ميزانية الجبايات!!

المضحك أن وسائل الإعلام قالت بأن الاجتماع المشترك بين مجلس السيادة والوزراء قد أجاز الميزانية الجديدة وكأننا فعلاً نملك وزراء ومجلس سيادة في دولة الجنجويد والحركات والفلول واللجنة الامنية، فوزير المالية نفسه يردد أحياناً كثيرة بأننا نعيش رزق اليوم باليوم كالفريشة في سوق الخضار بينما تعم الاضرابات كافة القطاعات بسبب الأجور.
عصب الشارع – صفاء الفحل
ميزانية الجبايات!!
كنت في مطار الخرطوم لوداع صديقة كندية بعد أن مكثت شهراً بالبلاد في ظل ترحاب أهل الوطن الكرماء، ووصلت المطار بعد أن نفدت كل ما تملكه من عملة سودانية وفجأة تمت إعادتها من صالة المغادرة بحجة أن هناك منشور من المالية بدفع رسوم مغادرة للأجانب رغم أنها تحمل تأشيرة دخول للبلاد دفعت فيها مبلغ (٣٥٠ دولار) لسفارتنا هناك وإحترنا في دفع المبلغ الذي لم نكن نحمله في تلك اللحظة، وأخيراً دلنا البعض لتجار العملة المنتشرين في ساحة المطار يستغلون (ظرف) السيد وزير المالية المفاجيء ويستبدلون العملة بمبلغ زهيد.
المهم سافرت الصديقة بعد ان كادت الرحلة تفوتها وهي مستاءة وبالتأكيد لن تعود مرة أخرى بعد تلك( الزنقة) رغم أنها كانت تتحدث عن كرم وحب أهل السودان وأنها ستدعوا صديقاتها لمرافقتها لهذا البلد الطيب في المرة القادمة وبالتالي أضاع وزير المالية بقرارته الغير مدروسة فرصة نشر السياحة وسمعة الوطن.
من السهل أن يسحب وزير المالية ورقة صغير ويكتب عليها فرض جباية على جهة ما ويوقع عليها ويأمر بتعميمها في ضيعة (حركته المسلحة) لاستكمال رواتبها ومنصرفاتها (المقدسة) وهو يرفض حتى الجلوس لتقييم التجربة بعد توقف ستة وأربعون مصنعاً وهروب عدد من كبار التجار والشلل التام في (الاقتصاد) وإضراب العديد من المرافق الهامة كالصحة والتعليم بسبب الرواتب.
والمضحك أن وسائل الإعلام قالت بأن الاجتماع المشترك بين مجلس السيادة والوزراء قد أجاز الميزانية الجديدة وكأننا فعلاً نملك وزراء ومجلس سيادة في دولة الجنجويد والحركات والفلول واللجنة الامنية، فوزير المالية نفسه يردد أحياناً كثيرة بأننا نعيش رزق اليوم باليوم كالفريشة في سوق الخضار بينما تعم الاضرابات كافة القطاعات بسبب الأجور.
وزير المالية الذي يحاول بكافة السبل (رتق) متطلبات البلاد وعلى رأسها متطلبات عملية السلام التي لم نر لها واقعا على الأرض سوى كميات من الجيوش التي دخلت العاصمة بالزيادات المتكررة في الضرائب والرسوم ولا يترك أمراً يمكن به (حلب) جيب المواطن الغلبان ويحدثنا عن صرف هلامي على قطاعات التعليم والصحة وهي تدخل في اضراب منذ فترة ومازال مستمراً.
كان الأجدر بالسيد وزير ماليتنا المحتفل هذه الأيام في (العين السخنة) أن يتحدث عن ميزانية (طوارئ) مؤقتة حتى يستطيع جمع اطرافه المبعثرة بدلاً عن خداعنا بإمكانية وضع ميزانية لدولة تعاني من كافة النواحي وتتوقف فيها الحياة بصورة تدريجية يعلمها الجميع ولكننا على كل حال قد تعودنا على عدم صدق ساستنا .. واجيزت الميزانية الجديدة… وحدث .. ما حدث .. ولك الله يا هذا الشعب الطيب.
والثورة مستمرة.
والقصاص واجب.
الجريدة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.