أزمة ثقة بين مزارعي القمح وحكومة السودان

وافقت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية في مطلع يونيو/ حزيران الماضي على شراء القمح من المزارعين المحليين، وخاطبت بنك السودان المركزي لتوفير التمويل المطلوب الذي يبلغ 173 مليار جنيه سوداني لتنفيذ متطلبات الأمن الغذائي وبناء مخزون استراتيجي من سلعتي القمح والذرة.

وتمت الموافقة على الشراء من المنتجين في ولايتي الشمالية والجزيرة إثر تلكؤ حكومي امتد لأكثر من شهرين بررته التسريبات الداخلية بعدم وجود تمويل كاف لشراء كامل الإنتاج والذي تقدر تكلفته بـ200 مليار جنيه سوداني، رغم إعلان الحكومة عن سعر الشراء بواقع 43 ألف جنيه للجوال. وتسود أزمة ثقة بين الحكومة والمنتجين الذين كانوا يتحفظون عن تسليم محصولهم بسبب ارتفاع تكلفة النقل والضرائب وكلفة العمالة.

وأعلنت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عبر وكيلها عبد الله إبراهيم في تصريحات إعلامية داخلية عن البدء في تنفيذ حزمة إجراءات لبناء مخزون استراتيجي، وتأمين حاجة البلاد من الحبوب الغذائية الإستراتيجية تلافياً لحدوث أي أزمة غذائية تؤثر على المواطن.

ولفتت الوزارة إلى مساعيها لتوفير مخزون في حدود 300 ألف طن قمح بتكلفة 129 مليار جنيه ومخزون من الذرة الرفيعة بـ 200 ألف طن بتكلفة 44 مليار جنيه سوداني. وانتقد منتج القمح في مشروع الجزيرة مصطفى الطريفي لـ”العربي الجديد” الكميات التي دشنت بها الحكومة مشترياتها من القمح من مزارعي الجزيرة، وقال إنها اشترت 200 جوال فقط من إنتاج 4 إلى 5 مزارعين بسعر 43 ألف جنيه من جملة إنتاج كلي من القمح بالمشروع والبالغ 5 ملايين جوال.

الجنيه السوداني (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
اقتصاد عربي
السودان: ارتفاع تحويلات المغتربين مرهون بالإصلاحات
ووصف الكميات التي تم شراؤها بالمحبطة، ولكنه عاد وقال: “إن العائد منها يمكّن المنتجين من الخروج من النفق المظلم الذي يعيشونه بسبب تكدس محصولهم في المنازل”. ولفت الطريفي إلى أن المنتجين بالجزيرة تقبلوا على مضض تسليم محصولهم رغم التكلفة العالية عليهم في الترحيل بسبب عدم وجود جهة تشتري كامل الكميات المنتجة من القمح بشكل عاجل وفوري.

وشرح أن المزارعين والمنتجين يسعون إلى اللحاق بالموسم الزراعي الصيفي الذي لا تتجاوز نسبة تحضيرهم له نسبة الـ3 في المائة فقط، حيث يكلف تحضير الفدان الواحد 20 ألف جنيه سوداني، وقد ضاعت جل أموالهم في إنتاج القمح، ما تسبب في حالة استياء عام في أوساط الفلاحين. وتحدث منتج قمح (فضل عدم ذكر اسمه) بالولاية الشمالية لـ”العربي الجديد” باستياء كبير، وقال إن الوزارة تشتري القمح من المنتجين بكميات دون المتوقع.

العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.