سودافاكس ـ القهوة الإثيوبية تعتبر سفيرة المنتجات الإثيوبية في الخارج ،لأيمكن أن تقام مناسبة في ايا من من المجتمعات في الداخل الإثيوبي والإ كانت حاضرة ، حاضرة بكل جمالياتها وطقوسها ،حضارة بعبق رائحتها وجمال جلستها التي تكون علي العشب الأخضر “قاطيما” ولمن لأيعرفها ،هي نبتة خضراء يتم فرشها علي الأرض في مختلف المناسبات ،وتنمو النبتة في البرك المائية بكثرة وهي خضراء جميلة ،ومابين هذه الصورة الرائعة يكون البخور الذي يتنوع مابين اليمني والحبشي والمتسورد من مختلف بقاع العالم حتي يضيف جمالا للجلسة ورائحته التي لأ تنسي .
والقهوة الإثيوبية تختلف في كل مكوناتها عن بقية العالم ،من اول عمليات قطف حبيبات البن ، وتجميعها ومراحل غسل وفرز القهوة الجيدة عن بقية الحبوب ،وللتحميص قصة أخر حيث يحمص الإثيوبيين البن بطرق مختلفة حتي لأتحترق حبوبه ،ويركز الجميع خلال تلك العملية أن لأ تفقد حبيبات القهوة لمعانها وبريقها،لأن مابها من مادة زيتية هي الأهم في الطعم.
ومابين الفجان الأول والثاني والثالث ، تشعر باختلاف كبير في تركيز طعم القهوة ،وكذلك للون والمادة المسكوبة التي تختلف ألوانها مابين البيني والأسود الداكن ، وهنا معالم الأختلاف وليس بأختلاف عادي ،بل لكل لون وطعم اسلوب وطريقة خاصة في الأعداد ، ومرحلة التحميص تختلف من منطقة لأخري وهوفن لوحده ،والفنجان او الكوب له شكل مختلف وحتي في التقديم نختلف ايضا ،و يقل تركيزا القهوة في الطعم واللون مابين الأول الي الثاني والثالث .
ومن يكون لها الدور الأخراجي في تلك الجلسة هي سيدة البيت او أحدي جميلات بلادي ، والتي لأ تكون الجلسة رائعة بدونها ،فتواجدها ولمساتها التي تعتبر أجمل لوحة تقوم هي بأخراجها ورسمها بطريقتها وحرفيتها ، وباضفاء بعض اللمسات الفنية مع أضافة أدوات ومواد وأختيار الموقع المناسب وهي رؤية خاصة جدا يعلب الناسء فيها ادورا كبيرة ، ونحن نحتسي ونتلذذ فقط ،ولأننسي الأزياء الشعبية التي لأتقل جمالا عن مشهد القهوة ، وخاصة أن المرأة الإثيوبية ترتدي الأزياء الشعبية “حبشا لبس” وهي قصة لوحدها ،ولحائكيها من نساجينا ادوارا كبيرة في رسم تلك اللوحات الرائعة ، وهي مدرسة تختلف حسب ثقاتنا الإثيوبية المتعددة ،ولكل طريقيته في الحياكة والنسج ،وهذه الأزيار الجميلة يفضل لبسها عند تقديم واعداد القهوة التلقيدية .
هنالك وجبات خفيفة ومقبلات تكون مصاحبة لتلك الجلسة ، وهنا يكون للأطعة الشعبية الإثيوبية دورا وحضورا كبيرا في تلك الوليمة أو اللوحة الفنية الرائعة ، هنالك خبز مميز يسمي الحمباشا ،جاء قادما من الشمال لينتشر في كل بقاع البلاد ، ويفرض نفسه علي الجلسة ويتنقل مع القهوة وطقوسها ، وحبيبات الشعير والقمح التي تحضر بطريقة أحترافية ويطلق عليها “الغولو “كنوع من المقبلات التي تقدم مع القهوة ، والبعض يحضر الأنجيرا مع بعض الأدوات المحلية مثل السمن بالفلفل الحار ، وخاصة لدي المجتمعات الريفية التي تختلف في بعض طرق تقديمها للقهوة وطقوسها ،والبعض يقوم باعداد أطعمة مختلفة ومتنوعة كلا حسب ماتنتجه بيئته المحلية .
ولشعوبنا طرق متعددة لتناول القهوة ، سادة بالحليب ومنهم من يتناولها بأضافة السمن ،ومنهم من يقوم بتناولها بطريقته المفضلة ، ولكن في الأخر تظل كلها مجتمعة تمثل تراثنا وارثنا الثقافي المتعدد.
ومابين كل تلك الجماليات ، يكون للسمر والحكاوي والتواصل أجمل أحساس وانت ترتشف بعضا من تلك القهوة التي بذلت فيها جهودا، من اول مراحل قطفها وصولا لك كاحد عشاق هذا المزاج الذي لأ يفارقك صباحا ومساءا ،وخاصة أن كنت في الهضبة .
أنور إبراهيم – أديس ابابا