ماوراء الكلمات – طه مدثر
(1) بضمير خال من الكوليسترول الضار، ومن الغل والحسد، نقول إن السودان بلد العجائب، فهذا البلد الشقيق، ابتلأه الله باشكال والوان من الوزراء والمسؤولين، عندما تراهم لا تملك إلا تقول(حسبي الله ونعم الوكيل) واللهم ألزمنا الصبر والشكر، فان الصابر والشاكر في الجنة.
(2) فالسيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، الدكتور جبريل ابراهيم، لا تنقضي عجائبه، فهو يتحدث حديث العالم الجهبذ، فيقول ان وزارته شرعت في بناء مخزون استراتيجي من القمح، !!وعليك أن تضع عشرات الخطوط تحت كلمة شرعت في بناء مخزون استراتيجي من القمح والذرة، فهذه الوزارة التي شرعت الآن، في البناء، هي ذات الوزارة التي عجزت أو سوفت أو ماطلت في شراء قمح الموسم الماضي، من المزارعين، فاشتكى المزارعون من سوء، إدارة الوزارة لشراء محصولهم من القمح، فاضطروا لبيع محاصيلهم لمن يدفع أكثر، وهذا من حقهم، وذات هذه الوزارة التي يجثم على صدرها ويكتم أنفاسها السيد جبريل ابراهيم، شرعت أيضاً في بناء مخزون استراتيجي من الذرة، برغم انها وقبل فترة من الزمن ذات هذه الوزارة، باعت المخزون الاستراتيجي من الذرة لدولة جنوب السودان، وذلك من أجل دعم الخزينة العامة، بقليل من الدولارات، لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد كانت أمام دكتور جبريل، فرصة ذهبية، لبناء مخزون استراتيجي حقيقي من القمح، لو احسن التعاون والتعامل الجيد مع محصول القمح الذي ذهب إلى دول الجوار، الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف، وجبريل هذا أشبه بالذي أضاع فرصته، فجلس ليلقي بالعتاب على القدر.
(3) فهذه الوزارة التي شرعت في بناء مخزون استراتيجي من الحبوب، هل تعلم أن بعض المزارعين المثابرين والمتوكلين على الله، شرعوا في الاستعداد والدخول للموسم الزراعي الصيفي؟
اذا من من ستشتري وزارة المالية القمح والذرة؟ وكيف ستبني مخزونها الاستراتيجي، وهي من ماطلت وتهربت من شراء محصول الموسم الماضي؟فالسيد جبريل ابراهيم، كلما وجد المساحة والزمن، طفق يحدثنا، عن سياساته الاقتصادية، وهو يرى أنها قادرة على الخروج بالاقتصاد السوداني، الى حدود آمنة، وهو يريد أن يثبت لنا أنه دائماً على صواب، ولا يريد أن ينفي عن نفسه أنه يسير بالاقتصاد السوداني نحو الدرك الأسفل (أقصى قعر الشئ)، ونحو الطريق الخاطئ.
(4) الخلاصة كان لجدي حمار، دائماً زهجان وقلقان، وكأن كل هموم ومشاكل الشعب السوداني على رأسه، واراد جدي أن يخفف عنه، فقام يتدليله، فاصبح يقول له ياحصان، يابطل، ياوجيه، بل أمرنا أن نسميه حصان، ونثني عليه في (الطالعة والنازلة) حتى نسى حمار جدي أنه حمار، وذات يوم رفس الحمار أحد أحفاد جدي، واصابه اصابة بالغة، فغضب جدي وقال له (انت حمار وكمان حاقد) فنظر الحمار الى جدي من اليمن والى الشمال، ومن فوق والى اسفل، وقال لجدي (احترم نفسك انت بتكلم حمار ليهو وزنو وقيمتو، وصحي المابعرفك بجهلك)!!!.