عبد العزيز الحلو: من ينتظر تخلى العسكر عن السلطة كاملة للمدنيين كما فعل عبود “واهم”

سودافاكس _ – لا توجد حكومة معترف بها لتصريف شئون الدولة

– الانقلابيون رهنوا الوطن لسياسات وأجندة محاور خارجية أفقدته سيادته واستقلال قراره

– السبب وراء فشل النخب في التوافق يعود لخوفها من إنزال شعارات ديسمبر

– أساس الأزمة في الهوية الوطنية للدولة ولا خلاف حول الهوية الفردية والجمعية

– الوثيقة الدستورية ومقترح الدستور الانتقالي يتفقان في تجنب مخاطبة جذور الأزمة

– مبادرة الطيب الجد هدفت لإعادة المؤتمر الوطني إلى الواجهة عبر حلفائه وواجهاته القديمة

– التفلتات الأمنية في البلاد نتيجة منطقية لتسليح المواطنين ضد بعضهم

ظل رئيس الحركة الشعبية، والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال، القائد عبد العزيز آدم الحلو ولفترة ليست بالقصيرة بعيدا عن الظهور والتحدث لوسائل الإعلام. الموقع الرسمي اتصل به الأسبوع الماضي لطلب إجراء هذا الحوار فوافق على الرغم من كثرة الهموم والشواغل وازدحام جدول أعماله. فإلى الحوار…

*هنالك ترويج فى الوسائط الإعلامية هذه الأيام بأن العسكر يطالبون المدنيين بتعيين رئيسين مدنيين، أحدهما لمجلس السيادة والآخر لمجلس الوزراء.. هل تعتقد أن العسكر صادقين فى مغادرة المشهد السياسى وتسليم السلطة كاملة للمدنيين؟
– عسكر اليوم يختلفون عن الفريق عبود والمشير سوار الدهب من ناحية الصحائف والتربية إلى حد ما. وبعيدا شهوة السلطة المعهودة عند ضباط الجيش السودانى بصورة عامة، فإن هؤلاء يتخذون من السلطة درعا واقيا من المساءلة ومهددات أخرى مباشرة لأشخاصهم.. لذلك من ينتظر تخلى العسكر عن السلطة كاملة للمدنيين كما فعل عبود من قبل فهو ليس إلا واهم.
*وما هو المخرج إذن بعد كل هذه الصورة القاتمة التى رسمتها للأوضاع فى البلاد؟ وهل هناك فرصة للسلام والوحدة؟
– هناك إمكانية ومساحة للسلام الدائم والوحدة الصحيحة العادلة…..و تتمثل فى التمسك بمشروع السودان الجديد والعمل على إنجازه، ولكن ذلك يتطلب توفر الإرادة لدى النخبة الحاكمة لوضع نهاية للحروب الأهلية المتكررة فى السودان بالعمل على الإعتراف بأن هناك مشكلة مزمنة فى السودان، وأن مشكلة السودان سياسية و ليست أمنية و تحتاج لحل سياسى شامل.. وايضا إعطاء الأولوية للوحدة الطوعية القائمة على إحترام الإرادة الحرة للشعوب السودانية و حقها فى تحديد مستقبلها السياسى والإدارى على أساس اللامركزية. و ذلك عبر الإعتراف بالتعدد العرقى، الثقافى، اللغوى والدينى. وعلى أن ينعكس ذلك فى هياكل السلطة، المؤسسات الإعلامية والمناهج التعليمية إلخ…إلخ. بمعنى آخر لا بد من العودة إلى منصة التأسيس وإنتاج دستور يقوم على مبادئ فوق دستورية، تضمن الحقوق والحريات الأساسية للجميع لأجل بناء دولة علمانية ديموقراطية تكون المواطنة فيها أساس الحقوق والواجبات، أى بناء سودان جديد مكان السودان القديم المأزوم.
* بناء على ما جاء في هذا اللقاء هل أنت وحدوي أم انفصال؟-
– الحركة الشعبية التي أنتمي إليها وحدوية رؤية وبرنامج… لكن إذا كنت تبحث عن الانفصاليين الحقيقيين في السودان، فعليك التوجه إلى الخرطوم حيث تجد عتاة الانفصاليين من حملة المشاريع والبرامج المفصلة والكافية لتفتيت السودان وتقطيع أوصاله… انظر إلى تشريعاتهم وكل قوانينهم المعدة بعناية للتفريق بين المواطنين السودانيين وتقسيمهم كيفما أتفق. عليك الذهاب إلى الخرطوم لتراهم، وبالتأكيد فإن استمرار هؤلاء في عدم معالجة جذور المشكلة سيدفع الشعوب السودانية لخيارات أخرى.

المصدر : السوداني

Exit mobile version