أزمة عطش واسعة تهدّد سكان الخرطوم: لا مياه في شهر الصوم

تشهد مناطق متعددة من العاصمة السودانية وبعض الولايات خارجها أزمة في مياه توافر الشرب، تفاقمت حدتها خلال شهر رمضان، إذ يتزايد العطش خلال شهر الصوم، وخصوصاً في الخرطوم.

وندد عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ “العربي الجديد” بتكرار انقطاع المياه الذي يستمر 12 ساعة في اليوم.

وروت آمنة تاج الدين معاناتها مع توفير مياه الشرب واضطرارها وأبناءها إلى الذهاب الى مسجد الحيّ الذي يبعد كثيراً عن مسكنهم والانتظار في طوابير للحصول على الماء لإعداد الوجبات الغذائية.

وقالت تاج الدين إن انقطاع الكهرباء يمكن تجاوزه، بينما من الصعب فعل ذلك مع المياه، لأنّها عصب الحياة وتزداد الحاجة إليها في شهر رمضان، ولا يمكن الشخص الصائم ألّا يجد ما يطفئ عطشه عندما يحين موعد الإفطار.

وانتقدت عجز الحكومة الانتقالية في السودان عن توفير الخدمات الضرورية للمواطنين، وخاصة الكهرباء والمياه. وقال المواطن علي فضل المولى لـ”العربي الجديد” إنّ السودانيين عانوا كثيراً منذ بدء شهر رمضان الحالي من تكرار انقطاع المياه والكهرباء واستمراره لساعات طويلة خلال اليوم رغم حرص الحكومة على تحصيل رسومها مقدماً من المواطنين، إلا أنهم في المقابل لا يتمتعون بحقهم في هذه الخدمات التي فاقمت من الضغوط المعيشية والحياتية.

ورغم العطش الذي تشهده البلاد هذه الأيام، وإقرار هيئة مياه الخرطوم بنقص الإمداد المائي بعدد من المناطق في العاصمة، فإنّ ذلك لم يثنها عن تطبيق زيادة جديدة على فاتورة المياه للمستهلكين من 100 إلى 400 جنيه شهرياً (الدولار= نحو 450 جنيهاً) للقطاع السكني، مقرونة بزيادة منفصلة على فاتورة الكهرباء بمبرر عدم تغطية فاتورة المياه الحالية الاستهلاك العالي الشهري للطاقة الكهربائية لتشغيل محطات المياه.

وحمّل مدير هيئة مياه الخرطوم المهندس محمد علي العجب، ارتفاع معدل درجات الحرارة مسؤولية زيادة استهلاك المواطنين للمياه في فصل الصيف، مؤكداً استمرار المساعي لمضاعفة إنتاج المياه في المحطات النيلية والآبار الجوفية لسد النقص الحالي.

وأشار العجب إلى الاعتماد على عدد من الآبار الجوفية لسد النقص في المياه بمدينة أم درمان ودار السلام، كاشفاً عن اعتداءات متكررة تتعرض لها الخطوط الناقلة للمياه والشبكات من وقت لآخر، ما يؤثر كثيراً في الإمداد المائي.

واعتبر مدير هيئة مياه مدينة الخرطوم المهندس معتز صلاح الدين، في حديث مع “العربي الجديد” أنّ مدينة الخرطوم بحري فيها 43 محطة مياه تنتج يومياً 300 ألف متر مكعب، وتزوّد الخرطوم بالمياه، وكذلك شرق النيل وأحياناً مدينة أم درمان والمنارة.

وبيّن عدم استطاعة الهيئة زيادة الإنتاجية لأكثر من ذلك، خصوصاً مع ارتفاع مستوى الاستهلاك، وارتفاع تكلفة تشغيل المحطات بسبب زيادة تكلفة الكهرباء والوقود.

من جهتها بررت هيئة مياه ولاية الجزيرة انقطاع المياه في مدينة ودمدني بتجاوز محطة التنقية إنتاج 14 ألف متر مكعب فقط من المياه في اليوم بنسبة 20 في المائة من الحاجة الفعلية في اليوم، معلنة اتجاهها لحفر آبار جديدة، وقد حددت الولاية زيادة في رسوم المياه بلغت 2250 جنيهاً للدرجة الأولى و1800 جنيه للدرجة الثانية و1550 للثالثة والدرجة الرابعة 1050 جنيهاً.

العربي الجديد

تعليقات الفيسبوك

تعليق واحد

  1. حق ازمة المياة عامتا ليسى العاصمه فقط الان بعض من الولايات اكتثر من معانا قريه دره غرب كردفان محلية غبيش دي اكثر قريه تعانى من نقص المياه لديها بارا وحده لا تكفى مع كثرت الثروه الحيوانه من 6 صباحأ هذا السكان تقف صف في منتصف النهار الي الساعه 3 عصرآ نطالب باهل الخير التبرع لهذا المسكين ببارا ثانيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.