جعفر عباس : متزوج / متزوجة؟ ربما
سودافاكس ـ تناقلت الصحف حكاية المطربة العربية التي اعتقلتها الشرطة في إحدى العواصم “الشقيقة”، لأن زوجها أبلغ عن أنها هربت من بيت وبلد الزوجية بعد أن سرقت منه أكثر من ثلاثمائة ألف دولار!! طبعاً لم أتعاطف مع الزوج لأنني لا أتعاطف مع الأغبياء، فلماذا يترك شخص ما، مهما كان حجم ثروته مبلغاً كهذا داخل البيت؟ ومؤكد أن صاحبنا لم يتزوج المطربة بسبب حسن أخلاقها أو عمق ثقافتها أو مهاراتها في الطبخ والغسل والكنس! بل تزوجها لأنها “تحفة”. المهم أن المسكينة بقيت في الحبس لبعض الوقت ولكن ولأنها ثروة قومية فقد تحرك سفير بلادها وأخرجها من الحبس بضمان!! ولأن الإعلام العربي لا تفوته شاردة أو واردة في دنيا التفاهة، فقد تبارى الصحفيون لاستنطاق المطربة وللاستماع إلى دفاعها عن نفسها إزاء تهمة لا تليق بمطربة صدرها “كبير ورحب” يتسع لكذا حبيب دفعة واحدة طالما لكل واحد منهم دولارات تملأ العين والجيب!!
نفت المطربة التهمة بشكل حاسم ومقنع، حيث قالت إنها ليست أصلا زوجة الرجل الشاكي، ونفت بالتالي أنها سرقت نقوده! فهل كان الرجل زوجها بالفعل ولكن جلّ من لا ينسى؟ أعني أنها نسيت شكله ونسيت أنها زوجته، ربما لأن الزواج تم وكلاهما في حالة غير طبيعية، ومن الوارد أن يمر أي واحد منا بموقف مماثل: تكون مسافراً مع عائلتك وفي أحد المطارات، يسألك مسؤول الجوازات مشيراً إلى السيدة التي تقف وراءك: هل هذه زوجتك؟ فتتلعثم: آآآآآ، جائز… بصراحة مش متأكد.. ربما زوجتي وربما حماتي!! بصراحة لا أستطيع أن أثبت أو أنفي أنها زوجتي
بعد أيام قليلة من زواجنا كنا ذات مساء في زيارة شقيقتي، وجلست في غرفة ألاعب بنتها التي كنت لها الأم والأب قبل الزواج، والتي كانت تكره زوجتي لأنها خطفتني منها، وبعد أن تعبت الصغيرة نجحت في تنويمها، ثم غادرت البيت. يعني نسيت أنني متزوج ونسيت أنني تركت زوجتي في بيت أختي، وذهبت إلى بيت أحد الأصدقاء حيث قضيت معه وقتاً طويلاً، ولأنني من عائلة محافظة فقد عدت إلى بيت الزوجية في نحو العاشرة مساء لأجد زوجتي وقد امتد بوزها ثلاث بوصات، حتى حسبت أن محمد علي كلاي صرعها بضربة خطافية.
وقلت لها: هل هذه طريقة تستقبلين بها عريس “الهنا”؟ ثم لمحت الشر ممزوجا بالغضب في عينيها، واقتربت منها لمواساتها لأنني حسبت أن هناك أمراً خطيراً “عكننها”، وإلى يومنا هذا لن أنسى تلك الصرخة المزمجرة التي انطلقت من فمها: روح محل ما كنت!! وشيئاً فشيئا فهمت سر غضبها، ولو قلت لها إنني “نسيتها”، أو نسيت لبعض الوقت أنني متزوج لخلعتني في الحال دون اللجوء إلى القضاء!! ولكن حاشا أن أكون مثل تلك المطربة التي ليست متأكدة من أنها متزوجة من الرجل الذي كانت تقيم في بيته ويتهمها بسرقة نقوده. وشكراً لها فقد أخرست الغربيين الذين يزعمون أن العرب “غير متحضرين”.