أهرامات السودان تطيح بمصر.. فكيف دمر صائد إيطالي رؤوسها؟

صائد الكنوز الإيطالي.. لماذا دمّر الأهرامات في السودان وكيف نهب كنوزها؟

سودافاكس – تحتضن صحراء السودان أضخم تجمُّع للأهرامات بمنطقة جغرافية واحدة في العالم، إذ تضم ما لا يقل عن 220 هرماً تقف شامخةً على عُمق حضارة كوش التي تعرف أيضاً باسم الحضارة النوبية، الضاربة في جذور التاريخ بين حضارات العالم القديم.

الأهرامات المذكورة التي يفوق عددها الموجود في مصر، كانت عبارة عن مدافن ملكية للملوك الكوشيين، وأشهرهم الملك بعانخي أعظم حكام مملكة كوش وابنه الملك تهارقا خامس ملوك الأسرة الخامسة والعشرين، الملقب بـ(سيد الأرضين)، المذكور بعدة مواضع في العهد القديم بالكتاب المقدس.

كما تضم تلك الأهرامات المذكورة، مدافن ملكية لأعظم الملكات بالسودان، وعلى رأسهن الملكتان أماني شخيتي وأماني تيري.

ونهضت حضارة كوش بالقرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي، في الممالك القديمة بوادي النيل في السودان، كما امتدت لأجزاء جنوب مصر.

لكن مملكة كوش انقسمت إلى فترتين، الفترة الأولى فترة نبتة، العاصمة الأولى للمملكة، والفترة الثانية حين أصبحت مدينة مروي التاريخية العاصمة الجديدة.

فيما اشتهرت تلك الحضارة (حضارة كوش) بتشييد المعابد المقدسة والتماثيل الضخمة وبناء الأهرامات المنتشرة كمدافن ملكية بمناطق نبتة الأثرية في الكرو، نوري، البركل.

وأهرامات البجراوية، أهم معالم مملكة مروي التاريخية، التي تحوّلت إلى المقر الدائم للملوك الكوشيين بعد زيادة ضغوط المصريين والفرس والروم على مملكة نبتة. وتقع مدينة مروي التاريخية، التي تختلف كثيرا عن مدينة مروي الحالية، قرب الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد 210 كلم تقريبًا، شمالي العاصمة الخرطوم. وتمتد مملكة مروي القديمة في مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة شمالا، وأعلنتها اليونسكو موقعا للتراث الإنساني عام 2011.

إلى جانب أهرامات البجراوية والبركل ونوري الأثرية، شيدت أهرامات أخرى بمنطقة صادنقا في أقصى شمال السودان، ومنطقة الكوة الأثرية قرب مدينة دنقلا (530) شمالي العاصمة الخرطوم.

الحجر النوبي الرملي

لكن الفرق بينها أن أهرامات صادنقا والكوة مبنية بالطين، بينما بنيت الأهرامات في المناطق المتبقية بمملكتي مروي ونبتة بالحجر النوبي الرملي nubian sandstone.

وكشفت الدراسات والبحوث الأثرية، أن تلك الأحجار كانت تُستجلب من محاجر قريبة للمنطقة، حيث تم الكشف على تلك المحاجر بواسطة البعثات الأثرية بمناطق الأهرامات، وعلى رأسها الأهرامات في منطقة البجراوية.

ويتراوح ارتفاع الأهرامات السودانية من 6 إلى 30 متراً، وتتميّز بقواعد صغيرة نسبياً، يعطيها شكلاً شديد الانحدار، ويجعلها وعرة المرتقى.

فرادة مروي

وفي السياق، أوضحت د. حباب إدريس، كبير مفتشي الآثار بالهيئة القومية للآثار والمتاحف بالسودان لـ”العربية.نت”، أن حضارة كوش تميزت بخصائص محلية ظهرت خلال آثار مملكة مروي ونبتة التي عثر عليها أثناء عمليات التنقيب عن الآثار.

كما أضافت أن من أبرز تلك الخصائص والسمات المحلية، تمثال الإله ابادماك، إله الحرب عند المرويين القدامى، وعثر على تماثيله مجسماً بهيئة أسد في معبد ابادماك بمنطقة النقعة الأثرية.

إلى ذلك، لفتت إلى أن مملكة مروي اشتهرت بصهر الحديد، حيث عثر في أطراف المدينة التاريخية على أكوام حديد وأفران ضخمة، أعطت مؤشرات قوية على فرادة مروي بحضارات العالم القديم، بتلك الصناعة التحويلية، حتى إنها لُقِّبت فيما بعد بـ(برمنغهام إفريقيا).

