سودافاكس ـ الأحد الماضي أي في أقل من اسبوع وجّهت محكمة جنائيات الإرهاب، تُهماً إلى الرئيس الأسبق لحزب المؤتمر الوطني المحلول، إبراهيم غندور وآخرين، بينها إثارة الحرب ضد الدولة، وأخرى تتعلق بالارهاب ومحاولة اغتيال قيادات سياسية
وأمرت بإعادة القبض على معمر موسى وكانت النيابة العامة اوقفت مُنذ يونيو 2020، إبراهيم غندور ومحمد علي الجزولي وعماد الدين الحواتي ومعمر موسى وميخائيل بطرس وراشد تاج السر، من جملة 13 فرداً، وكانت بعض المواد عقوبتها تصل حد الاعدام.
ولم تمر بضعة أيام فقط حتى أصدرت المحكمة أمس قراراً بالإفراج عن جميع قيادات الحزب المخلوع ، وأصدرت المحكمة حكماً بالبراءة بعد استجواب المتهمين وتقديم هيئة الدفاع مرافعات قانونية، ووجدت أنه ليس هنالك بينة تكفي للإدانة .
فالمتابع لحركة العدالة في السودان والجهاز القضائي يندهش للسرعة التي حسمت بها المحكمة القضية فالمتهم في قضية ( نفقة ) لن يحصل على حكم نهائي بهذه السرعة ناهيك ان يكون متهماً تحت مواد تتعلق بالارهاب ومحاولة اغتيال لشخصيات سياسية بارزة ، فحتى ان كانت محاكم سياسية خاصة لن يتم الفصل فيها في أقل من اسبوعين .
لذلك ان صدور قرار البراءة في حق قيادات المؤتمر الوطني بهذه السرعة وفي هذا التوقيت تحديداً يكشف عن ايادي سياسية تدخلت بقوة لحسم ملف القضية لحسابات تكشف عنها مقبل الايام.
كما ان القرار يعتبر أولى الخطوات التمهيدية لعودة حزب المؤتمر الوطني للمشهد مجدداً، والتهديد والتلويح بها من قبل الانقلابيين لأغراض خاصة، سيما ان المجلس الانقلابي استبق هذه الخطوات باجراء تعديلات واسعة في السلك القضائي والمحاكم والنيابات، هذا القرار أيضاً سبقته ارهاصات بصدور قرار قضائي مرتقب بفك حظر أنشطة الحزب والسماح له بممارسة العمل السياسي.
فالقرار يتزامن مع الهمس جهراً للعميد الطاهر أبوهاجة المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الانقلابي الذي حدثنا أمس عن تشكيل الحكومة القادمة بكوادر خلاقة، ويقول انه أمر يمثّل رغبة وخيارات الأغلبية الصامتة التي تأذت من الفوضى والهمجية، على حد تعبيره، فهو الذي يفوت عليه ان انقلابهم الفاشل هو سبب القوضى والهمجية وأن البحث عن حكومة خلاقة هو اعتراف ضمني بأن النظام الحالي نظاماً عابساً وبائساً وأخرقا.
كما ان قرار تبرئة قيادات الحزب المحلول يكشف عن أمر آخر يتعلق بعلاقات النظام الانقلابي ببعض الدول العربية ويؤكد ان هذه الدول لم تقدم حتى الآن ودائع مليارية، وان ما راج عنها ماهو الا حلم كاذب ،وان النظام الآن يمارس معها عملية الابتزاز السياسي بعودة رموز الاخوان المسلمين ، فالنظام المخنوق الآن بحبل المسد يمكن ان يفعل كل شئ من أجل ان يعيش ، فالبرهان وجد ان قرار اعفاء واقالة مدراء الجامعات واعادة عناصر النظام البائد للقضاء والخدمة المدنية ومؤسسات الدولة لم يكن ( بطاقة ضغط) ناجحة وكافية ومرت دون ان تأتي اوكلها لكن عودة قيادات النظام المخلوع سيما الرموز المهمة امثال ابراهيم غندور قد يكون له صدى خارجياً ويمكن ان تكون له ردة فعل سريعة من قبل الدول التي ينتظر الانقلاب دعمها الفوري او هكذا يتخيل.
لهذا فإن براءة قيادات النظام البائد ان كانت مسرحية زائفة او قصة واقعية فهي لن تكون صفحة مفيدة في كتاب الفشل الانقلابي فإن استخدم الانقلاب الأخوان ورقة ضغط او حتى أخرجهم بنية صادقة لإعادتهم للحكم هي آخر دفاتر الإفلاس للمجلس الانقلابي ففي الحالتين هو خاسر بلا شك ، فالسودان معاناته في عملة واحدة وجهها الاول هو الانقلاب، والوجه الآخر الكيزان هذه العملة تحديداً أصبحت غير قابلة للتداول في السوق السياسية السودانية.
طيف أخير
ماتقوم المقاومة بطبخه الآن سيكون وجبة لن يطيقها اعداء الثورة