(رندوك) الشباب.. تفاصيل لغة خاصة

كلمات وألفاظ وعبارات ومصطلحات اخترعها الشباب وانتشرت في المجتمع فصارت ما تسمى بـ(لغة الشباب)، أحيانا تكون مفهومة وتارة غير مفهومة خصوصا وان نحت المصطلحات كان سمة لازمت النخب السياسية والثاقفية ردحا من الزمن قبل ان ينتقل الدور لاجيال جديدة تتسيد الشارع وتلون الثورة .. الظاهرة نفسها حسب رصد لمصادر، وجدت التاييد والمعارضة فيما اتخذ البعض موقف الحياد. ابرز المصطلحاتراسطة، مكنة، سندالة، راكز، للدين، دا الزيت، فتيل وغيرها من المفردات تعكس الثقافة السائدة في المجتمع الشبابي، ويرى ميرغنى الصادق، ان العبارات (دا الزيت، مكنة) وغيرها، هى عبارات تستخدم حسب الأجيال وتختلف من جيل إلى جيل آخر و من مكان إلى مكان وحسب المعنى.

 وأضاف: مثلا كلمة يا (مكنة)نستخدمها فى بعض الأحيان لرفع الروح المعنوية للشخص الذى يمتاز بسرعة البديهة حاضر الذهن قادر على حل المشاكل بشتى الطرق خاصة فى المواقف الصعبة والحرجة. وتابع: هذه المصطلحات تتغير حسب تغييرات الحياة و تقلبات و تطورات الأزمنة و الأمكنة لذلك نحن كجيل انترنت لا بد لنا أن نختلف عن سابقنا فى كثير من الأمور . لا معنى لهامن جانبه يذهب زكريا محمد في حديثه بحسب صحيفة السوداني، الى أن هذه المفاهيم والألفاظ لا معنى لها من ناحية تربوية فهي لا تصح بتاتا خاصة لدى كبار السن فهم لا يستوعبون ولا يفهمون كلماتنا هذه، واضاف: احيانا قد تسبب لهم كابوسا او ضجة كما توجد صعوبة من حيث التواصل معنا.واعتبر زكريا انه من المهم أن يستخدم الشباب لغة بسيطة وشيقة فى الوقت نفسه وتكون مصدر سعادة لمن حولهم فبدل كلمة:(للطيش، للدين، دفعة، جدعة) يا حبذا لو تم استخدام: يا استاذ وأستاذة، دكتور ودكتورة، يا مدير ويا مديرة وما إلى ذلك. 

أسلوب غير حضاريبينما ترى النعمة آدم، ان استخدام هذه الألفاظ هو أسلوب غير حضاري ويجب ان نتحدث بأسلوب حلو وراقٍ أكثر من ذلك بكثير وأن نتحدث باحترام وأدب مع بعضنا البعض، منوهة الى أنه اذا لم يكن هناك تشجيع من المجتمع لهذه المفردات لما وجدت حظها من الانتشار. شباب في (فتيل)أما امام البدوي يرى، أن هذه الالغاز هي عبارة عن كلام عادي أو كلام شارع والسبب في ذلك هو التنشئة اوالبيئة. وقال: بالنسبة لنا نحن كشباب يهمنا أن نتماشى مع بعض الكلمات. وقال: هذه المصطلحات نتداولها حسب الشباب ونوع الشباب كما أن هناك جزءًا من الشباب يعتبر شباب ضائع شباب في فتيل لأنهم لا يدركون ولا يفهمون شيئا حتى عن أنفسهم شباب بلا غايات بلا اهداف شباب دون احلام دون تطلعات دون طموح حيث ينغمسون فى كل شيء اينما هلوا و أينما ذهبوا. معزيا ذلك إلى البيئة التى غالبا ما تغير مجرى حياتهم من حيث الوضع و الواقع الملموس من حولهم دون اجتهاد فى التغيير للأفضل سواء كان بيئيا او اجتماعيا لذلك نسميهم شباب فى فتيل اي فى موقف صعب، موقف حرج من الصعب الخروج منه او التخلص و التغلب عليه. مدلولات واختصاراتفيما ترى الهام إبراهيم، هذه المفاهيم الجديدة التى تظهر بين الحين والآخر قد تكون أساليب غير مألوفة لبعض الناس لكن بطريقة او باخرى الآن فصارت منتشرة بصورة اكبر، ففي السابق لم تكن منتشرة بهذا الحجم وهذا المستوى. مشيرة الى عبارات كـ(جبرة والجروح تبرا، كافوري والسلام جمهوري، يا مكتب) معتبرة أنها كلمات تدل على الرقي والتطور الحضاري والجمال، واضافت: فكلمة يا مكتب لطيفة لأنها بترمز للشخص المرتب المنظم، زول قاشر تعبر عن المظاهر ذات الجاذبية و عبارة جبرة والجروح تبرا تشير للجمال فمثلا انا حينما اصف بنت جميلة وتتختى فى الجرح يبرا كناية عن الجمال طبعا هذا محال انك تضع إنسان فى جرح فيصاب بحالة شفاء لكن من باب الدافع المعنوي قد يشفى ويطيب. مطالبة الشباب باستخدام عبارات من الواقع الملموس والمألوف لدى الجميع وان يستمدوا كلماتهم من الاجواء المحيطة والطبيعية لتسهيل عملية التواصل بين الأجيال المتعاقبة و بين الكبار والصغار حتى لا يضيع البعض. (فك العرش)نهلة معاز اختارت التعليق على عبارة (فك العرش) واعتبرت انها تستخدم للشخص الملتزم و المنضبط وفجأة يتغير ويصير مدمن الهوى واللذات يفعل ما يريد ويترك ما يريد حتى لا يميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ واضافت: فلان فك العرش اي فلان فاكيها في روحه و شايف نفسه شديد عازي نفسه. 

