“آدم تزوج واحدة فقط”.. جدل حول تعدد الزوجات بمصر

أثار تصريح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، حول تعدد الزوجات جدلا مجتمعيا داخل مصر، ذلك الجدل اتسع مع ردود بعض المعنيين بحقوق المرأة حول القضية.

وحاولت عضو المجلس القومي للمرأة رانيا يحيى، معارضة تصريحات الأستاذ الأزهري، لكنها عندما أرادت التدليل على موقفها، ذهبت إلى مدى غير متوقع، حيث قالت إن النبي آدم لم تكن له 4 زوجات بل زوجة واحدة فقط.

وفي تصريحات صحفية، وصفت رانيا -وهي أستاذة بأكاديمية الفنون- آراء العالم الأزهري بالمخزية والمستفزة وبأنها تعيد المرأة إلى العصور الجاهلية فضلا عن كونها تثير البلبلة داخل المجتمع، على حد قولها.

ولقيت تصريحات عضو المجلس القومي للمرأة، انتقادات حادة على مواقع التواصل، خصوصا ما يتعلق بقولها إن سيدنا آدم تزوج امرأة واحدة، كما امتد الجدل إلى قضية تعدد الزوجات بشكل عام، حيث رأى البعض أن الحديث عن تعدد الزوجات في ظل الظروف ازدياد الفقر والبطالة أمر ينفصل عن الواقع الأليم، ورأى آخرون أن ثمة نبرة متزايدة من قبل قوى مجتمعية تستهدف الخروج عن شرع الله.

ومن المنتظر أن يناقش البرلمان المصري مشروع قانون مقدما من الحكومة بشأن قانون الأحوال الشخصية وتشتمل مواده على تنظيم الخطبة وعقد الزواج وآثار الزواج وأحكامه والطلاق والخلع والنسب والنفقة والحضانة وصندوق رعاية الأسرة المصرية.

وتضمنت رؤية المجلس القومي للمرأة -التي أعلن عنها قبل أيام، حول قانون الأحوال الشخصية الجديد- عدة مطالب؛ منها تنظيم الزواج الثاني، وذلك بتحقق القاضي من شرط موافقة الزوجة الأولى وضمان استيفاء العدل بينهما، ومنح القاضي سلطة التصريح بالزواج الثاني بعد تحقق الشروط.

مشروعية التعدد

وخلال تصريحات متلفزة، تحدث أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أحمد كريمة حول الزواج الثاني للرجل وتطرق لأمور تختلف جذريا مع رؤى مدنية ونسوية معروضة لتنظيم الزواج الثاني داخل مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد.

وأوضح أن الشرع يتيح للزوج الزواج بامرأة أخرى من دون موافقة الأولى؛ بل رأى أن عدم إبلاغها قد يكون في مصلحة الأسرة.

وأكد كريمة ضرورة تقدير الزوجة لرغبة زوجها في العفة وعدم ارتكاب أشياء محرمة، مشيرا إلى أن معظم الزوجات يتقبلن أن يفعل زوجها الفاحشة على الزواج بامرأة أخرى. بل وامتد رأيه إلى ضرورة إعانة الزوجة الأولى لزوجها على الزواج بأخرى بدلا من ارتكابه الفاحشة.

ومع حالة الجدل الواسع التي أثارها رأي الأستاذ الجامعي، نشر ما سماه توضيحا لحقيقة تصريحاته عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا إن تصريحاته تتعلق بالزوج المغترب الذي يريد الزواج بغية عفة نفسه عن الحرام.

واستطرد “هنا يمكنه الزواج بأخرى حتى لا يرتكب الفاحشة، وإن كان إخبار الزوجة الأولى بالزواج يمكن أن يؤثر على تماسك الأسرة، فالأفضل ألا يخبرها لأن هذا لم يرد نصا في الشرع”.

زوجة واحدة تكفي

وأمام حالة الجدل المجتمعي حول الزواج الثاني، أعادت جريدة “صوت الأزهر” تصريحات سابقة لشيخ الأزهر أحمد الطيب، حول تعدد الزيجات، قال فيها إن زوجة واحدة تكفي، معتبرا من يقولون إن الأصل في الإسلام هو التعدد مخطئون، حيث تشهد المسألة ظلما للمرأة وللأبناء في كثير من الأحيان.

وأضاف أن التعدد من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكدا أن المسلم ليس حرا في أن يتزوج على زوجته الأولى، “هذه رخصة مقيدة بقيود وشروط، والتعدد حق للزوج لكنه حق مقيد”، وفق تعبيره.

وقال “التعدد مشروط بالعدل وإذا لم يوجد يُحرم، والعدل ليس متروكا للتجربة إنما بمجرد الخوف من عدم العدل أو الضرر يحرم التعدد، فالقرآن يقول (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)”.

وشدد شيخ الأزهر على عدم دعوته إلى تشريعات تلغي حقا شرعيا، لكنه يرفض التعسف في استخدام الحق الشرعي والخروج به عن مقاصده.

الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.