
سودافاكس ـ تشير التقديرات إلى أن الحساسية الغذائية تؤثر على ما يصل إلى 6٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 وعامين، وفقًا للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة.
ويؤدي تناول أطعمة معينة لدى هؤلاء الأطفال إلى رد فعل مفرط في الجهاز المناعي يمكن أن يتسبب في الحكة المزمنة والأكزيما وصعوبة التنفس المفاجئة وحتى صدمة الحساسية التي تهدد الحياة. وزادت حالات الحساسية الغذائية بنسبة 50٪ بين عامي 1997 و2011، ومع أن الأطباء غير متأكدين من السبب إلا أنهم يعملون على زيادة الوعي بين الآباء والأطباء.
وربطت عدد من الدراسات بين حساسية الأطعمة وبين انخفاض المناعة بسبب قلة التعرض للبكتيريا، ونقص التعرض للبكتيريا الشائعة. أسباب حساسية الطعام لا يفهم الأطباء تمامًا وفق الجزيرة نت سبب إصابة بعض الأطفال بحساسية تجاه الطعام، لكنهم شخصوا الإكزيما كأولى العلامات التي تظهر على المصاب بالحساسية.
وقالت أمل أسعد، أستاذة طب الأطفال ومديرة عيادة الحساسية الغذائية في مستشفى سينسيناتي للأطفال، لموقع (بارنتس) الأمريكي، إن ما يصل إلى 40٪ من الأطفال المصابين بالأكزيما المتوسطة إلى الشديدة يعانون أيضًا من الحساسية الغذائية. ووصل بحث أجراه هيو سامبسون، مدير معهد “جاف” للحساسية الغذائية في مستشفى ماونت سيناي في مدينة نيويورك، إلى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأكزيما والربو والحساسية يزيد من المخاطر.
وأوضحت الدكتورة أمل أسعد: “قد يرث الأطفال القابلية للإصابة بالحساسية، ويحصل بعضهم على نصيب أكبر من الجينات التي تجعلهم عرضة للحساسية الغذائية”. يمكن أن تحدث الحساسية تجاه الطعام في أي سن (أرشيفية) علاماتها يتفاعل الجهاز المناعي مع مواد غذائية غير ضارة كما لو كانت تهديدا ويخلق الهيستامين والأجسام المضادة لمحاربتها. ويقول طبيب الأطفال جوين شورجين أوكيفي: كل هذا يعني أن جهازه الهضمي غير قادر على التعامل بشكل مريح. وتبدأ الأعراض من وخز في الفم وتورم في اللسان والحلق إلى صعوبة التنفس والشرق والقيء وتشنجات البطن والإسهال، ويمكن أن يكون الدم الأحمر في الحفاضات علامة على التهاب القولون التحسسي، وهو نوع من حساسية الحليب التي تهيج القولون. وأكد الطبيب أن أخطر رد فعل تحسسي هو الحساسية المفرطة وهو تفاعل قاتل ينتج عنه شكل من أشكال الصدمة.
ويحذر الدكتور أوكيفي منه قائلاً “إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التنفس، وتورم اللسان واحمراره، فلا تقد السيارة إلى المستشفى، بل اتصل بالإسعاف على الفور”. وأوضح دان أتكينز، أخصائي حساسية الأطفال في مستشفى دنفر للأطفال وناشونال جيويش هيلث، أنه قد يؤدي تناول الأم لهذه الأطعمة إلى إصابة الرضيع بالحساسية من خلال حليب الثدي أو الجلد. وعندما تنضج أجهزتهم المناعية يتخلص معظم الأطفال من الحساسية تجاه البيض والحليب، لكن يمكن أن تحدث الحساسية تجاه الطعام في أي سن، حتى بعد تناول تلك الأطعمة لسنوات. وأشار الأخصائي إلى أن الحساسية تجاه الفول السوداني وأنواع مختلفة من الأسماك عادة ما تكون الأكثر تهديدًا للحياة وغالبًا ما تظهر مبكرًا وتستمر مدى الحياة. أكثرها انتشارا ونظرًا لأن الأطفال لا يأكلون عادةً مجموعة كبيرة من الأطعمة، فإن أكثر أنواع الحساسية شيوعًا هي حليب البقر، كما يشير سكوت إتش سيشرر، من معهد “جاف” للحساسية الغذائية في كلية ماونت سيناي للطب في مدينة نيويورك. ويعاني ما يصل إلى 7٪ من الأطفال من صعوبة في هضم الحليب، ويخلط العديد من الآباء بين ذلك وبين عدم تحمل اللاكتوز، وهو عدم القدرة على هضم بروتين الحليب الشائع لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
