جماعة أنصار السنة المحمدية تنظم ندوة كبرى
سودافاكس ـ نظمت جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان مساء أمس ندوة كبرى شارك فيها عدد من قيادات وعلماء الجماعة بالسودان وسط حضور كبير.
وقال الشيخ بشير محمد بشير مستشار الرئيس العام للجماعة، إن الجماعة تأسست على مبادئ ثابتة قائمة على أصول مبنية على كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان أصلها الأول توحيد الله، والأصل الثاني اتباع النبي عليه الصلاة والسلام اتباعا مطلقا في الإصلاح، وأصلها الثالث التزكية والتربية، داعياً إلى الالتزام بهذه الأصول لتصحيح المسار والأخطاء والإنحرافات وإلى تجديد أواصر الأخوة في الله ونبذ الفرقة والشتات لتكون الأمة كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد.
مشيراً إلى أن الجماعة ليست متفرجة ولا صامتة ولا شامتة إزاء الواقع السوداني بل ساهمت في الإصلاح بقوة، فقدمت مبادرات وقدمت النصح للحكام والمحكومين.
وقال: “الدين عندنا لا يوضع على الطاولة، ولا يخضع للمشاورات بل يعمل به ويحكّم ويطبق وهو مبدأ حياة أو موت، وأن هذا من الثوابت التي لا تقبل التنازل، معددا مساهمات الجماعة على الأصعدة كافة”.
وأكد الأستاذ محمد زكريا إسحاق المحامي نائب أمين جماعة انصار السنة بولاية جنوب دارفور على أن دين الله كامل مشتمل على جميع الحقوق سواء للمسلمين أو لغيرهم، بل حتى حقوق الحيوانات، وأن ديناً مثل هذا لا يمكن أن يتهم بأنه قاصر، وهو الدين الذي ارتضاه الله لجميع الناس، فمن خصائصه العالمية، وأنه لا يقبل التجزئة وقابل للتطبيق في كل زمان ومكان، ورباني المصدر. مستعرضا عدداً من الإتفاقيات، خاصة (سيداو) التي وصفها بالخطيرة، وأن محصلتها انحلال المجتمع المسلم أسوة بالغرب. كما تعرض لاتفاقية حقوق الطفل التي تختلف في بعض بنودها مع ما جاء به الإسلام.
مشيراً إلى عدم إجازة القوانين الدولية لإغلاق الشوارع وتتريسها. وتحدث الشيخ مطر إبراهيم أمين الجماعة بولاية شمال كردفان عن دور الشباب، مبينا أنهم قوة المجتمع ومن عوامل نهضته وأنهم أهل البناء والتنمية والتعمير، ودعا الشباب ليكونوا أهل دين ورسالة، وأن يسلكوا طريق التغيير الصحيح بالتمسك بكتاب الله، محذراً من الحملة الممنهجة لتدمير الشباب عن طريق المخدرات وغيرها، داعياً الشباب إلى الحكمة والتروي وتفويت الفرصة على أعداء الوطن.
من جانبه أكد الدكتور حسن أحمد الهواري رئيس المجلس العلمي للجماعة على أن هوية السودان إسلامية، ولا يمكن لأحد أن يساوم في ذلك، وأورد الشواهد التاريخية ونسبة المسلمين وظهور شعائر الإسلام. وأن قضية الحكم من المسلمات في شريعة الإسلام موضحاً أن الحكم ومفرداته ومعانيه وردت في كتاب الله في نحو خمسمائة موضع، وأن من يريدون فصل الدين عن الدولة لا يريدون للدين أن يتجاوز باب المسجد، وأن لا يتدخل في شؤون الناس، وهو عزل للدين الحق ليسود الدين الباطل.
متسائلا: ما ميزة العلمانية وما عيب هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله للعباد؟ وماذا يفعل العلمانيون بالتشريعات التي يتعامل بها المسلم في حياته، وكيف تنتظم علاقات المسلمين فيما بينهم وهناك من يريد إقصاء الدين، منوها إلى أنه لا خيار للمسلم أن يختار غيرالاسلام مبينا أن دين الإسلام يستوعب قضايا الحكم والشعوب من أمور المعاش والمعاد وحفظ كل الحقوق، جازما بان معظم السودانيين إذا استفتوا فلن يختاروا غير الإسلام، وختم حديثه بقوله: “السودان فيه من العلماء والقادة والحكماء من لديهم الكفاءة أن يحكموا السودان، ولا حاجة له لأن يستجلب حكماء وخبراء من الخارج، مستنكراً التدخل الأجنبي في السودان وأن من أعان أو قدم نصحا فيه خير البلاد فإنه يشكر على ذلك.
ومن أراد غير هذا فليذهب غير مأسوف عليه؛ كما دعا لتغليب مصلحة السودان والاتصاف بسعة الصدر والحكمة والحوار؛ بقصد الوصول إلى ما فيه مصلحة البلاد”. ونادى الدكتور محمد الأمين إسماعيل نائب الرئيس العام للجماعة إلى الاعتصام بحبل الله المتين وإلا أصبحت البلاد على شفا حفرة تؤدي إلى الهاوية، مؤكدا على أن كل بعد عن القرآن إنما هو بسبب ذنوبنا، وأن قضية الحكم بما أنزل الله سبب في الوحدة، وتركه سبب في الفرقة والشتات.
وقال: “لن يؤتى الدين من قبلنا بإذن الله حتى نلقى الله، والإسلام هو المدخل لقلوب أهل السودان، ولن نتخلى عن الدعوة إلى التوحيد والحكم بما أنزل الله”. وختم الندوة الدكتور عبد الكريم محمد عبد الكريم الرئيس العام للجماعة، مؤكدا على أن الجماعة باقية على ميثاقها، وأن الوطن لا مساومة عليه، وأن الجماعة تعمل على أن نكون جميعا في وطن واحد متماسك، مشددا على أن تقسيم البلاد خط أحمر ، والدين خط أحمر، وأن الجماعة بالمرصاد لمن يريد تغيير موروثات هذا الشعب. وقال الرئيس العام للجماعة بحسب سونا: “لا للعلمانية ولا الإلحاد ولا لسيداو في بلادنا”، منوها أن أي حل لتفكيك القوات المسلحة والنظامية يؤدي إلى تشظي البلاد لا تدعمه الجماعة، التي أصبحت رقما لا يمكن تجاوزه، مؤكدا على أنها جماعة إصلاحية دعوية وليست حزبا سياسيا، داعيا الأحزاب إلى كلمة سواء. محذراً من خطورة التدخل في شؤون البلاد قائلا: “السودان للسودانيين”.
وأكد على أن الشعب يحتاج إلى المعاش كما يحتاج إلى الدين، لكن ينبغي أن لا تكون قضية المعاش مجرد عتبة للوصول إلى الحكم، مذكرا بأن الاستخلاف حق لله الذي يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، مناديا بعدم التنازع في الحكم، لأنه تكليف لا تشريف، كما دعا إلى التمسك بالوحدة والألفة.