حتى لا تفشل الحكومة القادمة!!

أول الخطوات لتكوين الحكومة الجديدة يجب أن يكون تأسيس (البرلمان الثوري) سنداً لرئيس الوزراء في عملية اختيار الوزراء ورؤساء المفوضيات وبالتالي إعطاء لجان المقاومة حقها المستحق في المشاركة في العملية السياسية فمن السهل تكوين هذا البرلمان من خلال ترشيحات لجان المقاومة بالأحياء والولايات بالإضافة إلى الاتحادات المهنية والنسوية على أن تنطبق فيه أيضاً شروط كفاءات مستقلة غير حزبية.
عصب الشارع – صفاء الفحل
حتى لا تفشل الحكومة القادمة!!
ولو إختلفنا على أدوات أو (إسلوب) التغيير فيجب علينا في هذه المرحلة دعم العملية التفاوضية الجارية من خلال الاتفاق الإطاري لإعادة السلطة المدنية فأساس الإختلاف اليوم ليس في (الهدف) المتمثل في إنهاء الانقلاب الذي أعاق التحول إذا ما إستبعدنا (الفلول) بل في طريقة التغيير فبينما يرى البعض أن التغيير يجب أن يتم بانتزاع السلطة وإعدام أعداء الثورة كما حدث بالثورة الفرنسية وبالتالي يجب على الشارع أن يواصل الحراك حتى تحقيق هذه الغاية بينما يرى البعض الآخر بأن التغيير يجب أن يتم عن طريق الحوار وإقناع الآخر وهذا الخط يمضي إلى غاياته باقناع العسكر (حتى الآن) بالتنازل وهو الخط الأكثر عقلانية لضمان الاستقرار.
ولكن الأمر الأهم من كل هذا ليس في العملية في حد ذاتها بل في مصداقية نوايا كافة الاطراف فالتخوف الأساسي من (اللوبيات) المتمكنة داخل الاحزاب التي بدأت في محاولات تفسير بنود ذلك (الاتفاق) الذي لم ير النور حتى الآن بمحاولات القول إن الكفاءات التي ينص عليها الإتفاق يمكن أن تكون (حزبية) مستبعدين كلمة (مستقلة) وهو الأمر الذي سيثير الكثير من اللغط خلال الفترة القادمة
عليه فإن أول الخطوات لتكوين الحكومة الجديدة يجب أن يكون تأسيس (البرلمان الثوري) سنداً لرئيس الوزراء في عملية اختيار الوزراء ورؤساء المفوضيات وبالتالي إعطاء لجان المقاومة حقها المستحق في المشاركة في العملية السياسية فمن السهل تكوين هذا البرلمان من خلال ترشيحات لجان المقاومة بالأحياء والولايات بالإضافة إلى الاتحادات المهنية والنسوية على أن تنطبق فيه أيضاً شروط كفاءات مستقلة غير حزبية.
هذا البرلمان سيقطع الطريق أمام الشكوك المستمرة في إمكانية (المحاصصة) الحزبية في اختيار الوزراء الجدد ويجعل من لجان المقاومة شريك أصيل في الفترة الانتقالية كما أنه سيعمل على ضخ دماء جديدة للعمل السياسي الذي ظل منذ سنوات طويلة حكراً على وجوه وأسماء محددة.
وفكرة تكوين برلمان ثوري انتقالي كانت فكرة مطروحة منذ بداية انطلاق ثورة ديسمبر العظيمة ولكن بعض الكيانات السياسية والقوى الرجعية عملت على وأدها حتى لا تقطع الطريق أمام (المحصاصات الحزبية) التي جرت في الغرف المغلقة في بداية الثورة لتخرج تلك الحكومة المشوهة بقيادة (حمدوك) الذي وجد نفسه أمام الأمر الواقع.
فرص نجاح الحكومة الانتقالية القادمة مرتبط بجسم ثوري يراجع ويفحص ويساهم فيها وإلا أعادتنا كتلة الحرية والتغيير الى المربع الأول فالأطماع في الحكومة القادمة بدأت تظهر لدى بعض المشاركين في صياغة الاتفاق الجديد بلوي عنق النصوص ولا نريد التحذير من مآلات فشل الحكومة القادمة فالوطن ليس لديه القدرة على التحمل.
والثورة ستظل مستمرة.
والقصاص أمر حتمي.
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.