رغم رش المبيدات.. خبراء يكشفون سر استمرار هجمات الباعوض 5: «طور قدرته»

بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تشتد هجمات الناموس ليلًا، فينزعج كثيرون من لسعاتها، التي تنال من أطرافهم سواءً كانت اليدين أو القدمين، في أمر من شأنه إفساد النوم والمعاناة من آثار تغير ملامح الجزء المصاب.

ويُفاجأ البعض من أن هذه الحشرات تواصل هجومها رغم رش مبيد من المفترض أن يقضي عليها، وهي ظاهرة عمد علماء إلى دراستها، حتى تمكنوا من معرفة السر وراء هذا الأمر.

فذكر خبراء من جامعة روكفلر في نيويورك بالولايات المتحدة، أن الناموس المتعطش لدماء البشر طور قدرته على شم رائحة جسم الإنسان بأكثر من طريقة، وهذا من خلال مستقبلات شمية في أنوفها أو قرون الاستشعار، والتي يكتشف كل منها جسيم رائحة واحد فريد من نوعه.

وبحسب ما نقلته «ديلي ميل»، ترتبط المستقبلات بالخلايا العصبية الشمية، التي تنقل المعلومات حول تلك الرائحة المعينة إلى دماغ الحشرة.

مع ذلك، اكتشف الباحثون أن الخلايا العصبية في هوائيات الناموس مرتبطة بأنواع متعددة من المستقبلات، بما يعني أن الخلايا العصبية الخاصة بها يتم تنشيطها بواسطة أكثر من مادة كيميائية ينتجها البشر، لذلك إذا تم القضاء على نوع واحد من المستقبلات، فلا يزال بإمكانهم تعقبنا.

من جانبها، صرحت إحدى كبار مؤلفي الدراسة، ليزلي فوشال: «أنت بحاجة إلى العمل بجدية أكبر لكسر الناموس، لأن التخلص من واحد منها ليس له أي تأثير. فأي محاولات مستقبلية للسيطرة على الناموس عن طريق المواد الطاردة أو أي شيء آخر يجب أن تأخذ في الحسبان مدى انجذابه غير العادي لنا».

فيما قال المؤلف الرئيسي ميج يونجر: «بدأ هذا المشروع حقًا بشكل غير متوقع، عندما كنا نبحث في كيفية ترميز رائحة الإنسان في دماغ الناموس. اكتشفنا أن الناموس قادر على تعقب البشر من خلال ثاني أكسيد الكربون الذي نزفره، والمواد الكيميائية في رائحة أجسامنا».

واستخدم الفريق، الذي يشرف عليه «يونجر» تقنية تعديل الجينات على إناث الناموس، بغرض تعطيل مجموعات من مستقبلات الرائحة البشرية على قرون الاستشعار الخاصة بها. لقد توقعوا أن هذا سيمنع تمامًا الخلايا العصبية الشمية من النشاط استجابةً لرائحة الإنسان.

مع ذلك، عندما قاسوا نشاط الخلايا العصبية أثناء تعرض الناموس لرائحة الإنسان، وجدوا أن الحشرات لا تزال قادرة على اكتشاف الرائحة. استخدم الباحثون بعد ذلك تسلسل الحمض النووي الريبي لاكتشاف ما كان يحدث على المستوى الخلوي، ووجدوا أن الخلايا العصبية التي يتم تحفيزها بواسطة مركب الأوكتينول، يتم تحفيزها أيضًا بواسطة الأمينات.

لهذا، كان خليط المواد الكيميائية في الرائحة البشرية قادرًا على تنشيط الخلايا العصبية الشمية من خلال مستقبلات لم يتم تعطيلها.

المصري لايت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.