أسر تعيش على الكفاف.. موت (فئات) العملة السودانية

شهر اكتوبر الماضي شهد بداية العام الدراسي الذي قال أنه قضى على الاخضر واليابس، وتابع كل الأسر واجهت مشاكل وتعقيدات مالية بفعل بداية العام الدراسي الجديد

اسواق تشكو الركود

اشتكى عدد من التجار بأسواق الخرطوم المختلفة من تراجع القوة الشرائية والتي شملت كافة السلع الاستهلاكية، وأرجع التجار تراجع القوى الشرائية الى الحالة الاقتصادية التي تعاني منها الأسر السودانية، وقال التاجر زين سيد مكي أنه فقد عدد كبير من الزبائن الذين كانوا يرتادون محلهم من أجل التسوق وشراء مستلزماتهم التموينية خلال الاسبوع، وأردف الضائقة المعيشية يبدو أنها اجبرت الناس على تقليل المنصرفات وشراء المستلزمات من السلع الضرورية، واوضح أن هنالك أسر اصبحت تشترى مستلزماتها بالقطاعي من المحال القريبة لمنزلها من أجل توفير مبلغ المواصلات لقضاء مستلزمات اكثر ضرورة، ومضى: كل الأسواق وبمختلف الاصناف المعروضة من سلع تعاني من الركود، لكنه استدرك بالقول نتوقع انفراجة مع بداية الشهر وصرف الرواتب لجهة أن شهر اكتوبر الماضي شهد بداية العام الدراسي الذي قال أنه قضى على الاخضر واليابس، وتابع كل الأسر واجهت مشاكل وتعقيدات مالية بفعل بداية العام الدراسي الجديد .

دكان الجرورة

الشيخ على حنقة (صاحب دكان) بدوره عزا نفاد بضاعته وخلو أرفف متجره من السلع، الى إطالة أمد الجرورة من قبل زبائنه، وتابع تأثر الدكان بشكل مباشر بالمديونيات التي لجأ اليها أغلب الزبائن لظروف خاصة بنفقات المدارس، وهنالك من الزبائن من يأتي ويأخذ منك مبلغاً نقدياً لشراء دواء أو نحوه، ونحن كسودانيين نتعامل بالعاطفة والتراحم فلا يعقل أن ترفض من لجأ إليك حتى وان كانت مديونية الشخص تجاوزت الرقم المقرر او السقف المحدد للاستدانة ، وأردف: المؤسف حقاً هو أننا كتجار تجزئة نحتاج الى سداد المديونيات من أجل الذهاب الى الأسواق لشراء البضائع بشكل راتب، وهذا الأمر يتطلب وجود الكاش لجهة أن تجار الجملة ايضا يعانون من انعدام السيولة جراء حالة الركود التي ضربت الاسواق، والمؤسف ايضاً ان اسعار السلع غير مستقرة وهذا التذبذب يخلق تبايناً في اسعار السلع .

تآكل فئات العملة السودانية

ويؤكد عُضو اللجنة الاقتصادية بقِوى الحرية والتغيير د. عادل خلف الله لـ(صحيفة السوداني) أن نسبة التآكل التي حدثت للعملة السودانية مؤخرا تعتبر غير مسبوقة منذ الإستقلال، وكشف خلف الله أن حجم الكتلة النقدية والمبالغ المتداولة للعملة بالأسواق حسب آخر تقرير لبنك السودان المركزي يبلغ (5) تريليونات و (800) مليار جنيه بكل فئاتها، ونوه إلى الفئات المتآكلة من العملة لم يصدر قرار من البنك المركزي بالغائها بل رفضتها الأسواق لضعف قوتها الشرائية، وقال أن السياسات التوسعية التي اعتمدت على الاستدانة من الجهاز المصرفي انعكست على خفض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وكشف عن تخفيض قيمة الجنيه إلى لنسبتين خلال العام بحيث تم تخفيضه من (18 إلى 55٪) بنسبة بلغت (205٪) وفي موازنة (2020) تمّ تخفيضه مرةً أخرى من (55 إلى 120) ليصبح بعدها السعر المعتمد في توفير السلع الأساسية للدولار هو سعر السوق الموازي (السوق الأسود) لتصبح قيمة الـ (300) جنيه تعادل جنيهاً واحداً فقط، مشيراً إلى زيادة نسبة التزوير و (التزييف) للعملة المحلية في كل من العاصمة والولايات مما أدى إلى ارتفاع نسبة التضخم بطباعة أوراق خارج النظام المصرفي، مبيناً نسبة الكتلة النقدية التي خارج سيطرة النظام المصرفي تتراوح مابين (85 إلى 90 ٪) من حجم إجمالي الكتلة النقدية بالبلاد.

