تضمن تقرير الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للسكان، اليوم، العديد من الأرقام والحقائق حول النمو السكاني، وكانت إحصاء الأمم المتحدة كشفت عن أن عدد سكان العالم ينمو حالياً بأبطأ وتيرة له منذ 1950.
وذكرت الأمم المتحدة في موقعها الإلكتروني، ضمن مرفقات التقرير السكاني، تحت عنوان «الاتجاهات السكانية العالمية» أنه استغرق وصول عدد سكان العالم إلى مليار نسمة مئات الآلاف من السنين، ثم زاد سبعة أضعاف في خلال 200 سنة فقط.
إضاءة تاريخية
منذ منتصف القرن العشرين، شهد العالم نمواً سكانياً غير مسبوق، وتضاعف عدد سكان العالم أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 1950 و2020، وبلغ معدل نمو سكان العالم ذروته بين عامي 1965
و1970، عندما كانت الأعداد البشرية تزداد بمعدل 2.1% سنوياً، أما خلال المدة من 2000 إلى 2020- على الرغم من أن عدد سكان العالم نما بمعدل سنوي متوسط قدره 1.2%- ونما عدد سكان 48 دولة أو منطقة بسرعة الضعفين، بما في ذلك 33 دولة أو منطقة في أفريقيا، و12 دولة أو منطقة في آسيا.
كما طال العمر المفترض للبالغين في العالم المتقدم منذ منتصف القرن العشرين، حيث زاد عدد الأشخاص، الذين يبلغون سن الـ100 عام اليوم كما لم يكن من قبل. في جميع أنحاء العالم، انخفض عدد الوفيات بالنسبة لحجم السكان منذ الخمسينيات، وعلى مدى العقود العديدة التالية، تفترض توقعات الأمم المتحدة استمرار الانخفاض التدريجي في معدلات الوفيات.
سن الإنجاب
في عام 2011، وصل عدد السكان إلى سبعة مليارات نسمة، وبلغ ذلك العدد 7.9% مليار نسمة في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى زهاء ثمانية ونصف مليار نسمة في عام 2030، كما يُتوقع أن يزيد على 9.7 مليارات نسمة مع حلول عام 2050، وأن يصل إلى 10.9 مليارات نسمة في عام 2100.
ووفق التقرير، كانت زيادة عدد من وصلوا إلى سن الإنجاب هي السبب وراء هذا النمو في عدد السكان، كما صاحبت هذا النمو تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، وزيادة التحضر وتسريع الهجرة، وسيكون لهذه الاتجاهات آثار طويلة الأمد على الأجيال المقبلة.
معدلات الخصوبة
وشهد الماضي القريب تغيرات هائلة في معدلات الخصوبة وكذلك متوسط العمر، ففي أوائل السبعينيات، كان متوسط عدد الأطفال لكل امرأة هو 4.5 أطفال، وبحلول عام 2015 انخفض إجمالي الخصوبة للعالم إلى أقل من 2.5 طفل لكل امرأة. وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط العمر على الصعيد العالمي، من 64.6 سنة في أوائل التسعينيات إلى 72.6 سنة في 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، يشهد العالم مستويات عالية من التحضر وتسارع الهجرة، وكان عام 2007 هو أول عام يزيد فيه عدد سكان المناطق الحضرية عن عدد سكان المناطق الريفية، ومن المتوقع أن يعيش حوالي 66% من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050.
هذه الاتجاهات الهائلة لها آثار طويلة الأمد، فهي تؤثر في التنمية الاقتصادية والعمالة، وتوزيع الدخل والفقر والحماية الاجتماعية، كما أنها تؤثر في الجهود المبذولة لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والصرف الصحي والمياه والغذاء والطاقة.
ولتلبية احتياجات الأفراد بشكل أكثر استدامة، يجب أن يطلع صانعو السياسات على عدد من يعيشون على الأرض وأماكنهم وعدد من سيخلفونهم فيها.
الحمل غير المقصود
من جهة أخرى، تسلط نسخة عام 2022 من تقرير حالة سكان العالم الرائد الصادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان الضوء على الرقم المثير للقلق بأن ما يقرب من نصف جميع حالات الحمل في العالم غير مقصودة، وتستكشف الروابط الصحية، وحقوق الإنسان، والإنسانية، والاجتماعية- الاقتصادية للحمل غير المرغوب فيه، بما في ذلك قضية الجنس- على أساس العنف، والحاجز المتزايد، الذي تواجهه النساء في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية في حالات النزاع والمخاطر المتعلقة بالإجهاض غير الآمن، كما يتضمن التقرير بيانات جديدة عن زواج الأطفال وحمل المراهقات.