سودافاكس _ تحويلات المغتربين يمكن أن تصل إلى (9) مليارات دولار ولكن (…)
جهاز المغتربين أسس أن يكون للجبايات وكل الأشياء السلبية
يجب إعادة الثقة بين المهاجرين والدولة
تجديد الجوازات يمثل كارثة لبعض المغتربين
(7ــ 9) ملايين مهاجر سوداني بالخارج والشباب يمثلون (80%-90%) منهم
هذه (…) الظواهر السالبة لبعض المهاجرين السودانيين
مدير جهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج، مكين حامد تيراب، كشف في حوار حسب (السوداني) معاناة المهاجرين بالخارج، وكيف أن السياسات التي تتخذها الدولة تجاههم عقدت حياتهم أكثر، ولم تراعِ بما قدموه للبلاد في وقت سابق .
وتطرق إلى ضرورة إعادة الثقة بين المهاجرين والدولة، وضرورة وجود حوافز لجذب تحويلات المغتربين، وذكر إحصائية عن هجرة الشباب، معتبراً أن هجرة النساء تمثل مشكلة، وغيرها من المحاور، فإلى الحوار .
مشاكل المغتربين معروفة رغم ذلك لم تجد طريقها إلى الحل ؟
نحن مطالبون بإزالة الواقع، وزيادة الثقة بين المهاجرين والدولة السودانية، والمشاكل قديمة متجددة ، متعلقة بالتعليم الإسكان، الاستثمار، الصحة، الضمان الاجتماعي، وبعض الإجراءات الخاصة بالجوازات والخدمات القنصلية .
المهاجرون يعتبرون أن جهاز المغتربين جزءاً من تلك المشاكل؟
أبداً، الجهاز نفسه ضحية .
كيف ؟
قانون الجهاز لم تكن لديه رؤية واضحة لتلك المشاكل ، ربما أسس لبعض الجهات ذات الاختصاص أن تخلق منه جهازاً للجبايات وكل الأشياء السلبية تكون محسوبة عليه .
في كثير من الأحيان يتم استبعاد جهاز المغتربين في القرارات المتعلقة بالمغتربين، وهذا يرجع إلى ضعف الجهاز ؟
نحن الآن في اطار المعالجات، طالبنا بأن أي قرار يتعلق بالمغتربين يجن أن نكون شركاء فيه .
تحدثت في أكثر من مناسبة بأنه سيتم تحويل الجهاز إلى مفوضية المغتربين، لكن ذلك لم يتحقق؟
سيتم الإعلان عن المفوضية خلال أيام إن شاء الله، وستعالج الإخفاقات التي حدثت في الفترة الماضية وفق ضوابط وتشريعات قانونية، لخدمة السودانيين بالخارج .
عفواً لكن الثقة تكاد تكون معدومة بين المهاجرين والجهاز ؟
يجب إعادة الثقة بين المهاجر والدولة السودانية، وتكون علاقة رابحة وبها منفعة حقيقية للطرفين، وهذا شبه مفقود، نريد إزالة كل الغبن والإخفاقات التاريخية بمعالجات قانونية وامتيازات حقيقية والاستفادة من قدرات المهاجرين وخبراتهم المعرفية وعلاقاتهم ومدخراتهم في بناء الدولة السودانية .
في تقديرك هل وزارة المالية سبب في المشاكل التي يعاني منها المغتربون؟
نعم ، مثلا تجديد الجوازات، فجأة وجدنا أن تكلفته تجاوزت الـ(200) دولار لعشر سنوات .
كم تقدر نسبة الزيادة؟
100%.
وماهي المبررات التي ساقتها الوزارة ؟
إن عُمر الجواز أصبح 10 سنوات بدلاً عن 5 سنوات .
ولماذا لم تعترضوا على هذه الزيادة الكبيرة ؟
التقينا بمدير عام الجوازات والهجرة، وناقشنا هذا الأمر ، وقلنا لهم يمكن أن (نبتلع الإبرة، لكن صعب أن نبتلع الفأس).. وجوازات الأطفال كانت في حدود (200) ريال تقريباً، وارتفعت إلى (400) ريال، وبعد (5) سنوات سيتم تغييرها، ولم يكن هناك مبرر لزيادتها ، وكذلك زيادة جوازات ربة المنزل ارتفع من (400) ريال إلى (800) ريال .
إذن اللقاء لم يخرج بنتيجة؟
كانت هناك وعود بحلها في ديسمبر 2021م بمراجعة القرار ، لكن لم يحدث شيء.
