جعفر عباس : بشارة للكهول

سودافاكس ـ كان‭ ‬مقالي‭ ‬بالأمس‭ ‬عن‭ ‬زيجات‭ ‬الغربيين‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬بالمكشوف‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬افتراض‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للاستمرار‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتوافق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تقييم‭ ‬الممتلكات‭ ‬والأموال‭ ‬عند‭ ‬الطلاق،‭ ‬واليوم‭ ‬عندي‭ ‬بشارة‭ ‬للمتقدمين‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬ذوي‭ ‬العيون‭ ‬الزائغة‭ ‬الذين‭ ‬يفكرون‭ ‬في‭ ‬الاقتران‭ ‬بصبايا‭ ‬صغيرات‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬فمنذ‭ ‬سنوات‭ ‬وأنا‭ ‬أتساءل‭: ‬كيف‭ ‬يرضى‭ ‬ضمير‭ ‬رجل‭ ‬كهل‭ ‬أكل‭ ‬عليه‭ ‬الدهر‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬ما‭ ‬يشرب،‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬بواحدة‭ ‬عمرها‭ ‬عشرون‭ ‬سنة‭ ‬وأحيانا‭ ‬12‭ ‬سنة؟‭ ‬وأعرف‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬علوم‭ ‬النفس‭ ‬والاجتماع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فتيات‭ ‬لا‭ ‬يعشقن‭ ‬إلا‭ ‬الرجال‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ (‬مثلا‭ ‬لأنهن‭ ‬شديدات‭ ‬التعلق‭ ‬بشخص‭ ‬الوالد‭ ‬أو‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الوالد‭)‬،‭ ‬وهناك‭ ‬رجال‭ ‬لا‭ ‬يعشقون‭ ‬إلا‭ ‬النساء‭ ‬الأكبر‭ ‬منهم‭ ‬عمرا،‭ ‬ولكنني‭ ‬كنت‭ ‬–‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬–‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الكهل‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬صبية‭ ‬عروسا‭ ‬شخص‭ ‬أناني،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬امتلاك‭ ‬‮«‬كل‭ ‬حاجة‭ ‬حلوة‮»‬‭ ‬تقع‭ ‬عليها‭ ‬عيناه‭.‬

وعطفا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬أتساءل‭: ‬ماذا‭ ‬يعجب‭ ‬بعض‭ ‬الرجل‭ ‬خاصة‭ ‬أهل‭ ‬المال‭ ‬والجاه‭ ‬في‭ ‬المطربات‭ ‬والممثلات‭ ‬ذوات‭ ‬اللحم‭ ‬المكشوف‭ ‬على‭ ‬الفترينات‭ (‬سؤال‭ ‬غير‭ ‬بريء‭: ‬هل‭ ‬الشاشات‭ ‬الفضية‭/ ‬التلفزيونية‭ ‬فترينات‭ ‬عصرية‭)‬؟‭ ‬أتخيل‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬أنني‭ ‬متزوج‭ ‬بواحدة‭ ‬مثل‭ ‬فروتي‭ ‬أو‭ ‬شاسي‭ ‬أو‭ ‬مريسا‭ ‬أو‭ ‬طيطي‭! ‬أي‭ ‬من‭ ‬الصنف‭ ‬المطروح‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأناقة‭ ‬والقيافة‭ ‬والهيافة،‭ ‬ولها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬‮«‬بارتي‮»‬؛‭ ‬كيف‭ ‬أنام‭ ‬لثانية‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬خارج‭ ‬البيت؟‭ ‬بل‭ ‬كيف‭ ‬أنام‭ ‬وهي‭ ‬قربي؟‭ ‬أعني‭ ‬–‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تأويل‭ ‬كلامي‭ ‬كده‭ ‬وللا‭ ‬كده‭ ‬–‭ ‬أن‭ ‬الوسواس‭ ‬لن‭ ‬يجعلني‭ ‬أنعم‭ ‬بأي‭ ‬راحة‭ ‬طالما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬عصمتي،‭ ‬وهل‭ ‬يجوز‭ ‬أصلا‭ ‬استخدام‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬عصمة‮»‬‭ ‬عند‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬زوجة‭ ‬تحوم‭ ‬وتجوس‭ ‬وتلف‭ ‬وتدور‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬ومعظم‭ ‬مواطن‭ ‬العفة‭ ‬عندها‭ ‬مكشوفة‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والتخطيط؟‭ (‬وآخرتها؟‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬متزوجا‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬آوى،‭ ‬ثم‭ ‬اختفت‭ ‬من‭ ‬الرادار‭ ‬وفوجئ‭ ‬بأنها‭ ‬مارست‭ ‬تعدد‭ ‬الأزواج،‭ ‬واقترنت‭ ‬بآخر،‭ ‬ولما‭ ‬حاول‭ ‬استردادها،‭ ‬أنكرت‭ ‬أنها‭ ‬زوجته‭ ‬فاستأجر‭ ‬شخصا‭ ‬كي‭ ‬يقتلها،‭ ‬وفشل‭ ‬المخطط‭ ‬ولكن‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬متزوجة‭ ‬بثلاثة‭ ‬رجال‭).‬

