أدعم بشدة المبادرة التي تطالب بعودة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ،وحتى لا يخرج علينا منظراتي بمقولة (لكن الرجل كان ضعيفاً) أقول له بربك بعد رحيله من كان الأقوى ؟ فالاحزاب التي هاجمت اتفاقه مع العسكر هي ذاتها اليوم وبعد استشهاد العشرات من أبناء الوطن وبعد ان فشلت في ايجاد حل هي ذاتها التي تطالبنا الآن (بضرورة قبول بعضنا البعض وفتح أفق جديد)،
في اليوم الثاني بعد تقديم رئيس مجلس الوزراء استقالته والناس مابين مؤيد للاستقاله ومعارض وفرِِّح ومتأسف طرحت سؤالاً عبر تويتر على المتابعين قلت فيه (هل تتوقع عودة حمدوك للمشهد السياسي من جديد ) عندها جاءت أغلب الاجابات لا كيف يعود وهو الذي ذهب بالأمس وقدم استقالته بنفسه ولكنني كنت على يقين أن خيار عودة حمدوك سيعود للفضاء السياسي من جديد، وهذا لا يعني أن حمدوك هو الرجل الوحيد الذي يمتلك عصاة سحرية لحل الأزمات السياسية.
ولكن كنت على يقين تام ان بعض الأحزاب التي حاصرت الرجل باتهامات التخوين عندما أعلن اتفاقه مع البرهان ستأتي يوما تبكي عليه بعد ( مايروح ليها الدرب) لذلك كنت وقتها أنادي بأن نعطي فرصة للرجل وان تعمل الحاضنة السياسية على وضع يدها معه لتقطع الطريق أمام تمدد العسكر ومدنية تفشل في بعض الجوانب تعمل على اصلاحها وتصويبها ومعالجة الخلل فيها خير لك من عسكرية كاملة تقطع عليك السبل وترجعك الى ظلمة وعزلة دولية وتجعل الردة ممكنة بعودة الفلول، فوجود حمدوك كان يحقق لنا جزءاً مما نفتقده الآن كلياً فباسم الحكومة المدنية ومن على منصتها يمكن ان تصل الى كثير مما ترمي اليه من اهدافك وطموحاتك.
وبما أن هذا رأيي منذ أن أعلن حمدوك إستقالته وكتبت في هذه الزاوية اننا سنعيش الاسوأ مابعد هذه الإستقالة ، لذلك أجدد قناعاتي الآن ليس عزفا جديداً على سيمفونية المسرح الحالي الذي تتغير فيه المواقف حسب الاجواء والرياح السياسية و المبادرات (على قفا من يشيل ) لكنني أدعم بشدة المبادرة التي تطالب بعودة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ،وحتى لا يخرج علينا منظراتي بمقولة ( لكن الرجل كان ضعيفاً) أقول له بربك بعد رحيله من كان الأقوى ؟ فالاحزاب التي هاجمت اتفاقه مع العسكر هي ذاتها اليوم وبعد استشهاد العشرات من أبناء الوطن وبعد ان فشلت في ايجاد حل هي ذاتها التي تطالبنا الآن ( بضرورة قبول بعضنا البعض وفتح أفق جديد)، فالقوة فقط كانت للعسكر وتجبرهم وقتلهم للشباب، ولعناصر النظام المخلوع الذين سرقوا البلاد مرتين، القوة لحميدتي الذي نهب كل موارد البلاد ومع ذلك يحلم بحكم السودان، والقوة عند اردول الذي يملك الترليونات لدعم متضرري السيول، والقوة قوة (بنية مناوي)، فنحن لن نجد شخصاً واحداً يحول بيننا وبين اللصوص لا أحد.
واستبيان طرحته منظمة رصد الرأي العام السودانية حول الخيارات المفضلة بين الناس لرئاسة الوزراء، أظهر استطلاع للرأي تأييداً كبيراً لعودة رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك لمنصبه للمرة الثالثة في حال توصلت الأطراف السودانية إلى اتفاق سياسي ، فقد أعلنت المنصة، السبت، أن عبد الله حمدوك نال تأييد 1379 مشاركاً بنسبة بلغت 66.78% تلاه رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير الذي دعمه 140 مشاركاً بنسبة 6.69%، وذلك بحسب موقع “سودان تريبيون”؟
لذلك أن عودة حمدوك أفضل ما طرح من حلول في الفترة الأخيرة سيما ان المبادرة طالبت بابعاد المجلس الانقلابي ومنح رئيس مجلس الوزراء كل الصلاحيات واعادة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وليس كالذين يعلمون ان العسكر أعلنوا خروجهم من المشهد السياسي لكنهم يصرون في توصياتهم ان يظل البرهان رئيساً للمجلس، أعود الى سؤال تويتر من جديد بصيغة أخرى ،ماذا لو عاد حمدوك من جديد ؟!
طيف أخير:
جميلة هي أشواق السرد المتزامنة بين ابراهيم الشيخ وسناء حمد ومع ذلك لاحدود للأمنيات.
أطياف – صباح محمد الحسن
الجريدة