“كل الطرق تؤدي إلى روما”.. معلم سوداني يثير حماسة طلابه بطريقة تدريسه “الثورية”

بطريقة أقرب إلى هتافات الثورة، انخرط المعلم حسام مكين من مدرسة المناهل بالعاصمة السودانية الخرطوم في شرح دروس الرياضيات لأحد الصفوف بالمدرسة، وهو يتنقل بين السبورة والطلاب، في حين أخذ الطلاب يردون معه بصوت جماعي يشبه ترديد الشعارات.

وأخذ المعلم السوداني وهو يمسك بإحدى يديه أوراقا وبالأخرى طبشورا يكتب به على السبورة عمليات حسابية بصوت عال، ثم يتوجه إلى الطلاب بطريقة درامية ليردوا عليه “بالهتاف” أيضا.

ووسط استحسان الطلاب الذي بدا من طريقة ردهم بحماسة كان المعلم يروح قدوما وذهابا في الفصل أمام الطلاب بطريقة تشبه السير في مواكب الاحتجاجات.

وأثار الفيديو ردودا متباينة لدى المغردين في السودان، بين من استحسن الفكرة وقال إنها حالة الثورة التي يعيشها الشعب السوداني، ومن قال إنها “طريقة غريبة” ولا يمكن أن تؤدي إلى فهم المادة.

الثوة في كل مكان

قال طلال فيصل معلقا على المعلم السوداني “الثوة في كل ما يحيط بكم”، وشاركته هذا الرأي فرحة فقالت “فيديو اليوم بلا منازع، ومتشكرين ومقدرين يا مدرستنا يا مدرسين، والثورة خيار الشعب”.

أمّا عماد فقد قال “ما شاء الله طاقة جميلة ومجهود جبار، هذا النوع من المعلمين صعب أن ينسى”.

ودعت مشاعل خطاب للمعلم بالتوفيق وقالت “ربنا يوفقهم ودي اللغة التي يفهمها الشباب حاليا، أستاذ ذكي، جزاه الله كل خير”.

ورأت حليمة أنه “أسلوب سليم للتعليم لكون المعلم يصل إلى الطالب بالوسيلة المتاحة ويكون الفهم متقاربا رغم اختلاف الأجيال”.

إضرار بالعملية التعليمية

ورأى قسم آخر من المغردين أن طريقة المعلم هذه تضر بالعملية التعليمية، وقال ياسر الشيخ “للأسف هذا تلقين ولا شيء أضر بالعملية التعليمية أكثر من التلقين، خصوصا في المواد العلمية والعملية”.

أمّا التاجي الجيلي فقد اعتبر أن ذلك لا يعبر عن حب وطن وليس طريقة سليمة للتعلم وقال “هذا تهريج في فصل للدراسة”.

واعتبر حساب باسم “بانادول أكسترا” أن ذلك إهدار للطاقة له وللطلاب وتساءل “هل يستطيع أن يواصل بنفس الأسلوب لكل الحصص”.

ورأى محمد أحمد علي أن الحماس يمكن ينفع في “أي حاجة إلا في التدريس لأنه يحتاج إلى هدوء وترتيب أفكار”، وقال ساخرا “لو أخدت معلومة تعال قابلني”.

أما المغردان أيوب عرب ويسري السر، فقد تعرفا على المعلم وقالا إنه من مدارس المنهل الخاصة وهو الأستاذ حسام مكين.

وقال يسري السر “أستاذ حسام مكين ربنا يعطيه الصحة والعافية وتمنياتي لمدارس المنهل الثانوية بأم بدة دار السلام بالتوفيق دائما”.

الثورة السودانية

وأطاح الجيش بحكم عمر البشير الذي حكم البلاد نحو 30 عاما بعد أن استولى على السلطة من حكومة منتخبة برئاسة الصادق المهدي، وذلك في 11 أبريل/ نيسان عام 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله.

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.

وقبلها بدأت بالسودان، في 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية كان من المقرر أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.

المصدر : الجزيرة مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.