أدى الانسداد السياسي في أكثر من بلد عربي إلى تفعيل التحركات الشعبية المنددة في الشارع، فما كان من القوات الأمنية إلا أن تصدت لها بعنف غير متناسب في مواقع عديدة. ولعل أبرز ضحايا القمع الأمني لهذا الأسبوع، كان الشعب السوداني الذي سقط 9 ضحايا في صفوفه لدى خروج التظاهرات المنددة بالانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. كذلك تعرض شبان ليبيون خرجوا للتظاهر في طرابلس لإطلاق نار من قبل إحدى المجموعات الأمنية. .
الغضب الشعبي يحاصر المؤسسات السياسية في أغلب مدن ليبيا
أجج تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا موجة غضب في الشارع، الذي يئس من قدرة كل الأجسام السياسية في البلاد على الخروج بالبلاد من أزماتها المزمنة، خصوصاً بعد الفشل الجديد في المفاوضات الدستورية بين مجلسي النواب والدولة، والتي كانت النقطة التي أفاضت كأس الاحتقان الشعبي، متسببة في تفجر احتجاجات واسعة في طرابلس وطبرق ومصراتة وسبها، ومدن ليبية أخرى كثيرة في شرق البلاد وغربها.
ويبدو أن ثورة الشارع الليبي على الفساد السياسي والمحن المعيشية التي تسبب بها، لن تكون هذه المرة مثل سابقاتها، بعدما أخذت منحى غير مسبوق بالتهجم على مقر البرلمان في طبرق وإحراقه، ومحاولة اقتحام مقر الحكومة في طرابلس، مع المطالبة بحل كل الأجسام السياسية وإخراج القوات الأجنبية من البلاد وتحديد موعد ملزم للانتخابات العامة.
9 قتلى برصاص الأمن السوداني حصيلة احتجاجات 30 يونيو
قُتل تسعة متظاهرين، الخميس 30 يونيو (حزيران)، في مدينة أم درمان بضاحية الخرطوم، وفق ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أثناء احتجاجات شارك فيها عشرات آلاف السودانيين مطالبين بإسقاط نظام عبد الفتاح البرهان العسكري، قائد انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) الذي أغرق البلاد في العنف وفي أزمة اقتصادية خطيرة.
وأعلنت لجنة الأطباء المؤيدة للديمقراطية مقتل تسعة متظاهرين، أحدهم قاصر، على أيدي قوات الأمن، أُصيب خمسة بينهم في الأقل “برصاص مباشر في الصدر” أو “في الرأس” أو “في الظهر”. وأضافت اللجنة أن عدد القتلى الكلي ارتفع إلى 112، منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام ضد الانقلاب الذي نفذه البرهان في 25 أكتوبر 2021.
ونددت اللجنة بإطلاق قوات الأمن قنابل “الغاز المسيل للدموع في أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم ومنع عربة الإسعاف من دخول المستشفى”.
ماذا يحدث على الحدود السودانية- الإثيوبية؟
يتحدث أهالي منطقة الفشقة عن نشاط محموم للميليشيات الإثيوبية في عدد من المناطق الحدودية (اندبندنت عربية – حسن حامد)
تعودت المجموعات الإثيوبية المسنودة بالسلاح على التحرك مع بداية كل موسم زراعي باتجاه أراضي الفشقة الخصبة بولاية القضارف، شرق السودان، الأمر الذي يخلف سنوياً قتلى وجرحى ورهائن مختطفين من الأهالي والمزارعين بدافع الفدية المالية مقابل إطلاق سراحهم، في وقت ظل فيه الجانب الإثيوبي ينفي صلته بتلك الميليشيات والعصابات المعروفة محلياً بـ”الشفتة”.
تواترت الأنباء خلال الأسابيع الماضية عن تحرك مجموعات من تلك العصابات الإثيوبية المسلحة صوب منطقة الفشقة، ما حدا بقوات الجيش السوداني إلى الاستجابة لنداءات المزارعين لحماية أراضيهم هناك، بخاصة مع الاستعدادات الجارية للموسم الزراعي الجديد ودخول موسم الأمطار (الخريف).
تتحدث مصادر وسط المزارعين والأهالي بمنطقة الفشقة، عن نشاط محموم للميليشيات الإثيوبية في عدد من المناطق الحدودية بمحليات القريشة وباسنده والقلابات الشرقية والفشقة الصغرى، تهدف بصفة أساسية إلى زعزعة استقرار المزارعين والرعاة وتجار عمال فحم الأشجار النباتي، وإرغامهم على هجر تلك المناطق قبل بداية الموسم الزراعي المطري، لزراعتها من جانبهم.
إندبندنت