(حاااارق جااااز)بيد ان مجموعة من الشباب و الشابات صرحوا بقولهم نحن كشباب و كجيل شباب الألفية الثالثة هذه العبارات والألغاز تمثل لنا مصدر سعادة وفخر، واضافوا: بالنسبة لنا هي لغة تواصل لغة العصر والزمن هى وسيلة نتواصل بها نتعارفها نتداولها فيما بيننا لنتفادى الكثير من المواقف الصعبة و الحرجة بالإضافة إلى أنها لغة سرية لا يفهمها البعض فنحن نتعامل بها كطريقة مختلفة تميزنا عن غيرنا معبرين فى عدة مهام مهمة بالنسبة لنا عشان ما نحرق جاز ونضيع الزمن. (الرندوك)بينما تقول المحللة والباحثة الاجتماعية سلافة محمد، إن لاختراع وانتشار هذه المصطلحات هو اختلاف الأجيال ووجود فجوات ما بين الجيل والجيل الآخر إضافة إلى ذلك أنها وسيلة تواصل سهلة و سلسة تخدم اغراضنا نحن كشباب مع اختلاف الاستخدام من حيث البيئة والطبيعة والسلم التعليمي وتنوع الثقافات بما ان الأجيال السابقة لا تفهم عبارة او قد تفهمها بمعنى اخر واضافت: نحن كجيل وسط نستطيع أن نوفق ما بين الماضي والحاضر وتعتبر البيئة هي العامل الأساسي مع اختلاف المعنى فمثلا كلمة يا مكنة حيث يختلف معناها ما بين الخرطوم وسط وأطراف الخرطوم وهو ما يعرف بـ(الرندوك) إضافة إلى ذلك الانفتاح عبر العالم وو سائل التواصل المتعددة وتدفق المعلومات بين الأمم و الشعوب. فيما يرى الباحث والمحلل النفسي صدام فيصل سعد، ان هذه المصطلحات تنبع من عدة جوانب فهي عبارة عن تراكم لمجموعة من الأفكار والاحاسيس والمشاعر وأيضا تفريغ لطاقات سواء كانت إيجابية او سلبية في دواخلنا نقوم باستنباطها واستخراجها فى شكل كلمات او عبارات قد تكون خارجة عن المألوف او مألوفة حسب الموقف كناية عن موقف معين او حدث تاريخي فرحا كان ام حزنا واحيانا هذه الكلمات تستنبط من بعض الأشخاص المثقفين في المجتمع سياسيين ،فنانين، او المتعاطين للكحول قد يغمرهم شعور معين واحيانا تكون عبارة عادية مسايرة للطبيعة يستخدمها الكثير من الناس وهذه الكلمات تتغير من وقت لآخر ومن مكان لآخر حسب التطورات ومجريات الأحداث وتحدث فجأة دون سابق إنذار واضاف: مثلا كلمة صامولة صامولة هي عبارة استنبطها التاريخ عند سقوط حكومة الإنقاذ فقد قالها أحد السياسيين سنفكك هذه الحكومة صامولة صامولة فلقب بـ(صامولة) وصارت مضرب للامثال.الخرطوم: (كوش نيوز)

المصدر: كوش نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.