بلا حدود – هنادي الصديق
جبريل حلاب البقرة
الأجنَة في الأرحام تعلم علم اليقين بأن السودان حاليا محكوم ب(عصابة) لا علاقة لها بالشعب من قريب او بعيد، ولعل وزير ماليتها (جبريل ابراهيم) أكبر دليل على بؤس وخواء هذه العصابة التي تتعامل مع الشعب مثلها مثل(الراعي) الذي يرعى البقرة الحلوب فقط لتدر عليه اللبن والذي بدوره يدر عليه المال، مع الأفضلية بكل تأكيد للراعي الذي يهتم جدا بتوفير (العلف) للبقرة والماء والبيئة الجيدة حتى يحافظ عليها أطول وقت ممكن لترفع له إنتاجيتها من الحليب اليومي، بينما الراعي جبريل فإنه أهمل بقرته ولم يسعى لتوفير مأكلها ولا مشربها، وذهب لاكثر من ذلك بأن ما يتوفر منه يأخذه من أمامها ليقوم ببيعه في السوق ليدر عليه المزيد من المال دون وضع إعتبار لحاجة البقرة للكلأ حتى جف ضرعها وبرزت عظامها، ورغم ذلك يصر على حلبها وبالقوة.
البقرة الحلوب هنا هي الشعب السوداني الذي أراد الله إمتحانه بأن وضع في طريقه عصابة لا تخشى الله ولم تسمع حديث نبينا الكريم (ص) (كلكم راعٍ ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
السيد جبريل ممثلا لهذه العصابة يُصر على (حلب البقرة الناشفة) ووضح ذلك في إحتفاله مع شركة تسمى (هايبر ديل المالية المحدودة) بفندق كورنثيا بالخرطوم، بتدشين ما يسمى ب (صندوق تطوير مطار الخرطوم الدولي هايبر ديل) برأس مال قدره 200 مليون دولار، المضحك أن جبريل يسعى لتمويله من (مال الشعب).
وكما جاء في الأخبار فإنه عبارة عن صندوق إستثماري قصير الأجل ومغلق محدد العمر، ورأس المال يتيح للأفراد والمستثمرين والشركات الاكتتاب فيه، يضيف الخبر بأن هذه هي المرة الاولى التي ينشأ فيها صندوق استثماري وليس (خدمي او تنموي) لتطوير مطار الخرطوم الدولي، ليلحق بمطار حمد بن خليفة الدولي الذي تم تطويره بواسطة صندوق استثماري قطري، والعديد من المشاريع الرائدة ومشاريع البنى التحتية تم انشاءها باستخدام صناديق استثمارية بينها (السعودية، مصر، قطر). ناسيا أن هذه الدول لها أنظمة مراقبة للشفافية عالية الحساسية، بينما هنا الكبير يسرق والصغير يسرق ولا دولة تسأل أو نظام يحاسب.
الصندوق الاستثماري المعني هنا بحسب الخبر الذي إستدرك بالتعريف التالي: (صندوق تطوير مطار الخرطوم الدولي) هو صندوق إستثماري وليس صندوقاً خدمياً، ومن هنا يمكن التفريق بينه وبين الصناديق التنموية التي كانت في السابق او مازالت مثل (صندوق اعمار الشرق او صندوق دعم الطلاب وغيرها ). ويبدو أن الشراكة المزعومة في بالها (صناديق النهب سيئة السمعة) لذا تسعى لتبييض وجه الشركة المغمورة التي يكفيها بؤسا الشراكة بينها وبين حكومة السرقة والنصب والإحتيال، إذ ان (شركة مطارات السودان وسلطة تنظيم اسواق المال) تتبعان لوزارة المالية ويترأس مجلس ادارتهما السيد وزير المالية ( جبريل حالب البقرة).
الخلاصة، فإن شركة هايبر ديل التابعة لحكومة اللصوص تسعى بواسطة رئيسها وزير مالية حكومة النهب، الإحتيال مرة أخرى على الشعب السوداني والمستثمرين المحليين والأجانب بعرض بائس لتطوير مطار الخرطوم الأكثر بؤسا بين كل مطارات العالم.
السيد جبريل بعد أن (نفَض) جيوب الشعب السوداني بسياساته الخرقاء وترك المواطن (أباطه والنجم) يريد أن يحلب ما تبقى في ضرعه دون حياء، ناسيا أن الشعب الآن في عرض (حق اللقمة) وأن غالبيته لا يعرف طريق المطار، وذات العدد لم يعد يتناول في يومه أكثر من وجبة واحدة شحيحة، ولا همَ ولا تفكير له سوى توفير لقمة الغد له ولأطفاله، ناهيك عن مصاريف العلاج وغيرها من أساسيات الحياة.
جبريل بعد أن قضى على أموال الشعب ببنك السودان، وكل ما وجده أمامه من إحتياطيات النقد الأجنبي والذهب، يريد أن يستهبل مرة أخرى ظانا في الشعب (السذاجة) وفي المستثمرين المحليين والأجانب الغباء، المستثمرين المحليين إتجهوا للإستثمار في دول أخرى تتمتع بسمعة طيبة في مجال الإستثمار، وكذا الحال بالنسبة للمستثمرين الأجانب الذين إختصروا الطريق وعادوا بمشاريعهم الإستثمارية من حيث أتوا منذ إنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم.
على السيد جبريل البحث عن حيلة أخرى يغذي بها خزينته الخاوية، وانصحه بالاتجاه غربا صوب شركتي(الجنيد وفاغنر).
صحيفة الجريدة