الطاهر ساتي: الموقعون بلا نقاش ..!!
فيما يتساجل رئيس السيادي ونائبه على الملأ حول قضايا عسكرية، يُعلن فولكر للشعب موعد تشكيل ما يسمونها بالحكومة الوطنية، إذ قال إن التشكيل سيكون (قبل رمضان).. شكراً لحاج فولكر، لولاه لتفاجأ الشعب بالحكومة، كما تفاجأ بالإطاري والدستور المترجم، أو لشكل البرهان ونائبه والنشطاء وغيرهم من المشاركين (حكومة سرية)، كما العملية السياسية الجارية.. شكراً لحاج فولكر، فهو الوحيد الذي يتعامل مع شعبنا بالشفافية منذ بزوغ شمس الديمقراطية..!!
:: وبما أن الرئيس ونائبه لم يكملا سجالهما المكشوف حول شؤون عسكرية، و أن الأطراف المسماة بالمدنية وقوى الثورة ملتزمة أخلاقياً بالإبقاء على العملية السياسية في غرف التفاوض (سراً)، حسب البيان الأخير لنشطاء المجلس المركزي، نسأل الحاكم العام – حاج فولكر – عن شكل و هوية وبرنامج حكومة ما قبل رمضان، وعن مستويات حكمها وكيفية تشكيلها وعدد وزاراتها، وعن رئيس وأعضاء مجلس الوزراء وآلية اختيارهم، وغيرها من التفاصيل، فهلا تكرم حاج فولكر بتوضيح المزيد..؟؟
:: وبما أن الرئيس مشغول بتشريف الأعراس و النائب برحالات الإمارات، ومن نلقبهم بالديمقراطيين تعاهدوا على إخفاء العملية السياسية عن الشعب، فهلا تفضل حاج فولكر بتوضيح كيفية اختيار أطراف العملية السياسية، وخاصة أن الأطراف هي حاضنة حكومة ما قبل رمضان.. ما هي أحزاب الحاضنة السياسية؟، وكيف يتم اختيارها ؟، و هل هي الأحزاب التي كانت تعارض حزب البشير؟ أو فيها أحزاب أكلت ملح وملاح مع حزب البشير؟.. وهل من المتوقع أن يأتي جعفر حسن ناطقاً باسم الحكومة أم إبراهيم ميرغني الوزير الأسبق بحكومة البشير..؟؟
:: عذراً حاج فولكر على الأسئلة، فمن كنا نظن بأن أمر الشعب يعنيهم يتلاسنون – في الإعلام – حول مواضيع عسكرية، والبعض الآخر ملتزم بعدم مكاشفة الشعب بما يحدث لبلده في (الغرف المغلقة)، ولذلك لم يبق غيرك – أيها الشفيف – لنسأله عن الحاضر و المستقبل.. وبمناسبة الحواضن، هل ستكون لحكومة ما قبل رمضان حاضنة وطنية أم ستحضنها دول الخليج وسفارات الفرنجة، ليقعد شعبنا ملوماً محسوراً، منتظراً الهبات و المكرمات والمعونات و (ثمرات)..؟؟
:: و السؤال الأخير – يا سيدهم – هل حكومة ما قبل رمضان حكومة كفاءات مستقلة كما يتمنى الشعب؛ أم هي حكومة محاصصات حزبية كما تشتهي أحزابك والأخريات؟..فالشاهد أن خالد عمر قال في ذات تغريدة: (الاتفاق الإطاري ينص على حكومة كفاءات وطنية دون محاصصات حزبية، و لم ترد فيه إطلاقاً عبارة كفاءات مستقلة، مما يعني أن الاختيار على معايير تضمن العناصر الأكثر كفاءة دون اعتبار لخلفياتهم)، و هذا تلاعب بالمفردات و نوع من التذاكي على الناس واستغباء الشعب..!!
:: فالأحزاب تريدها حكومة محاصصات حزبية تحت ستار الكفاءات يا حاج فولكر، أي كما خدعت الشعب في حكومة حمدوك الأولى، ولذلك وضعت مصطلح المستقلة – في الاتفاق – محل مصطلح الوطنية، و خالد عمر يؤكد ذلك فرحاً ومنتشياً و(إطلاقاً)، أو كما قال.. يا لها من أحزاب ماكرة يا حاج فولكر، وليس في الأمر عجب، فإنها أحزابك، فافعل بها و بحكومتك – وبالناس والبلد – ما تشاء، ولا تمنح لمن نلقبهم بالمسؤولين السودانيين غير حق التوقيع (على البياض)..!!