“لائحة ثياب” بجامعة سودانية تعيد ذكريات “جلد الفتيات” في نظام البشير

في ما يعد بمثابة عودة لذكريات “النظام العام” في السودان، ذلك القانون الذي سقط مع سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وكان يجرم بعض السلوكيات الشخصية، أعلنت جامعة كسلا بشرق البلاد محظورات عدة تخص الثياب وطريقة التعامل، حيث منعت بعض الأزياء للطالبات داخل الجامعة وحرمت عليهم وضع المكياج.

وشهدت السودان خلال حكم النظام السابق حوادث عدة لفتيات حكم عليهن بالجلد بسبب ارتدائهن البنطلون، وفقاً لقانون “النظام العام” السوداني، الذي أقر عام 1996، ويجيز توقيع عقوبات بالجلد على الرجال والنساء، على حد سواء، في ما يتعلق بالملابس وشرب الخمور والسلوك العام في الشارع. وبعد الثورة السودانية ألغي القانون الذي اعتبره ناشطون إهانة لكرامة الإنسان.

قرارات الجامعة أثارت جدلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، واعتبروها نكوصاً عن أهداف الثورة السودان، حيث نصت على ضابط لأزياء الطلاب، وحظرت ارتداء “التيشرتات” أو القمصان قصيرة الأكمام، ومنع الاختلاط “غير اللائق” على حد قولهم، و”الخلوة غير الشرعية”.

وألزم القرار الطالبات الحجاب الكامل وعدم إظهار الشعر وتغطية الرأس والبدن، وألا يكون الزي ضيقاً أو شفافاً، مع عدم وضع الزينة بصورة بارزة. وقالت الجامعة، إن مخالفة الشروط ستقابل بالعقاب، وفقاً لنظامها الأساسي.

تقييد الحريات

أثار القرار رواد التواصل الاجتماعي واعتبروه نوعاً من التضييق على حريات الفرد. وشبه بقانون النظام العام في نظام البشير، الذي كان يمنع حينها “ارتداء الأزياء الفاضحة والبنطلون”. ويفرض بعض القوانين التي اعتبرها كثيرون تقييداً للحريات.

وقالت الناشطة النسوية والحقوقية مياسم الهادي، إن “إسقاط النظام لم يكن لأسباب اقتصادية وسياسية فقط، بل من الأسباب التي جعلت النظام السابق منبوذاً ومحاصراً هي سلب الحريات وجعل الآخرين مقيدين مهما كانت خلفياتهم الدينية والثقافية”، ووصفت قرار جامعة كسلا بأنه “غير واقعي” وكان يمكن أن يصدر بصورة أكثر حضارية، خصوصاً أن الجامعة في مرحلة تكوين الشخصية، على حد قولها.

وبينما تعالت الأصوات بأن هذه اللوائح لها علاقة بالنظام السابق، دافعت جامعة كسلا عن قرارها. وقال مصدر مسؤول بها، إن “تلك الضوابط قديمة ومتبعة منذ زمن طويل وليست جديدة، ولا علاقة لها بعودة النظام”.

وترى إحدى الباحثات في التراث أن السودان به تنوع ثقافي وديني وفكري، معتبرة أن تخصيص زي معين داخل الجامعات “وارد” ووضع لوائح به يعد “أمراً مقبولاً”، لكن يجب أن تكون هناك مساحة ليعبر كل طالب عن البيئة التي خرج منها مع عدم وضع اشتراطات قاسية في الثياب.

فيما قال الطالب حمزة إلياس، إن “الجامعة لها أسلوب معين يجب أن يحترمه الطالب، خصوصاً في ما يتعلق بالسلوكيات السالبة التي تصدر من بعض الطلاب”.

إندبندنت

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.