فئات نقدية ميتة

في وقت تآكلت فيه العملة السودانية من فئات ( جنيه ـ جنيهان ـ خمسة جنيهات ـ عشرة جنيهات ـ عشرون جنيها ) رغم تآكل وموت كل تلك الفئات النقدية من العملة السودانية لدرجة ان اصبحت غير متداولة في كثير من المحال التجارية مما احدث جدلا مستمراً بين شرائح المجتمع ، اكد احد كبار الصيارفة أن العملات النقدیة الورقیة والمعدنیة المطروحة للتداول من كافة الفئات بداية من الواحد جنیه ، 2 جنیه ، 5 جنيهات ، 10جنيهات ، 20جنيه ،50جنيه ، مبرئة للذِّمة وساریة للتداول في البلاد ودلل على ذلك بأن بنك السودان المركزي سبق وان اعلن عن ذلك عبر منشور ونوه إلى أن البنوك تتعامل مع كافة الفئات من العملة بأنها مبرئة للذِّمة وتستلمها من الجمهور وتقوم باستبدالها، مشيراً إلى أن تلك الفئات رُفضت من قِبّل التجار ولم يصدر منشور من إدارة البنك المركزي بالغائها.

تراجع الاستيراد وتوقف الشركات

في خطوة متوقعة اعلنت الغرفة القومية للمستوردين عن تراجع حجم الاستراد الى نسبة 80% ، كما اكدت الغرفة على لسان الامين العام هيثم التجاني عن اغلاق اغلب الشركات المستوردة لأبوابها ،وكشفت الغرفة عن خسائر مالية فادحة طالت الشركات جراء تعثر تسويق بعض السلع والبضائع التي تم استيرادها في فترة سابقة وقال الامين العام ان السوق تشهد حالة ركود لم يسبق لها مثيل ، واوضح عدد من التجار الى ان الضرائب والرسوم التي فرضتها وزارة المالية على الشركات فاقمت من مشكلة الشركات مما ذاد من نسبة التهرب الضريبي من قبل بعض الشركات التي تعاني من حالة الركود التي تعيشها كافة الاسواق مما قلل من نسبة الاستيراد .

الهيكل الراتبي وهجر الوظيفة

جأرت عشرات النقابات العمالية بالشكوى من ضعف الرواتب التي لا تتناسب وغلاء المعيشة ونتيجة لتلك المطالب المشروعة شرعت وزارة المالية بالتنسيق مع جهات الاختصاص الى الاستجابة الى مطالب تلك النقابات والتي تأتي في مقدمتها نقابتي المعلمين وعمال الكهرباء، كما اكدت دراسة مجتمعية عن تراجع الاقبال وسط شرائح المجتمع على الوظيفة، واكدت الدراسة المجتمعية ان المئات من حملة الدرجات العلمية المختلفة يمتهنون مهن هامشية بالأسواق وان 50% منهم يعملون في (سواقة) الركشات وعربات النقل الوسيط والترحال.

الجريدة

تعليق واحد

  1. وجلال الله وعزته اصبح معظمنا عايش علي الكفاف وزرق اليوم باليوم وبات خوفنا من ان تهجم علينا الامراض ربي يفرج كربتنا ويأخذ الحكام الظالمين اخذ عزيز مقتدر ياااارب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.