لم ننسى بعد ما فعله الصبي في مدينة المسلمية، وجريمته التي هزّت المدينة الصغيرة الآمنة، والتي اغتال فيها جدته وخاله وخالته، بل وصبّ عليهم الوقود وحرقهم، ولم يُبالي،
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
هؤلاء أشدّ فتكا..!!
من المشاهدِ التي لم تُنسى، أنّ الكلب الذي قُمنا بتربيته والاحسان إليه، اصابه داء السّعر، فلم يسلم منه حتى الجيران من أهلنا، وكان يفر إلينا ويحتمي بنا عندما يُطارده الناس، ويتخذ من تحت سريري مكاناً آمناً يختبئ فيه من هجماتِ البعض، لم أدرِك وقتها وقد كُنت صغيرا، ما حدث للكلب، ولماذا يُلاحقِهِ البعض باسلحتهم ليغتالوه، نعم لقد تغيّر شكله تماما، ولكن لم يمسّنا (نحُن) في البيت بسوء، فلماذا الاصرار على قتله، ولم تشفع رجاءاتنا فقتلوه.
الشاهِد عزيزي القارئ الكريم، أنّ الإنسان الذي يتعمّد تغييب عقله، يتجاوز في تصرُفاته حتى الحيوان (المُعتل) كالكلب السعران الذي أشرت إليه، وما نشهده في بلادنا، من جرائمٍ مُرتكبة في حق الأقربين، يدُل على أنّ البعض منّا قد فارقوا بما فعلوه مُربعاتِ الإنسانية، فماذا نقول في من يتعمّد قتل أفراد أسرته، لأجل أن يحصل بعدها على ما معهم من أموالٍ رُبما لم يحبسوها عنه من قبل، ليشتري بها مُخدراتٍ تُعيينه على البقاء مُغيبا، وتقوده (طائعا) للعيش في دُنيا الوهم التي باع أهله وعقله لأجلها، والتى لم ولن يعود سالماً من دخلها إلى دُنيا الإنسانية المضبوطة بالأخلاق الحميدة الفاضلة، والمُقيّدة بعلاقاتِنا مع بعضنا البعض.
لم ننسى بعد ما فعله الصبي في مدينة المسلمية، وجريمته التي هزّت المدينة الصغيرة الآمنة، والتي اغتال فيها جدته وخاله وخالته، بل وصبّ عليهم الوقود وحرقهم، ولم يُبالي، ثُم أخذ المال، وذهب يبحث عن المُخدرات التي دفعته للخروج من مُربعاتِ الإنسانية، واتباع الشيطان، وتنفيذ أوامره، ولم تكُن جريمة هذا الشاب هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، فالأخبار اليومية تدُلنا على ما أوصلتنا إليه المُخدرات، والتي يجتهِد البعض في زيادة مفعولها وتأثيرها على العقل، مع اجتهادهم في توفيرها، وتقليل سعرها إلى حدٍ أصبحت فيه مُتاحة لمن يُريد، ودونكم مُخدِر (الآيس) الخطير، وسهولة الحُصول عليه.
أكّد أحد استشاري الصحة النفسية، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنّ للعقاقير بأنواعها تأثيراً سلبياً كبيراً على المتعاطي في اتجاهات مختلفة، لم يكشف العلم تأثيرها كليا، على مخ الإنسان حتى الآن، موضحاً أنّ بعض المخدرات تؤدي لتغييب العقل وتدفع بمتعاطيها إلى اقترافِ جرائم قتل لأهون الأسباب حتى بحقِ أقرب الناس إليه، فهي تجعل المتعاطي ينفصل عن الواقع ويفقد ذاكرته خلال مدة تعاطيه المخدر، مع حدوث تقلبات مزاجية وتخيلات وأشياء لا وجود لها في الواقع، ومن ثم تدفعه إلى القتل، وإلى كُل الجرائم، ويشير إلى أنّ المتعاطي خلال فترة تواجد المخدر في جسمه، يشعر وكأنه في حلم وهذا يجعله يقوم بأية جريمة دون الإحساس بفعله إلا بعد أن يزول تأثير المخدر.
الجريدة