نعود‭ ‬إلى‭ ‬ولع‭ ‬العواجيز‭ ‬العرب‭ ‬‮«‬بالذات‮»‬‭ ‬بالفتيات‭ ‬الصغيرات،‭ ‬وأقول‭ ‬إن‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‭ ‬أثبت‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬أجدع‭ ‬ناس‮»‬‭. ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬صحفي‭ ‬نشرته‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الألمانية‭ (‬دي‭ ‬بي‭ ‬إيه‭) ‬أن‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬ماكس‭ ‬بلانك‭ ‬الألماني‭ ‬والذي‭ ‬يتبع‭ ‬له‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬مركز‭ ‬بحث،‭ ‬درسوا‭ ‬تاريخ‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتوفين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬و2015‭ ‬ولاحظوا‭ ‬واستنتجوا‭ ‬أمرا‭ ‬عجيبا‭: ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬تزوجوا‭ ‬بنساء‭ ‬أصغر‭ ‬منهم‭ ‬بـ15‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬سنة‭ ‬كانت‭ ‬أعمارهم‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬سواهم‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭%‬،‭ ‬ويقول‭ ‬التقرير‭ ‬إنه‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬الزوجة‭ ‬أصغر‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬أبرك‮»‬‭ ‬للرجل‭ ‬لأنه‭ ‬يعني‭ ‬سنوات‭ ‬إضافية‭ ‬لعمره،‭ ‬ووجد‭ ‬العلماء‭ ‬لذلك‭ ‬تفسيرات‭ ‬بسيطة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬عروس‭ ‬صغيرة‭ ‬يكون‭ ‬أصلا‭ ‬ذا‭ ‬صحة‭ ‬جيدة‭ ‬وقوة‭ ‬جسمانية‭ ‬طيبة،‭ ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬الصغيرة‭ ‬أقدر‭ ‬من‭ ‬نظيرتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬للزوج‭ ‬الأكبر‭ ‬منها‭ ‬سنا،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التفسيرات‭ ‬الخائبة‭ ‬ستفرح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬قولكن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬الباحثين‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يقترنون‭ ‬بنساء‭ ‬أكبر‭ ‬منهم‭ ‬عمرا،‭ ‬يموتون‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬الرجال؟‭ ‬في‭ ‬الحالتين‭ ‬نحن‭ ‬الفائزون‭: ‬نشيخ‭ ‬ونكعكع‭ ‬ونتزوج‭ ‬بفتيات‭ ‬زغب‭ ‬الحواصل،‭ ‬ونعيش‭ ‬أطول،‭ ‬والحذر‭ ‬ثم‭ ‬الحذر‭ ‬يا‭ ‬رجل‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬بواحدة‭ ‬أكبر‭ ‬منك‭ ‬سناً‭!‬

الفقرة‭ ‬التالية‭ ‬للرجال‭ ‬فقط‭ ‬وأرجو‭ ‬من‭ ‬القارئات‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يحترمن‮»‬‭ ‬خصوصيتنا‭ ‬ويضعن‭ ‬الجريدة‭ ‬جانبا‭. ‬مش‭ ‬راح‭ ‬أواصل‭ ‬لغاية‭ ‬ما‭ ‬ترمي‭ ‬الجريدة‭.. ‬أوكي‭ .. ‬أدخل‭ ‬على‭ ‬زوجتك‭ ‬حاملا‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬وقل‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬أنا‭ ‬عارف‭ ‬معزتي‭ (‬بفتح‭ ‬الميم‭ ‬والعين‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تحسبك‭ ‬جننت‭ ‬وتتكلم‭ ‬عن‭ ‬عنزة‭) ‬عندك‭.. ‬وزي‭ ‬ما‭ ‬شايفة‭ ‬صحتي‭ ‬مش‭ ‬ولابد‭.. ‬وعيالنا‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬صغار‭ ‬ومحتاجين‭ ‬لي‭.. ‬أنا‭ ‬أقول‭ ‬يعني‭ ‬لو‭ ‬تزوجت‭ ‬توتا‭ ‬او‭ ‬سوسا‭ ‬أو‭ ‬شوشا‭ (‬واترك‭ ‬لك‭ ‬لتكمل‭ ‬من‭ ‬عندك‭ ‬حسب‭ ‬طبع‭ ‬زوجتك‭.. ‬طبعا‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬النطق‭ ‬بكلمة‭ ‬إضافية،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬تتحلى‭ ‬بطبع‭ ‬الضبع‭).‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.