هذا الأمر أرهق المغتربين، وجعلهم يغضبون من السياسيات التي تتخذها الدولة تجاههم ؟
بعض الدول بها مشكلة حقيقية، وتم تخفيض التكلفة إلى (50%)، واجب الدولة بالضرورة أن تتكيف مع مواطنها، وفي ظل الواقع الجديد والانهيار الاقتصادي على مستوى العالم توجد استثناءات .
هل يوجدد عدد كبير من المغتربين لم يجددوا جوازاتهم بسبب ارتفاع التكلفة ؟
نعم، تجديد الجوازات أصبح يمثل كارثة لبعض المغتربين .
أعطني مثالاً لمغتربين في دولة لم يستطيعوا تجديد جوازاتهم؟
في لبنان يوجد (3.800) سوداني لم يستطيعوا تجديد جوازاتهم من جملة (6) آلاف سوداني، وفي مصر يوجد عدد كبير جداً، وكذلك السعودية .
إذن مراجعة تكفلة تجديد الجوازات ضرورة ملحة ؟
نعم لأنه يؤثر بشكل مباشر على المغترب، وإذا تعطل جوازه تعطلت كل حياته، ولا يستطيع العلاج أو سحب أي مبالغ من البنك .
في هذا الجانب هل تعاملت الدولة مع المغتربين كـ(بقرة حلوب) ولم تضع في حساباتها المشاكل التي تواجههم؟
(بقرة حلوب وولَّادة)، ظروف المغتربين لم تعد كما في الماضي، وتوطين الوظائف أصبح شيئاً طبيعياً في بعض الدول، وهذا أثر على المغتربين، ويجب على الدولة مراعاة ظروفهم .
كم يبلغ عدد السودانيين الذي هاجروا العام السابق ؟
لا توجد إحصائيات دقيقة، ويصبح الرقم تقديرياً.
يُقدر بكم؟
أؤكد لك لا يوجد عدد محدد، ونعمل في منصة لمعرفة عدد السودانيين في المهاجر .
أمسكت عن ذكر العدد التقريبي لعدد المهاجرين العام السابق، أرجو الإجابة على عدد السودانيين بالخارج بصورة عامة ؟
(7- 9) ملايين مهاجر .
الأزمة الحالية بالبلاد هل أدت إلى ارتفاع نسبة الهاجرين؟
نعم الأزمة الاقتصادية والسياسية وأزمة العمل، المواطنون لديهم طموحات ويعتقدون أنه يمكن تحقيقها إذا سافروا للخارج .
هل ما يزال الشباب أكثر الفئات التي تهاجر؟
نعم .. هجرة نظامية وغير نظامية .
يشكلون كم بالمائة، أرجو الإجابة رغم أنك متحفظ على ذكر الأرقام والنسب ؟
من (80%- 90%) .
وهذه مشكلة؟
بالتأكيد، الشيء المؤسف ليس لدينا إستراتيجيات، وبعد التغيير الذي حدث بالبلاد كان يمكن تأهيلهم حتى تتم المنافسة بهم خارج السودان، الآن أغلب المنظمات الدولية على رأسها سودانيون .
والهجرة شملت أيضاً الأطباء وأساتذة الجامعات؟
هؤلاء هاجروا بإعداد كبير جداً، ولها أثر سالب على البلاد .
وماذا عن هجرة النساء؟
دي مشكلة؟
كيف؟
الشيء الموسف أنها من الظواهر السالبة، لأنه في القانون ممنوع أن تعمل المرأة السودانية عاملة في المنازل، لكن للأسف حدثت إخفاقات في الفترة الماضية، ولم تتم مراجعة عقودات العمل من الجهات المختصة .
في الفترة الماضية كثر الحديث عن ظواهر سالبة لبعض السودانيين بالخارج، ما هي؟
كثيرة، فيها جوانب اجتماعية، وفساد، وبدأت معالجات حقيقية لتلك المشاكل خاصة الذين يهاجرون بعقد عمل يجب أن يكون موقعاً من الغرفة التجارية للدولة المعنية ولوزارة خارجيتها، وأن السفارة السودانية في الدولة المعنية عليها أن تتأكد من أن الشركة التي سيعمل فيها المهاجر السوداني حقيقية وليست وهمية، وأن شروط العقد تتوافق مع المهنة المطلوبة.
