أعلن خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “آي بي سي سي” (IPCC)، الذين يراقبون عن كثب تطور المناخ، عن تكاثر واشتداد موجات الحرارة في السنوات القادمة.
وتقول صحيفة “لوبوان” (Le Point) الفرنسية في تقرير لها، إنه في 13 يناير/كانون الثاني 2022 تم كسر الرقم القياسي العالمي لدرجة الحرارة على الأرض في أونسلو غربي أستراليا مع 50.7 درجة مئوية، مشيرة إلى أننا أصبحنا نعلم جميعًا أن كوكبنا يسخن عاما بعد عام، ونظرا لعدم وجود تعبئة عالمية حقيقية، ينذر أعضاء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي تعتمد على الأمم المتحدة، بجحيم على الأرض مع تكاثر وتكثيف موجات الحرارة.
وبيّنت الصحيفة أن الهنود عانوا مؤخرا من أزمة حرارة شديدة، إذ كان شهر مارس/آذار الماضي أكثر الأشهر سخونة منذ 120 عاما. أما في النصف الأخير من أبريل/نيسان السابق، فقد ارتفعت درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي بنحو 4.5 إلى 8.5 درجات مئوية.
وفي الصيف الماضي، عانت أميركا الشمالية من موجة حر شديدة مع تسجيل رقم قياسي بلغ 49.6 درجات مئوية في لايتون -بكولومبيا البريطانية- في كندا، كما يذكرنا ذلك بموجات الجفاف الأسترالية المتكررة مؤخرا التي كانت مصحوبة بدرجات حرارة شديدة.
سجلات الحرارة
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن دراسة نشرها علماء المناخ في جامعة “بريستول” (University of Bristol) في مجلة “ساينس أدفانسز” (Science Advances)، تفيد بأن موجات الحرارة هذه ليست الأسوأ منذ عقود، فلقد جدّت أحداث أخرى ولم يتم الإعلان عنها كثيرًا لسببين؛ أولا لكونها اجتاحت الدول الأقل شهرة، وثانيا لأنه لا ينبغي تقدير شدة الموجة الحارة بالقيمة المطلقة، وإنما مع مراعاة درجة الحرارة المحلية.
وتوضح الصحيفة أن الدراسة سلطت الضوء على موجات الحرارة القياسية التي ضربت جنوب شرق آسيا في أبريل/نيسان 1998 والتي بلغت ذروتها 32.8 درجة مئوية، وموجات الحرارة التي اجتاحت البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني 1985 عند 36.5 درجة مئوية، وتلك التي شهدتها الولايات الجنوبية في يوليو/تموز 1980 عند 38.4 درجة مئوية.
وأكدت المؤلفة الرئيسية للدراسة فيكي طومسون أنه “من المهم تقييم شدة موجات الحرارة من حيث تقلبات درجات الحرارة المحلية التي سيواجهها البشر. وبالتالي، في المناطق التي تكون فيها الاختلافات في درجات الحرارة أقل حدة من أي مكان آخر، يمكن لموجة الحر، مهما كانت شدتها، أن تسبب تأثيرات أكثر ضررا”.
وتلفت الصحيفة إلى أنه عموما، ومع وجود موجات حرارية متساوية، ستكون العواقب أكثر ضررًا. وأشارت إلى أن المناطق الجغرافية التي تتعرض لأقوى موجات حرارة ليست بالضرورة تلك التي يكون فيها الناس والطبيعة أكثر تدهورا، مبينة أن ما يهم حقا هو الفرق بين موجات الحرارة الشديدة ومتوسط درجات الحرارة.
وهذا ما يشار إليه على سطح الكرة الأرضية مع رمز لوني يوضح حجم أقصى حد لدرجات الحرارة منذ عام 1950 في كل منطقة. وهكذا، في فرنسا تبلغ موجات الحرارة 3 درجات مئوية، في حين تقل في إسبانيا عن 2.5 درجة مئوية.
الجزيرة