جريمة الصائد الإيطالي

لكن منذ 200 عام تقريباً، قدم صائد الكنوز الإيطالي جوسيبي فرليني للسودان مع طلائع الغزو التركي المصري في العام 1821، بصفته طبيباً عسكرياً ومستكشف آثار، وارتكب جريمة مُروِّعة.

فأثناء بحثه المحموم عن الذهب، حطم عشرات الأهرامات بمنطقة البجراوية الأثرية الشهيرة، لجهله بمداخلهم.

وأوضحت حباب أن ” فرليني حط رحاله بمنطقة البجراوية الصحراوية القاحلة العام 1834، بحثاً عن الذهب، ولبلوغ أهدافه، لم يتورّع الرجل عن تدمير أي شيء يقف في طريقه حتى لو كان أثراً تاريخياً.

فبعد عمليات بحث مضنية وهدم العديد من الأهرامات الأثرية، عثر أخيراً على مبتغاه بأحد الأهرامات الشمالية بالمدينة الملكية في البجراوية بالتحديد الهرم رقم (6)، الذي يضم مدفن الملكة السودانية أماني شخيتي.

تناثرت الكنوز

وعندما أزيحت الكتل الحجرية، كشفت عن حجرة مستطيلة الشكل، سجي داخلها نعش الملكة المغطاة بثوب من القطن أو الحرير، فوق منصة خشيبة، وعلى أرضية الحجرة تناثرت القطع الأثرية والكنوز والنفائس والزجاج الصقيل، والأحجار الكريمة التي نظمت على شكل سلاسل وتعاويذ وتمايم وحلى ذهبية، عليها نقوش وزخارف مُبهرة، وقف فرليني مندهشاً غير مصدق نفسه أمام المشهد الأسطوري، غير أن ما عثر عليه بمقبرة الملكة أماني شخيتي، جر الخراب على الآثار هناك، إذ اعتقد الرجل أن بقية المدافن ستضم أيضاً كنوزاً ونفائس وأحجاراً كريمة، فقام بتدمير عدد كبير من قمم الأهرامات التي تمثل مدافن الملوك وأقاربهم والأمراء، مُستخدماً أصابع الديناميت.

أهرامات بلا رؤوس

لتصبح الغالبية العظمى من الأهرامات هناك بلا رؤوس، في جريمة مُروِّعة لا تزال شاخصة إلى يومنا هذا، حيث امتدت عملياته التخريبية لأكثر من 40 هرماً.

وقد فر بعدها بالكنوز الأسطورية التي بلغت 57 قطعة أثرية إلى أوروبا لتسويقها هناك، وأفلح في بيعها إلى ملك بروسي في ألمانيا.

ولأكثر من 150 عاماً عرضت كنوز الملكة أماني شخيتي متفرقة، بعد أن جابت معظم الأقطار الأوروبية، لتستقر أخيراً بمتحف ميونيخ في ألمانيا، حيث تعرض هناك تحت اسم كنوز الملكة أماني شخيتي، التي يُنظر لها كرمز للسلطة والثروة والجمال في الثقافة الكوشية.

كما فضل كتاب للمؤرخ وعالم الآثار الألماني كارل هاينز بريشه، الذي عمل لسنوات طويلة بالتنقيب عن الآثار بشمال السودان، وترجمه عالم الآثار السوداني الراحل الدكتور صلاح عمر الصادق، تحت عنوان “ذهب مروي”، تفاصيل القصة المثيرة لسرقة الكنز الذي يُصنّف أكبر سرقة للآثار السودانية في العصر الحديث!

العربية

‫16 تعليقات

  1. هذا هو عالم الاثار اللى بتستشهدوا به لم يقل ان الحضارة المصرية سودانية بل على العكس قال ان بعض السودانيين طالبوه باخفاء الاثار المصرية وتدميرها.
    https://youtu.be/UYWLFBEyYwQ

    1. Mohamed Ahmed اسمك بي النجليز بس من طريقةتعليقك مصري ???

    2. الدليقابي ابو علي شوف الاهطل السوداني الي لسة بيشخ مكانة بيتكلم عن سيدة المصري ازاي ???

