صباح محمد الحسن : مشاركة كل الوطني عدا الأحزاب !!
سودافاكس ـ أكثر مايثير عندك الضحك ان ثاني الكذبات في قرار اعلان الانقلاب ضد الحكومة المدنية وارادة الشعب بعد الكذبة الاولى التي عرفت بتصحيح المسار هو ان الفريق البرهان أكد الحرص على التوصل إلى توافق وطني وتوسيع لقاعدة المشاركة في الحكم وذلك بإشراك كل القوى السياسية والثورية والوطنية عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول. وعودة المؤتمر الوطني الآن اصبحت شئ من الواقع ليس في المشهد السياسي فقط بل ان الحزب الآن يسيطر على كل مؤسسات الدولة الاقتصادية وتعمل شركاته ومصانعه ويخاطب قادته شبابهم وكوادرهم ويمارسوا العمل السياسي من أوسع أبوابه ، فالمؤتمر الوطني الآن لا ينقصه الا داره التي يسيطر عليها الدعم السريع والتي ستعود له مع اول قرار للمحكمة التي خصصت فقط لاعادة اصول واملاك وأموال الحزب المخلوع واعادة الذين فصلوا من المؤسسات بقرارات لجنة ازالة التمكين، فثمة قاضي ( اذهب اليه وقل له أنا من الذين تم فصلهم من لجنة ازالة التمكين لن ينظر في وجهك فقط سيمسك بالقلم ويصدر قراراً باعادتك للخدمة فوراً) هذا القاضي ليس اكثر من موظف في المجلس الانقلابي لا علاقة له بعدالة الأرض ولا السماء. فحزب المؤتمر الوطني الآن لا يحتاج إلا للافتة مضيئة قد يكون العمل فيها قد بدأ بالفعل ، لذلك من الضروري ان يغادر دقلو الدار قبل ان يأتيه قرار من المحكمة لأن عودة قيادات النظام المخلوع ربما يكون اول المستهدفين بها هو حميدتي للاستقواء بهم عليه والحد من نشاطه وتمدده الذي يقلق العسكر.
والبرهان كأنما اخطأ في العبارة وقصد انه لن يسمح للاحزاب السياسية بالمشاركة في الحكم عدا المؤتمر الوطني ، لأن الواقع ان جميع الاحزاب السياسية حرمت من الحكم لكن المؤتمر الوطني هو الذي يحكم الدولة من الداخل ، سلطة وقرار ومال واعمال ، فمثلما كانت الحركة الاسلامية تحكم السودان برئيس عسكري فالبلاد الآن يحكمها نظام البشير فقط حل البرهان مكان البشير وكل شئ كما كان عاد.
فالحديث عن تبرئة البشير في ايام قادمات ان حدث فعلا فلن يكون امراً مدهشاً، فالقضاة الذين تم تعيينهم من قبل المجلس الانقلابي وقاموا باعادة كل المفصولين من قواعد المؤتمر الوطني للخدمة وكذلك قياداته واسقطوا عنهم كل الاتهامات الموجهة لهم واعادوا لهم أموالهم وممتلكاتهم المسلوبة من الشعب إذاً ما الذي يمنعه من تبرئة المخلوع ، والسماح لحزب المؤتمر الوطني بممارسة نشاطه ( نشاطه الذي لم يتوقف).
فعودة نظام المخلوع بكل هذا الثقل وعلو صوت الفلول في منصات السوشيال ميديا ومظاهر الفرح والاهازيج وهستريا العودة للمناصب وذبح الخراف، يعني ان الثورة فعلا انتصرت على هذا النظام واذاقته المُر، وان عودته الآن لا تعني انهزام الثورة بل ضعف وخذلان من بيدهم القرار ولكن هذه ليست نهاية المباراة فإن تحرز هدفاً او تشتري حكماً لايعني انك الفائز المنتصر فالعبرة بالنهايات وفي آخر الدقائق من عمر المباراة قد تأتي الاهداف الحاسمة للنتائج.
لذلك انه وليس من المنطق ان يحدثنا قادة الانقلاب في كل خطاب زائف عن البحث عن ضرورة التوافق مع الاحزاب وتوسيع دائرة المشاركة في الحكم عدا حزب المؤتمر الوطني ، فالوطني عاد وربما تكون عودته وقرار ممارسة نشاطه في ايام قادمات أمر ليس بيد البرهان نفسه !! طيف أخير من اعتاد على تعاسة وحزن غيره لا أحد سيشعر به ليشاركه الفرح.
صحيفة الجريدة
المعركة القادمة :حميدتي والمؤتمر الوطني، صراع بين الماضي والحاضر،
بقلم الأستاذ :سواد الليل الشمالي
مما لا شك فيه أن أكثر ما يحزن أن من ثاني الكذبات بعد الانقلاب العسكري في السودان، والذي عرف فيما بعد بتصحيح المسار، بعد إجراء 25 من أكتوبر، على يد الفريق الأول عبدالفتاح البرهان، هو أن يصبح المؤتمر الوطني المحلول، هو الذي بات مسيطرا على كل مفاصل الدولة، بعد أن تم حل لجنة إزالة التمكين، التي دكت أوكار الفساد والمفسدين، على مدى ثلاثين عاما من البطش والقهر، بحق الشعب السوداني، والتي حلت بعد قرار المجلس العسكري الانقلابي بعد أن كان على بعد خطوات من أن يخرج ويدك آخر حصون المفسدين حتى من الضباط والأفراد التي تدور حولهم شبهات الفساد والاختلاس، والقتل، مما رأيناه من تبرئة معظم عناصر ورموز النظام البائد، وعودتهم، بل تكريمهم وذبح الذبائح لهم، بل وان الرجل، كان قد دعا إلى حوار وطني شامل يضم كل الأحزاب السياسية عدا حزب المؤتمر الوطني، الان حصل عكس ذلك تم إقصاء جميع الأحزاب، واستبدالها بتمكين جميع عناصر النظام السابق، الذي بات يتغلغل في جميع مفاصل الدولة، اظن من أن الصراع بين المؤسسة العسكرية التي ماثلة الان، وبين قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي، الذي باتت تحركاته تؤرق المؤسسة العسكرية، خاصة الجنرال برهان، مما لا شك فيه الرجل كان قد قاد جولات مكوكية خارجية، خاصة تقربه من روسيا، الذي باتت أقرب إلى أن تضع لها موطئ قدم في السودان، فالصراع الان بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، لتثبيت ثقلها في السودان، فالجنرال برهان أراد عودة الإسلاميين من النظام السابق لعودتهم، وان يستعين بهم في الحد من نشاطات حميدتي، وصلاحيات الدعم السريع، الذي بات يسيطر على مناطق حساسة واستراتيجية مهمة في الدولة، منها الاستخبارات العسكرية والطائرات العسكرية المقاتلة، فالان المؤسسة العسكرية في موقف الحيطة والحذر، والحديث بقية…..
اخيرا
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تُحب أن يراك فيه اللّه، وثق أنهُ يراك كُل حين،..