في السابق كان هناك آمال وأحلام كبير في أن تغذي تحويلات المغتربين الخزينة العامة، ولم يتحقق الأمر ، لماذا؟
المهاجر السوداني يحمل في دواخله وطناً، وكان ذلك واضحاً في وقوفهم مع قضايا السودان، عندما أعلن توحيد سعر الصرف كان للجهاز دور فيه، وفي مارس 2020م طالبنا محافظ بنك السودان والجهات ذات الصلة باستثناءات للمغتربين، وفي 31 يناير 2021م تمت الاستثناءات، لكن لم تكن هناك آليات فنية لتنفيذها، في فبراير تم توحيد سعر الصرف وألغى ذلك الأمر، المغتربون استطاعوا تثبيت سعر الصرف في السابق، وتم الإعلان عن (23) حافزاً من بنك السودان في أبريل 2021، لكن لم تنفذ، الأزمة السياسية ألقت بظلالها والمساحة بين المهاجر والدولة السودانية أصبحت متسعة.. إذا السياسات الكلية واجهت التحدي وواجهته بتشريعات وامتيازات تلبي طموحات وحقوق المهاجرين يمكن إعادة الثقة .
كم تبلغ تحويلات المغتربين ؟
حسب الدراسة التي تم إجراؤها يمكن اأن تصل إلى (9) مليارات دولار في السنة .
مبلغ كبير، لكن يظل على الورق، كم تبلغ التحويلات الآن ؟
قليلة جدا .
كم تقريباً ؟
مئات الملايين من الدولارات.
إذا كانت التحويلات تصل إلى (9) مليارات دولار كما ذكرت، لماذا تضع الدولة عراقيل أمام هذه الكتلة النقدية الكبيرة لعدم وصولها الي بنك السودان ؟
الدولة ليست مدركة لإمكانيات وقدرات السودانيين في المهاجر، لتخلق تشريعات وامتيازات لاستقطابها لمصلحة الدولة السودانية ومصلحة المهاجرين .
هل هذا ناتج عن عدم وعي بهذه الشريحة ؟
الجهات غير مدركه لهذا الأمر، نحن قدمنا رؤية للدولة وتحويل الجهاز إلى مفوضة المهاجرين السودانيين، توجد رؤية من (3) محاور ما قبل وأثناء وبعد الهجرة، ولديها مسؤوليات وواجبات تجاه المهاجر والدولة السودانية، يمكن أن تعالج المشكلة .
تواجه انتقادات وأحياناً واتهامات بأنك متواطئ ربما مع الحكومة ولا تقوم بالدور المفترض القيام به تجاه المغتربين؟
أنا فقدت (مش) الثقة حتى أقرب الناس لي يعتقدون أنني لا أستطيع فعل شيء.
يعني شنو؟
يعتقدون انني لا أستطيع أن أغير الواقع .. لكن لابد ان يتغيير للأفضل .. أنا بتحمل على حساب مواقف تاريخية، وسيرة طويلة من النضال، وأتمنى اليوم الذي لا أرى فيه سودانياً يغادر مطار الخرطوم إلا للسياحة.
بالنظر إلى الوضع الحالي سيكون تحقيق هذه الأمنية صعباً ؟
ممكن ، إذا توفرت الإرادة وناس صادقون، هذا الأمر لن يأخذ وقتاً طويلاً ..أنا أؤمن أن البلاد بإمكانياتها وقدراتها ليس من المفترض أن تكون بهذا الشكل، وما مفروض تكون هناك هجرة .
ما هي أكثر الدول التي يقصدها المهاجرون السودانيون؟
في سيبيريا موجودون، لم أزر دولة إلا ووجدت فيها مجموعة من السودانيين.. لكن موجودة بعدد كبير في السعودية .
لديكم إحصائية بأعدادهم ؟
أكثر من مليون مهاجر .. موجودون بصورة كبيرة ايضا في الإمارات، قطر سلطنة عمان، الكويت ، مصر وليبيا وغيرها.
أعدادهم كبيرة حتي في الدول التي غشيها الربيع العربي؟
نعم .
كم عدد المهاجرين الذين تم إجلاؤهم من النيجر ؟
اكثر من (5.600) سوداني، من النيجر وليبيا والمغرب .
لماذا من هذه الدول تحديداً ؟
لأن الهجرة غير شرعية ويريدون أن يذهبوا إلى أوربا .. حدثت لهم مشاكل في الجزائر والمغرب ، وبعض السودانيين تم محاكمتهم لسنوات طويلة وفي جزء فقدوا أرواحهم .