    3. Mohamed Ahmed بس اقدم من الكبيرة لذلك الفكرة تبدا صغيرة ثم تنفذ. اكبر ثم اكبر ومعروف من حكم مصر ومن حكم كميت ومن حكم
      كوش ومن حكم النوبة
      ومن حرر مصر من بدو ليبيًا ومن حرر اورشليم. من الاشوريون وقال انا تهرقا الملك الصالح
      ارجع للانجيل والتوراة
      وذاكر. ممتاز
      النيل ياتي اربعة الاف وخمسمائة كيلو داخل السودان وسبعة انهار بالسودان
      وذكر من فروعون اليست لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي. اين هي النهار في مصر

    4. الشايقية اولاد شايق بن حميدان يعني فرعون ساب السودان وجة مصر بني الاهرامات وأبو الهول وكل المعابد والآثار الي في الاقصر وأسوان والصعيد كلو والجيزة والقاهرة دا غير المقابر الي لسة تحت الارض ومقبرة توت عنخ امون الي لقيوها في مصر مش في السودان وجاي تقولي الحضارة كانت في السودان يا اخي احمس يا زول يا مهيطل

    5. عندما نقول أن حضارة وأدي النيل هى حضارة سودانية وتمت سرقتها، نحنُ لا نعني كما يفهم بعض السذج منهم أننا نتهمهم بأنهم سرقوا المقابر والرسومات والمسلات والأهرامات مثلاً من السودان و وضعوها فى مصر !!

      بل نعني أننا نحن السودانيون، لا يوجد أصلاً غيرنا فى شمال وأدي النيل الى الألفية الثالثة قبل الميلاد كما تشير الى ذلك نتائج الفحص الجيني والهياكل العظمية (*). الى أن دخلها أول أحتلال الذى كان من الهكسوس عام 1648 قبل الميلاد. ليقوم النوبيين بطرده، ليعود من بعدها الآشوريين ثم لم تتوقف الاحتلالات من كل الدنيا بعدها، حيث جاء الحوثيون والفرس واليونانيون والبطلميون ثم الرومان والبيزنطيون والفرنسيون الخ الخ. مما أدى الى زحف الشعوب الأصلية الى الجنوب حتى انحصرت مع مرور الزمن/ والاحتلالات فى المسافة من شمال أسوان وانت متجه جنوبا ومنهم من أتجه شرقًا وأخرين الى غرب البلاد.

      وبعدها؛ تلك الشعوب المتداخلة والدخيلة على مدى عشرات المئات من السنوات ( أكثر من 30 قرناً) أنتجت هذا الشعب الموجود حاليا فيما يسمى بجغرافيا (دولة مصر) فى شمال الوادي من شمال أسوان وحتى الدلتا شمالاً. وإدعت بأنها صاحبة كل تلك الإنجازات الحضارية على الوادي/ النيل/ الطمي/ الأصالة/ السمار؛ يفرضون ويصدرون هذه الأسطورة للعالم ويعلمونها لأبنائهم حتى صدقوها. وهم فى حقيقة الأمر، لا يعدوا سوى أن يكونوا بقايا تلك الشعوب الغازية من جغرافيات كل الدنيا لا نعلم أن كان جد أحدهم الرابع او الخامس ( هيكسوسياً، أو يونانياً؛ او تركياً أو انجليزيا، او ما شابة ( ولاحظ لأسماء المصريين الأخيرة لجدهم الثالث او الرابع او الخامس او السادس إن وُجد، وستجد أن كلها تقريبًا تنتهى بأسماء تنتهى لأسماء معروفة عند تلك الدول المحتلة وأشكالهم كذلك ولون العيون الخ الخ)!

      وبالتالي؛ نحنُ السودانيون سكان النيل الأصليون. ونحنُ كما تخبرنا بذلك الاركيولوجيا والعلوم الحديثة وتراثنا المتصل الصلة، وملامحنا اللون وسلوكنا القِدم/ الحاضر. ونحنُ أول من وضعوا أساسيات الإنسان كله، وأقاموا عليه أولى مداميك المدن والمعمار والأديان والأساطير والطقوس والعلوم والأدب والفلسفة وحروف الكتابة التى كان أول ظهور لها فى مدينة (قسطل) عاصمة مملكة (تاسيتي) أول مملكة فى التاريخ فى شمال حلفا قبل ما يقارب من 6 الف سنة من الأن.

      وكل هذه (الورجقة) والتباكي والعنصرية المتأخرة والمضحكة، والهجوم الشرس من المصريين على السودانيين بعد أن أخبارناهم الحقيقة التى بدأ الجميع يرى ضوءها الآن كفلج الصبح. كل هذا منهم، لا يعدو أن يكون فرفرة مذبوح، ومحاولة يائسة لإلتقاط أخر صفقات شجرة التوت لستر عورتهم أمام التاريخ والمعرفة.

      #Mohamed Ahmed

  2. ليه دايما المقارنة .؟؟ .التاريخ يسع الجميع ولكل تاريخه وحضارته بلاش فتن ما نجني من وراها شي نحترم جدا مصر وطريقة تقديم حضارتها للعالم ونتمنى من السودان المحافظه على ارثه وتقديمه للعالم بصورة اجمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.