لكن هذه الحالة نادرة عند الرضع إذ يظهر أحيانًا بشكل مؤقت بعد الإصابة بفيروس في المعدة ولكنه يختفي بسرعة. وتشمل الحساسية الغذائية الشائعة عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية (أو الأطفال الذين بدأوا تناول الأطعمة الصلبة) البيض والمكسرات والفول السوداني والقمح وفول الصويا والأسماك والمحار. ويعاني بعض الأطفال أيضًا من صعوبة في هضم الغلوتين وهو البروتين الموجود في القمح والجاودار والشعير. وتقول كارلا ديفيس، طبيبة أمراض الحساسية والمناعة للأطفال في مستشفى تكساس للأطفال في هيوستن: لن تكتشف هذا حتى يبلغ طفلك من العمر حوالي 6 إلى 9 أشهر ويأكل المزيد من الحبوب. ويعد مرض الاضطرابات الهضمية، وهو شكل خطير من أشكال فرط الحساسية للجلوتين، والذي لا يظهر عادة إلا في وقت لاحق، أنه نادر لكن بعض الأطفال يعانون من عدم تحمل الفركتوز (سكر الفاكهة) والسكروز (سكر القصب أو المائدة) تشخيص حساسية الأغذية بينما يبلغ عدد الشباب الذين يعانون من الحساسية الغذائية الملايين، يشدد الأطباء على أهمية الحصول على تشخيص جدير بالثقة قبل استخلاص أي استنتاجات غذائية. ويحمل تقييد النظام الغذائي للطفل دون توجيه من طبيب الأطفال مخاطر عديدة، وفق فرانك جرير، الرئيس السابق للجنة التغذية بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. وإذا كان طفلك يعاني من مشاكل في المعدة أو يشعر بالضيق بعد الوجبات، فتحدث إلى طبيب الأطفال وقم بزيارة أخصائي الحساسية، ففي بعض الأحيان لا تتعلق المشكلة بحساسية الطعام. ويطلب الطبيب حذف العناصر الغذائية واحدة تلو الأخرى من النظام الغذائي للطفل أو من نظام الأم المُرضعة لمعرفة سبب الحساسية. يوصي بعض الأطباء أيضًا باختبار وخز الجلد، حيث يقوم أخصائي الحساسية بوخز مستخلصات البروتين الغذائي في جلد طفلك لمعرفة أيها يسبب نتوءات حمراء ومثيرة للحكة، لكنه لا يُجرى على الرضع الأصغر من 6 أشهر.
الحمل والرضاعة ورأت بعض الدراسات أن تجنب الأطعمة شديدة الحساسية أثناء الحمل والرضاعة، ومنعها عن الطفل خلال سنواته الأولى، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بحساسية الطعام، لكن الأدلة الحديثة قلبت هذه النصيحة رأسًا على عقب. لا يوجد دليل على أن الابتعاد عنها يقلل من مخاطر الحساسية عند الأطفال، بل قد يؤدي استبعادها من نظام الأم الغذائي إلى ضرر أكثر من نفعها، لأن معظم الأطعمة المسببة للحساسية توفر العناصر الغذائية الأساسية للأم والطفل. وتعمل أحماض أوميغا-3 الدهنية في الأسماك والمحار على تعزيز نمو دماغ الجنين، ويساعد حمض الفوليك الموجود في الفول السوداني على منع عيوب الأنبوب العصبي. الأسماك الدهنية، مثل السلمون المعلب والسردين والماكريل، تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تعزز الصحة (أرشيفية) ويعتقد الباحثون أن الرضاعة الطبيعية نفسها قد تساعد في درء الحساسية الغذائية، ويقول الدكتور جرير إن الرضاعة الطبيعية لوحدها لمدة 4 أشهر أو أكثر هي أفضل. وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن تقديم الأطعمة المسببة للحساسية لطفلك أمر جيد بدءًا من 4 إلى 6 أشهر مع مراقبة أي رد فعل تحسسي (تشمل الأعراض خلايا النحل أو حكة العين أو الفم أو القيء أو شحوب الجلد أو الإغماء أو صعوبة التنفس وتورم العينين أو اللسان أو الشفتين).
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأكزيما والربو والحساسية يزيد من المخاطر (غيتي) وتُظهر العديد من الدراسات أن الإدخال المبكر للأطعمة شديدة الحساسية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض معدل الحساسية الغذائية، كما تقول كاتي ماركس كوجان، أخصائي الحساسية، مضيفا “هذا العمر يتيح لك تشكيل جهاز المناعة بعيدًا عن الحساسية”. ويُنصح تقديم أطعمة جديدة بفاصل يومين إلى 3 أيام، مع تسجيل كل ما يأكله الطفل لأسابيع عدة بالإضافة إلى أي أعراض. أما إذا تم تشخيص إصابة الطفل بالربو أو الأكزيما أو حساسية الطعام فالأفضل اتباع تعليمات الطبيب بشأن توقيت الأطعمة الصلبة.