سودافاكس ـ تُعد المستشفيات السودانية واحدة من أهم خيارات المريض التشادي الذي يثق في الأطباء السودانيين، وتستقبل ولايات دارفور المتاخمة للمدن التشادية خاصة مدينة أبشي أعداداً كبيرة من هؤلاء المرضى الذين يعانون من مشقة المرض والسفر معاً، وتكاليف كل ذلك. مجموعة من الأطباء السودانيين قرروا إعانة هؤلاء المرضى وتوفير الخدمات الطبية التي يهاجرون اليها داخل مدينة أبشي، من خلال مستوصف يضم أهم التخصصات والأجهزة الطبية الحديثة..
“السوداني” التق المدير الطبي لمستوصف الغفران، السوداني د.السياب عبد اللطيف بابكر، لمعرفة تجربة الاستثمار الطبي خارج السودان، وهل تمكنوا من تقديم خدمة علاجية قللت من كلفة رحلة علاج المرضى التشاديين؟.
متى بدأت العمل الطبي في أبشي؟
وصلنا أبشى عام ٢٠١٥ وعملنا كـ”متعاقدين” مع المستوصف، لكن لاحقاً فكرنا في تأسيس مستوصف خاص بنا، ودرسنا الفكرة، وتم عرضها على الجانب التشادي، خاصة أن المواطن التشادي يسافر لطلب العلاج إلى الجنينة لأبسط الأمراض، وبدأنا بعيادة بها طيبب عمومي، وأدخلنا أول قسم لطب الأطفال في أبشي، وأيضاً قسماً للأشعة والأسنان، وقسماً صغيراً للنساء والولادة، ونحن ثاني مستوصف، ومن ثم أضفنا قسم الجراحة، وكنت في السابق أقوم بتحويل نحو (٢٠٠) حالة من المرضى هنا إلى مدينة الجنينة، ولاحقاً طورنا جميع الأقسام، وأصبح لدينا اختصاصيون لكل الأقسام، وطورنا قسم النساء وأمراضها، وطورنا جميع الأجهزة والموجات الصوتية، وبعد شهرين سوف نفتتح قسم جراحة العيون كأول تخصص في أبشي معه قسم العظام .
ما هو النظام الصحي المتبع فى المستوصف؟
نعمل وفق النظام الصحي السوداني، طبعاً يعتمد على اللغة الإنجليزية، وهم في تشاد يعملون وفق النظام الصحي الفرنسي، لكن المواطن التشادي يثق في الطبيب السوداني ونظامنا الصحي، وأصبح المستوصف يستقبل طلاب الطب والتمريض، لتدريب خريجي هذه الكليات في أبشي، بل قمنا بتوظيف عدد منهم، طبعاً هم يدرسون بالفرنسي، ولذلك استهدفنا من درسوا باللغة العربية، وأتحنا فرصة كبيرة لخريجي كليات التمريض، لكن نعتمد على الأطباء السودانيين بشكل كامل، إضافة لجميع الطاقم العامل في المعمل والعاملين في اقسام الموجات الصوتية والأشعة والعلاج الطبيعي.
هؤلاء يمثلون (٢٥%) من طاقم المستوصف، والطاقم المتبقي (٧٥%) من أبناء أبشي في أقسام وإدارات مختلفة .
هل أسهم المستوصف في وقف هجرة المرضى؟ وكم عدد المترددين يومياً؟
هناك إقبال كبير جدا عليناً، ونعمل على مدار الـ(٢٤) ساعة، خاصة بعد إدخال عدد من التخصصات، وبعد تنظيم الأقسام أصبح العمل يسير بصورة مرتبة، بالتالي انخفض عدد المرضى الذين نقوم بتحويلهم إلى ولايات دارفور، عدا بعض الحالات مثل مرضى الفشل الكلوي، وأمراض القلب إلى” الخرطوم”، وطبعاً المريض التشادي يُعامل في ولايات دارفور، وفي السودان عموماً كمواطن سوداني .
هل هناك اتجاه لإدخال ما تبقى من أقسام للحد من سفر المرضى؟
نعم، لدينا خطة للعام المقبل لافتتاح قسم جراحة المناظير، و(٦٠%) من المترددين يأتون من خارج أبشي، من إنجمينا والمدن الحدودية الليبية، المريض يقطع أقل مسافة نحو (٤٠٠) كلم ليصل إلى المستوصف السوداني، عموماً الثقافة الصحية هنا متدنية، ويحتاجون لنشر وعي وسط المواطن.
هل يوجد تنويم؟
نعم توجد عنابر وغرف خاصة لجراحة النساء والباطنية.
من أين تتحصلون على الأدوية؟
من أبشي أو الخرطوم، لكن الكمية الأكبر نستوردها من مصر عبر الطيران.
هل شكلت اللغة حاجز لتعامل مع المرضى؟
أبداً، معظم القبائل تتحدث اللغة العربية، وهم امتداد لعدد من القبائل السودانية عدا قبائل بسيطة.
تحديات تواجه عملكم؟
الكهرباء وهي مشكلة لكن عموماً كلفة التشغيل هنا منخفضة.
السوداني