نصيحة بريئة لجبريل ومناوي: حافظوا على مواقعكم في الثورة المضادة..!!
د. مرتضى الغالي
لا ندري لماذا هذا الاصرار على حشر كتلة (رعايا المخابرات المصرية) داخل منظومة القوى المُناط بها تشكيل الحكومة المدنية لادارة الفترة الانتقالية..! وهي مجموعة (أو شرذمة حسب التصنيف اللغوي) تقف على النقيض (100%) من مبادئ الثورة والأهداف المُعلنة في الحرية والعدالة والسلام…! هذا الإلحاح على وضع كل البيض الفاسد في (سلة إدارة الانتقال) خطأ صريح.. سواء كان من أفكار مبعوثي أوروبا وأمريكا أو الاتحاد الافريقي أو قوى أخرى من صف الثورة..! ماذا تريدون بهؤلاء المعوقين المشاكسين من حركات السوء وعطالى أحزاب الكرتون وبقايا الانقاذ.. الذين ينطبق عليهم تعريف الفلول إسماً وصفة ومعنى.. (الكمدة بالرمدة) ؟!!
نحن نقول لجماعة التفويج الساحي ورحلة القاهرة (من جبريلهم الى أردولهم) لا تستجيبوا لهذا الإلحاح ولا تنضمّوا إلى الاصطفاف الذي يجمع قوى الحرية والتغيير لأن ذلك سيخذل الفلول والثورة المضادة و(الأشقاء أصحاب الدعوة) و(مبادرة الشيخ الجد).. كما يخالف (مبادئكم) وخطكم الواضح في العمل ضد الثورة والوقوف مع بقايا الانقاذ.. ومناهضة اصلاح المؤسسات العدلية والنظامية.. والمصالحة مع “لمؤتمر الوطني” وإعادة دولة الاخونجية.. وقد كانت مساعيكم في التصالح مع الفساد مشهودة (على سن ورمح) وعلى ذات نهج نظام الانقاذ وكذلك سياسته النشطة في اثارة النعرات القبلية والعنصرية والجهوية..!
هل المسألة اعتلاء المناصب الوزارية في الفترة الانتقالية..؟! وهل يمكن الاستجابة لكل من هبط على السودان فجأة وقال انه سياسي أو قائد حركة ولا بد ان يكون وزيراً..؟!
لماذا لا تمثلون المعارضة..؟ فكل الأنظمة المدنية الدمقراطية فيها حكومة وفيها معارضة..فلتأخذ مجموعة العاصمة الإدارية مكانها في صف المعارضة إن لم يكن الأمر من باب الشهوة للمناصب والمخصصات واستعجال معاقرة الفساد..! لماذا لا يكون جبريل ابراهيم واركو مناوي في المعارضة خلال الفترة الانتقالية حتى تستفيد الحكومة المدنية (من افكارهم النيّرة) في إدارة المال والاقتصاد والنظام الفيدرالي وتوطين السلام وادارة ملف النازحين المشردين في بقاع الوطن..؟!
لقد رأينا كيف يدير جبريل المال وشؤون الاقتصاد في ولايتين ومن خلال وزارتين..فماذا كانت النتيجة..؟! لم يفلح الرجل في شأن واحد من شؤون صيانة مال الدولة وتوحيد ماعونه..كما لم يفلح في إدارة اقتصادها (اللهم غير إجراء واحد) أداره بامتياز ونجح فيه بنسبة قياسية.. وهو الاجراء الخاص باعفاء (ابن اخيه) من جمارك سيارته الخاصة.. فكانت سابقة في سرعة انجاز المعاملات المالية ..!
هذه الشراذم مهووسة بالمناصب فقد ذهب احدهم (ويدعى عسكوري) إلى اجتماع خاص بالمبعوثين مع سياسيين سودانيين وقذف بنفسه لحضور لقاء لم يكن من بين المدعوين إليه وعندما طردوه خرج وقال في تصريح نشرته الوكالات إن سفير الترويج لم يبدي احترامه له..ولا لجبريل ابراهيم وزير المالية وأركو مناوي حاكم دارفور الذيَن جاءا (خارج البوابة) يتشفّعان السماح له بالدخول..وأضاف عسكوري أن السفير تعامل معه بطريقة غير مقبولة على الإطلاق لا يستخدمها اي سفير في مخاطبة زعيم سياسي وطني..!! أي والله قال ذلك عن نفسه..!
كل الذبن مرّوا على التاريخ السوداني والعالمي مهما كان شأنهم لم نسمع منهم مَنْ وصف نفسه بأنه (زعيم سياسي).. فما هي أمارة الزعامة لدى عسكوري..؟! (زعيم سياسي مرّة واحدة)… الله لا كسّبكم..!
الجريدة