لا تستوردوا المزيد من الأمراض

(شاهدت لك) في إحدى الفضائيات المصرية، ان هناك ست دول قاطعت المنتجات المصرية، ومنعت دخول تلك المنتجات لأراضيها، لأنه وبعد الفحوصات، ثبت لهم أن هذه المنتجات تسبب أضراراً لصحة مواطنيها، فأين دولتك من بين تلك الدول.؟

(1) ما أكثر نعم الله على العباد، ومن هذه النعم، نعمة الصحة، التي يستحيل شراؤها بالغالي أو النفيس، وان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كان يسأل الله العفو والعافية.

(2) وفي كل الدول التي تحترم شعوبها، وتحرص على، صحتهم، لدى هذه الدول أجهزة رقابية شديدة المتابعة لكل السلع الغذائية والمعلبات التي تدخل الى بلادها، ولا تجامل في ذلك أبداً، ولا يهمها حسابات الربح والخسارة وانفخاض عائدات واردات بلادها، ولا تضع حساباً للمصالح الاقتصادية والتبادل التجاري ولا تضع كثير اهتمام للعلاقات السياسية، او الاجتماعية وتبعد عن علاقة الاخوة والصداقة ونحن أبناء النيل، وكل همها هو صحة المواطنين فقط.

(3) ولكن هنا دولة واحدة، نعم للاسف الشديد، هي دولتك السودان، فهي تضع مصالحها التجارية والاقتصادية، وارتفاع معدل الاستيراد، فوق صحة المواطنين، ولا يهمها أن يكون لها هيئة رقابية على الواردات وتحديدا المنتجات الغذائية والخضر والفواكه القادمة من أي دولة كانت.

(4) فقد (شاهدت لك) في إحدى الفضائيات المصرية، ان هناك ست دول قاطعت المنتجات المصرية، ومنعت دخول تلك المنتجات لأراضيها، لأنه وبعد الفحوصات، ثبت لهم أن هذه المنتجات تسبب أضراراً لصحة مواطنيها، فأين دولتك من بين تلك الدول.؟

(5) ويومياً انت وأنا وغيرنا يرى مئات الجرارات والشاحنات والباصات القادمة من مصر، وهي تحمل ماتحمل من بضائع ومنتجات غذائية واستهلاكية، تمر مرور الكرام عبر المعابر الحدودية بين البلدين، فهل قامت وزارة من وزارات الدولة المعنية بدخول هذه السلع، هل قامت مثلاً، بالكشف عن أثر المبيد المتبقي على بعض الخضر والفواكه المصرية؟ هل قامت وتقصت عن أسباب ارتفاع نسبة مرض الكبد الوبائي وماهي الفواكة التي تسببت في هذا المرض الخطير؟هل طالبت من المستوردين شهادات تثبت خلو بضائعهم من كل مايلحق الضرر بصحة المواطن السوداني؟هل قامت بمتابعة قرارات صدرت سابقاً، تمنع دخول بعض السلع الغذائية وبعض الخضر والفواكه للسودان، ؟لا أعتقد أننا سنجد إجابة شافية.

(6) إن المصيبة ان الدولة عموماً والنظام الحاكم تحديداً، لا يضع صحة المواطنين في أول سلم اهتماماته، ولكن المصيبة الأكبر اننا نملك مايسمونه أراضي خصبة، صالحة لزارعة كل المحاصيل وغالية الخضر والفاكهة، ولكننا لا نملك الإرادة والعزيمة، واننا( بالجد)، احفاد المدعو(زيدان الكسلان) واننا (بالجد) يصدق فينا قول الشاعر، (نقص القادرين على التمام)، لذلك نكرر القول المعروف، الصحة تاج على رؤوس الاصحاء، لا يراه إلا المرضى، لذلك نطالب بإحكام الرقابة على السلع الغذائية والخضر والفواكه القادمة من دولة مصر، فالوقاية خير من العلاج، والمحافظة على صحة المواطنين فرض وواجب على الدولة، ولا تستوردوا له المزيد من الأمراض.
ماوراء الكلمات – طه مدثر

الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.