شمل (عسلاية، الجنيد، سنار، حلفا) اضراب العاملين بشركة السكر السودانية.. نهاية النفق!!

قطاع السكر يعد من القطاعات التي تدفع بعجلة النمو الاقتصادي، لكنه ظلّ يواجه العديد من التحديات منها تأخير المستحقات والأجور للعاملين، وثمة عقبات أخرى تواجه إنتاج السكر منها قلة المعدات الزراعية ومدخلات الإنتاج والضرائب، التي جميعها أدت إلى تدني الانتاج. كثرت شكاوى العاملين التي لم تجد أذناً صاغية من الدولة، وبعد أن نفذ صبر العاملين الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على مرتباتهم في معيشتهم وحاجاتهم الضرورية، لجأ العاملون بشركة السكر السودانية إلى الدخول في إضراب إلى حين تحقيق مطالبهم. مع إخطار إدارة الشركة والجهات المعنية بمهلة زمنية لا تتجاوز الـ17 ساعة لمعالجة هذا الأمر، محذرين في حال فشل الادارة في ذلك سوف يدخلون في اضراب مفتوح.
رفع بتحقيق المطالب
في غضون ذلك، دخل (4) ألف عامل بشركة السكر السودانية في اضراب مفتوح ، والذي أعلن قبيل يومين، من كل العاملين بشركة السكر السودانية والاربعة مصانع، وتأتي هذه الخطوة على حسب خطاب اللجنة المطلبية للعاملين، بسبب تجاهل الدولة تماماً لقضايا ومشاكل القطاع، ورهنت اللجنة في بيان اطلعت عليه “الجريدة” رفع الاضراب اعتبارا من بتحقيق كل المطالب. وحملت اللجنة مجلس إدارة الشركة والدولة كافة المسئولية والتداعيات. لا سيما أن لجنة مطالب العاملين بشركة السكر السودانية أخطرت كل من وزير الصناعة ورئيس مجلس الإدارة، مدير عام الشركة السودانية المكلف، مديرو المصانع والوحدات، واللجان بالمصانع لوضع الترتيبات اللازمة.
ما بين المديونيات والمستحقات
وكشف رئيس لجنة مطالب العاملين المركزية مرتضى بابكر الجاك، عن مديونية شركة السكر السودانية البالغة 15 مليون دولار، وأضاف الجاك في حديثه لـ(الجريدة) أن مديونية رجل الأعمال هاشم السوباط بلغت 3 ترليون مستحقات بترولية، لافتاً إلى أن خزينة الشركة خالية من أي دخل أو عائد، فضلا عن ضرائب الاسبيرات بميناء بورتسودان التي عجزت عنها إدارة الشركة في تسديدها. وأكد الجاك وصول مفاوضاتهم مع وزارة المالية إلى طريق مسدود، وهذا ما دفعهم لتنفيذ الاضراب حرصاً على حقوق العاملين الذين ظلوا يعملون في ظروف بالغة التعقيد.
وانتقد الجاك رد وزير المالية د. جبريل إبراهيم بعد المحاورات والنقاشات لإيجاد الحلول وتنفيذ مطالبهم، وكان رده أن القطاع ليس من أولوياته في الوزارة، ولن يدعم الفشل. وتأسف أن يكون هذا تعامل الدولة مع العاملين في هذا القطاع الحيوي.
وقال الجاك أن اضراب اليوم الأول نجح بنسبة 100%، حيث دخل جميع العاملين في الاضراب المفتوح عن العمل الذي بدأ منذ الساعة السادسة صباحا وحتى الثالثة ظهراً. وذكر أن هنالك محاولات من المدير العام لشركة السكر السودانية مع بعض الموالين للنظام البائد على مواصلة العمل وعدم الالتفاف بالوقوف مع لجنة مطالب العاملين، ولكنه لم ينجح. وتمنى أن تتكاتف الجهود من الجميع لحل هذه المشكلة خاصة وإنهم مقبلين على الموسم بدون مدخلات إنتاج، وأنهم كلجنة أكثر حرصاً على استقرار القطاع رغم ما يمر به عامل شركة السكر والمصانع من ظروف بالغة التعقيد.
خطوات تصعيدية
وأكد عضو اللجنة المركزية لمطالب العاملين بشركة السكر السودانية ملاذ عز الدين بابكر، أن اضراب العاملين سوف يكون مفتوحاً حتى تحقيق المطالب، وأوضحت أن سبب الاضراب تأخير مرتبات يونيو ويوليو مع دفع مستحقات شهري يناير وفبراير، ولفت إلى أن الاضراب في أربعة مصانع وهي (عسلاية، الجنيد، سنار، حلفا)، وكذلك مشبك الخرطوم المركزي بالإضافة إلى رئاسة شركة السكر السودانية، وهددت في الوقت ذاته، باتخاذ خطوات تصعيدية في حال لم يتم النظر في أمرهم.
رفع سقف المطالب
وفي ذات الإتجاه، أكد مقرر لجنة مطالب العاملين بـ سكر حلفا عمر يوسف، نجاح اضراب اليوم الأول بنسبة 100%، وقال ان الاضراب شمل جميع الأقسام بالمصنع باستثناء أقسام الطوارئ. وهدد يوسف في حديثه لـ(الجريدة) حال عدم الاستجابة للمطالب رفع سقف المطالب لتشمل بدلات سنوية وخدمية، مع حل مجلس إدارة شركة السكر السودانية بالكامل، والمطالبة بإقالة وزيرة الصناعة المكلفة. والذي قلل من دورهم وقال انهم غير جديرين بحل مشاكل شركة السكر والعاملين. ولوح مقرر اللجنة عمر يوسف في حال إنتهاء المهلة الزمنية الـ72 ساعة اتخاذ خطوات تصعيدية حتى العصيان المدني.
الجريدة


