المعارضون الشيشان في مواجهة جنود قديروف.. حرب أهلية شيشانية منتظرة داخل حدود أوكرانيا

بمجرد إعلان روسيا عن انطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا بعد أسابيع من التصعيد، ظهر الرئيس الشيشاني “رمضان قديروف” في الصورة، زاجَّا بنفسه في مشهد الصراع، فتارة يفتخر بنشر قواته في أوكرانيا استجابة لمطالب الرئيس الروسي بوتين، وتارة أخرى يحث الأوكرانيين على الإطاحة بحكومتهم، متوعدا إياهم بالاستيلاء على عاصمتهم في حالة لم يستجيبوا لمطالبه، كما لا يكف الرئيس الشيشاني عن الحديث عن إنجازات رجاله داخل أوكرانيا كما حدث حينما أعلن عن احتلال قواته قاعدة عسكرية كبرى كانت تابعة لـ”قوميين متطرفين أوكرانيين”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام روسية.

لكن الحضور الشيشاني في الحرب الأوكرانية لم يقتصر على قديروف ورجال جيشه الموالين لموسكو، ففي جانب آخر من المشهد، ظهر مقاتلون شيشانيون آخرون، ليسوا تابعين لقديروف أو موالين لبوتين، وهؤلاء وجدوا في الحرب الدائرة على أراضي أوكرانيا فرصة للقتال ضد روسيا التي يعتبرونها عدوهم الأول.

فرصة للانتقام
في عام 2000، كان الشيشانيون يخوضون حربهم الأخيرة من أجل استقلال بلادهم عن روسيا، لكن الحرب انتهت دون أن تحقق أهدافها بالنسبة إلى الجمهورية القوقازية المسلمة التي تقع على بعد ألف ميل فقط جنوب موسكو. في الحقيقة، أدت الحرب إلى انقسام الشيشانيين إلى فريقين، فريق أول استسلم للحكم الروسي، وانصاع لسيطرة أمير الحرب ورئيس البلاد الجديد “رمضان قديروف” الذي تعهد بالقضاء على كل تمرد داخلي ومطاردة كل معارض للنفوذ الروسي في جبال الشيشان.

رمضان قديروف (في المنتصف)
أما الفريق الثاني من الشيشانيين فحافظ على عدائه للروس، مواصلا مواجهاته معهم على طريقة “حرب العصابات”. شكّل هؤلاء المعارضون الشيشانيون النواة الأولى لنقل الصراع الداخلي الشيشاني إلى شرق أوكرانيا، حيث انخرطوا في صفوف الفرق العسكرية التي كانت تواجه القوات الانفصالية الأوكرانية الموالية لروسيا خلال أحداث عامي 2014 و2015، علما بأن أعدادا أخرى من هؤلاء المقاتلين أحجموا عن الانضمام إلى هذه الوحدات الأوكرانية المقاتلة خوفا من متابعات قانونية لكونهم يحملون جنسيات دول أوروبية أخرى كانت تعاقب المشاركين في هذه الأعمال العسكرية في أوكرانيا، فيما لم تتمكن الحكومة الأوكرانية من وضع صيغة قانونية لهذه الوحدات الأجنبية المقاتلة.

وبعد مرور أسابيع قليلة على غزو روسيا لمنطقة القرم، أعلنت القوات الشيشانية المحاربة لموسكو وجودها بقوة في الداخل الأوكراني، معززةً صفوفها بعدد من المقاتلين الشيشانيين ذوي الصيت، وعلى رأسهم الجنرال “عيسى منيف”، القائد السابق لمجموعة عسكرية شيشانية شاركت في الحرب الروسية-الشيشانية الأولى بين عامي 1994 و1996.

الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.