حيدر المكاشفي : السر قدور..رحيل ذاكرة الفن

سودافاكس ـ فجعت جماهير الشعب السوداني برحيل المبدع متعدد المواهب، السر أحمد قدور الشاعر والمسرحي والصحفي ومقدم البرامج التلفزيونية، وأكثر ما اشتهر به طريقته المتفردة والجاذبة في تقديم برنامج (اغاني واغاني) الذي يتواصل بثه في موعده المعتاد كل رمضان، وتوفي قدور بالقاهرة التي اتخذها مقرا دائما لاقامته منذ بواكير سبعينيات القرن الماضي وتزوج من احدى حسانها نسأل الله لها كامل الشفاء من الوعكة التي تعانيها، وكان قدور الذي ينتمي الى أسرة شاعرة، قد قدم الى الخرطوم من مدينة الدامر وهو يافعا وارتبط بأهل الفن والشعر والمسرح والسياسة وخاصة حزب الأمة منذ يفاعته، واهله هذا الاختلاط برموز كل هذه المجالات لاكتساب معرفة وخبرة واسعة بها فأصبح من المراجع فيها، مكنته من كتابة عدد من المؤلفات التوثيقية، ولكنه انقطع عن الحضور الى الوطن لمدة طويلة بعد اقامته ولا نقول هجرته الى القاهرة، ولم يزر السودان الا في معية الامام الصادق المهدي رحمه الله، عند عودته الى السودان عام 2000 عقب خروجه منه في العملية التي اطلق عليها تهتدون،

وكان لانقطاع قدور عن الوطن واستعصامه بالقاهرة دورا في انقطاع مساهماته في المجالات التي ارتبط بها، وتسببت بالتالي في عدم معرفة الكثيرين به، غير ان اسم السر قدور بدأ في الظهور والبروز، عند التحاقه بصحيفة الخرطوم التي اتخذت من القاهرة مقرا تفاديا لتضييق النظام البائد للصحافة والصحافيين، فتجددت صلة السر قدور بالسودان واهل السودان واحداثه وقضاياه، من خلال كتاباته في الصحيفة، وما بناه من علاقات وصلات بالكتاب والقراء السودانيين والقيادات السياسية، وتعمقت وتوطدت وتوسعت هذه الصلات بعد عودته الى الوطن المار ذكرها، فحفزه ما وجده من حفاوة الاستقبال والترحيب على تكرار زياراته للبلاد والمشاركة في أنشطة مختلفة، كما جدد وأعاد نشاطه الاعلامي مع الاجهزة الاعلامية، وعمل على ربط أهل الفن والدراما في السودان برصفائهم المصريين من خلال حوارات عديدة اجراها لصالح تلفزيون السودان، واستمر نشاطه بلوغا الى محطة برنامج (أغاني وأغاني)..

كانت قناة النيل الأزرق موفقة جدا في اختيارها للمبدع السر قدور لتقديم برنامجها الأشهر الذي قررت بثه كل رمضان، وبالفعل استطاع قدور بابداعه وطريقته الدرامية في التقديم والحكي وعرض المعلومات، اضافة الى معرفته الموسوعية بتاريخ الغناء والمغنيين والاغنيات وكواليس هذا الوسط، أن يخلق لهذا البرنامج قاعدة واسعة وعريضة جدا من المشاهدين كل رمضان، واستمر قدور في تقديم هذا البرنامج الى أن حالت دونه الوعكة التي اسلم بعدها الروح، من تقديم حلقة برنامج هذا العام، ليخلفه في تقديمه ابن الدامر أيضا الزميل العزيز مصعب الصاوي، ومصعب هو بلا شك (الشبل من ذاك الاسد)، فليس بعد قدور من هو مؤهل لتقديم البرنامج أكثر من مصعب الصاوي..الا رحم الله السر قدور وتغمده بواسع رحمته واسكنه الجنة، ونعزي أنفسنا وأسرته الصغيرة وأسرته الممتدة وجموع الشعب السوداني، (انا لله وانا اليه راجعون)..
الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.