هل فعلاً.. السودان تاني طيش العالم!

هل فعلاً.. السودان تاني طيش العالم!
كتابات
ياسر سليم

علينا العمل من أجل مناصرة حق الأطفال في التعليم، والعمل على زيادة الميزانيات المخصصة للتعليم للإيفاء بهذا الحق، و لقد سبق أن قمنا بإعداد دليل للمناصرة و الضغط من أجل تحقيق موازنات صديقة للأطفال، وكذلك يجب أن تكون قمة الأولوية لدعم التعليم فهو المستقبل.

صدر تقرير من منظمة الطفولة العالمية في 4 أكتوبر الحالي، حول الدول التي تتعرض فيها أنظمة التعليم لخطر الانهيار، و جاءت أعلى دولة في مستوى مخاطر الانهيار الشديد أفغانستان، ثم السودان الثاني مباشرة بعد أفغانستان، ثم الصومال و مالي، وكان قد سبق ذلك تقرير عاجل، بأنه يوجد 18,9 مليون طفل بين خارج التعليم و(6,9) ملايين، و بين غير مستقرين في التعليم ( 12) مليون طفل . أشارت منظمة الطفولة العالمية إلى أن الأمر وفق بيانات جديدة، أتت من قبل مجموعات دولية تعمل في السودان
According to new data from international groups working in Sudan.
ذلك قادنا إلى البحث عن هذه المعلومات الجديدة حتى نعرف تفاصيلها، حسب الولايات و المراحل التعليمية و تاريخ و منهج جمع المعلومات، و أعداد الأطفال من ذكور و إناث . كما هو معروف.. فإن الاحصاءات الدقيقة و البيانات الحديثة التي تغطي جميع ولايات السودان لها دور مهم في قضايا الطفولة، لم نجد أي مسوحات أو إحصاءات جديدة لتكون مرجعاً علمياً دقيقاً، كما كانت التقارير و المسوحات السابقة التي تصدرها اليونسيف مثل أوضاع الأطفال، حيث كانت توضح المنهج الذي تم استخدامه و حجم العينة وتاريخ الإحصاءات بشفافية، و عدد الأطفال خارج المدرسة في كل مرحلة، و كل ولاية (ذكور و إناث) ..الخ . أضف الى ذلك أن آخر مسح عنقودي متعدد المؤشرات قد تم في 2014.
الجدير بالذكر أن تقرير منظمة الطفولة العالمية حول الدول و ترتيبها وفق المخاطر و مهددات انهيار النظام التعليمي، والذي جاء فيه السودان بعد أفغانستان، يعتمد ستة مؤشرات تستخدم لترتيب الدول و هي (1) الاستعداد لتغير المناخ (2) وصول الأطفال إلى التعليم في الأزمات الإنسانية، و حجم الهجمات على التعليم، وعدد الأطفال النازحين داخليا، (3) نسبة بطالة الشباب، (4) العوامل المتعلقة بنتائج التعلم ونسبة الأطفال في سن المدرسة الذين لديهم اتصال بالإنترنت في المنزل، (5) نسبة الأطفال في سن مرحلة الأساس خارج المدرسة،(6) تغطية التطعيم ضد مرض الكرونا بين السكان، وما إذا كانت الأولوية للمعلمين للحصول على اللقاح.
بما أن مصدر هذه التقارير قبيلتي ( قبيلة المنظمات)، كان صعباً علي أن أتقصى أكثر عن هذه البيانات التي ذكرت المنظمة أنها جديدة، لكنني أكره أن (أسردب) وأن أكون مع دريد بن الصمة :
ومَا أنا إلا من غزِيَة إن غوتْ… غويتُ وإن ترشد غزيَة أَرشد
وعليه، فلقد قمت بمراسلة الشخص الذي أشار البيان إلى الرجوع إليه في حالة الاستفسار ، وهو السيد دافني كوك، و استفسرت منه عن البيانات و تفاصيلها و تاريخها وكان ملخص رده هو :
I don’t believe there was a state by state breakdown for each country analysed, but I’ll check in with the team who conducted the research in case they have further information they can provide.
لا أعتقد أنه كان هناك تقسيم لكل دولة على حدة تم تحليلها، لكنني سأتحقق من الفريق الذي أجرى البحث في حالة توفر المزيد من المعلومات التي يمكنهم تقديمها.
My education colleagues confirmed that there is some public data at sub-national level and also rural/urban and by income group for Sudan.However important to note that the data used is from 2014, so quite out of date but that is what is most comprehensive and available.
أكد زملائي في التعليم أن هناك بعض البيانات العامة على مستوى دون القومي وأيضًا المناطق الريفية / الحضرمية، وحسب فئة الدخل للسودان. على الرغم من أهمية ملاحظة أن البيانات المستخدمة تعود إلى عام 2014 ، فهي قديمة جدًا ولكن هذا هو الأكثر شمولاً وتوافرًا.
ختاماً؛ كان يجب الإشارة بشفافية إلى أنها معلومات قديمة، بدلاً من ذكر أنها جديدة !!
رغم أن الواقع المشاهد، يوضح جلياً مدى الغلاء و المعاناة، وأثر ذلك في التعليم، و أمامنا جيوش الأطفال خارج المدرسة وانتشار عمالة الأطفال، لكن من الصعب أن نذكر إحصاءات و أرقاماً دقيقة دون إجراء مسوحات جديدة و حديثة.
والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.