سبايدرمان.. المقنع الذي تحول إلى رمز للمقاومة والثورة في السودان

“ليس خوفا أو تمويها بل حتى أكون مصدر إلهام للثورة”، هكذا يبرر الناشط السوداني الذي قرر ارتداء بزة “سبايدرمان” أو الرجل العنكبوت مشاركته في الاحتجاجات الشعبية التي أدت لاحقا إلى إسقاط نظام عمر البشير.

وبحسب صحيفة “الغارديان” التي أنتجت فيلما عن ذلك الناشط المقنع، فإن الأخير يروي قصة ارتدائه الزي، بعد أن قتل صديقه طفولته برصاص الأمن، خلال الاحتجاجات على حكم البشير الذي استمر لنحو 3 عقود.

ويقول ذلك الناشط الذي يرفض الكشف عن هويته، خوفا على سلامته في الوقت الحالي، أنه لم يلبس ثوب “سبايدرمان” أثناء الاحتجاجات بغية التمويه نفسه، ولكن تقديرا لصديقه وحتى يكون ما أقدم عليه رمزا للانتصار على الأعداء.

وكان “سبايدرمان السودان” من بين مئات الآلاف من المتظاهرين الذين أدت احتجاجاتهم عام 2019 إلى سقوط عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية، والتي أطيح بها في انقلاب عسكري في أكتوبر 2021.

وعن “انقلاب الجيش على الثورة”، يؤكد “الرجل العنكبوت” إن المؤسسة العسكرية والأحزاب المعادية للثورة قد “سرقوا ثورة السودان”.

ويوضح أن لا فرق بين الأحزاب التي تحالفت مع المؤسسة العسكرية وبين حزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لسنوات طويلة، مضيفًا: “كلهم مستبدون ويريدون السلطة والسيطرة”.

وجرى تصوير فيلم “سبايدي” Spidey أثناء مشاركة “الرجل العنكبوت” في الاحتجاجات، مع التركيز أيضا على دوره الآخر كعالم يدرس نفسه بنفسه ويعلم صناعة” الروبوتات” للأطفال الصغار.

وخلال الفليم يظهر “سبايدرمان” في اجتماع سري للجنة المقاومة لتنسيق الأعمال المحلية في جميع أنحاء السودان، حيث تحدث مع أصدقائه من النشطاء تماهي أهدافهم مع رغبات الشعب السوداني المتمثلة في الإطاحة بالحكم العسكري بغض النظر عن طبيعة العنف التي سوف يتعرضون لها.

ويتابع: “يأتي الليل ويذهب آخر.. وبإذن الله سوف نبقى نخرج للاحتجاج والتظاهر حتى تحرير بلادنا”.

وأضاف: “نحن غير خائفون، وشعب السودان سوف يواصل مواجهة قوات الأمن ورصاصهم”.

من جانبه، يقول مخرج الفيلم، فيل كوكس، أن سبايدرمان السودان قد أصبح رمزا للمقاومة والثورة في البلاد.

وتابع: “كان من المدهش جدًا ما كان يفعله الناس هنا من خلال الشركات الرقمية الناشئة والمجموعات الإبداعية كأداة للاحتجاج السلمي، لكنهم الآن تحت التهديد ويتم إغلاقهم من قبل الجيش”.

وأوضح أن الكثير من النشطاء لم يكونوا راضيين إلى ما آلت إليه الأمور بعد سقوط نظام البشير وتشكيل مجلس حكم سيادي برئاسة قائد الجيش الذي انقلب على التفاهمات لاحقا ورفض تسليم رئاسة المجلس إلى شخص مدني بعد انتهاء فترته.

وأضاف كوكس: “إنهم يشعرون (نشطاء الاحتجاجات المدنية) أن الأمور قد انقلبت عليهم، ولكنهم يرفضون التراجع مع اعتقادهم أن المجتمع الدولي سوف يخذلهم مرة أخرى”.

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.