بعد حظر سفره مع المنتخب: أزمة تيري.. القصة الكاملة

شهد سفر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إلى الجابون فجر أمس الاثنين، أحداثاً مثيرة، على إثر إدراج اسم مهاجم المنتخب ولاعب نادي فاركو المصري “سيف تيري” ضمن قوائم الحظر، على خلفية بلاغ مقدم ضد اللاعب من المكتب القانوني للرئيس الشرفي للمريخ الشيخ “أحمد التازي”، ليتخلف اللاعب عن مرافقة البعثة بعد أن باءت كل محاولات سفره بالفشل.

بيانٌ

لجنة المنتخبات الوطنية أصدرت ظهر أمس، بياناً رصدته (الصيحة) وجاء فيه:

استنكرت لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد السوداني لكرة القدم منع سيف تيري من السفر مع المنتخب الوطني الأول إلى الجابون برغم أن اللاعب كان في مهمة وطنية تم استدعاؤه لها من قِبل الاتحاد ولجنة المنتخبات الوطنية والجهاز الفني لصقور الجديان، ونوّهت لجنة المنتخبات إلى أن حظر اللاعب من السفر بسبب أمر القبض ضد مهاجم صقور الجديان سيف تيري كان كيدياً من الدرجة الأولى، بدليل أن تيري وصل الخرطوم قبل أيام ولم يتم أي تحرك قانوني ضده لحظة وصوله أو حتى في الأيام التي أمضاها في معسكر المنتخب حتى يتم تدارك الأمر ورفع حظر السفر والسماح للاعب بأداء مهمته الوطنية، واعتبرت لجنة المنتخبات الوطنية ما حدث لسيف تيري الذي وصل الخرطوم لتلبية نداء الوطن بأنه تحرك كيدي، المستهدف به المنتخب الوطني الذي كان في أمسّ الحاجة لخدمات تيري في ظل المعاناة الهجومية الواضحة لصقور الجديان وحاجة المنتخب الماسة للعودة بنتيجة إيجابية من الجابون من أجل مواصلة المشوار في تصفيات الأمم الأفريقية، وكشفت لجنة المنتخبات عن تحركات قامت بها خلال الساعات الماضية لمعرفة تفاصيل البلاغ والذي تم فتحه بواسطة شخص ما في مبلغ مالي أوفى به اللاعب والذي سلم نادي المريخ كل المبالغ التي استلمها متضمنة المبلغ مثار البلاغ.

وأبدى سيف الكاملين نائب رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، أسفه للخطوة التي تمت بحق سيف تيري واعتبرها بمثابة الاستهداف الصريح لمنتخب الوطن، ونوه إلى أن تيري وعندما طلبه الجهاز الفني للمنتخب الوطني كان في مقدمة اللاعبين الذين لبُّوا نداء الوطن دون تأخير وكان يمكن أن يتم حل المشكلة واحتواء الأزمة لولا التوقيت المُحرج الذي تم فيه قرار منع تيري من السفر مع المنتخب الوطني، وتعهّد سيف الكاملين بوقوف الاتحاد ولجنة المنتخبات مع تيري من أجل حل المشكلة حتى يتمكن اللاعب من تقديم خدماته للمنتخب الوطني الأول، مشيداً بالموقف الوطني المُخلص لتيري الذي حرص على الحضور دون تردد ودون خوف من مثل هذه المؤامرات.

وأكد سيف الكاملين أن من لم يقدر المهمة الوطنية التي جاء تيري من أجلها لا يهمه منتخب الوطن في شيء، مؤكداً أن تيري سيشارك مع المنتخب في جولة الإياب وسيقف معه الاتحاد حتى طي ملف الأزمة بصورة نهائية حتى لا تؤثر على مشواره مع المنتخب الوطني الأول والذي يحتاج بشدة لخدمات اللاعب بعد أن كان كلمة السر في تأهُّله لنهائيات الأمم الأفريقية الأخيرة.

تحرُّكات

لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد السوداني لكرة القدم بدأت عقب حظر سفر اللاعب، تحرُّكات جادة لحل أزمة سيف تيري مع محاميه، وفوضت المهندس محمد فاروق مقرر لجنة أوضاع اللاعبين الذي ذهب بدوره للنيابة، وأوضح بأن البلاغ ضد اللاعب قام بفتحه مجاهد ناصر محجوب، مدعياً أن اللاعب تسلم مبلغ 350 ألف دولار نظير التوقيع للمريخ تسلمها من وكيل الرئيس الفخري للنادي هشام تاج السر.

ووضح من خلال التحريات أن النزاع موضوع البلاغ هو تسلم اللاعب للمبلغ كان بغرض التوقيع لنادي المريخ، وأن إيصال الإقرار الذي وقعه اللاعب لم يتضمن ذلك، فادعي الشاكي أن اللاعب احتال على موكله وتسلم المبلغ ولم يعده.

وأثبت سيف تيري خلال التحريات أن المبلغ موضوع البلاغ كان بغرض التوقيع للمريخ ووقع بالفعل على عقد خارجي لم يودع في السيستم وبعدها وقع لنادي فاركو ولم يتسلم المبلغ المذكور من التازي لأي سبب غير ذلك، وبعد انتقاله لناديه الجديد فاركو ولجوء نادي المريخ لمحكمة كاس، أصدرت حكمها وتم إلزام اللاعب ونادي فاركو بدفع قيمة الصفقة وقام اللاعب بدفع ما عليه من أموال لمجلس المريخ إبان دورة حازم مصطفى وتمت التسوية التي قدمها اللاعب كمستند دفاع، وطالب تيري النيابة بشطب البلاغ وإلغاء الحظر بعد أن أثبت لها استرجاعه للمبلغ الذي حكمت به كاس.

شطب البلاغ

شطبت النيابة الأعلى لقطاع الخرطوم، البلاغ بالرقم (14179) لسنة 2021م تحت المادة (179) لدى نيابة الخرطوم شمال قسم شرطة الخرطوم شمال في الدعوى المقدمة من مجاهد ناصر محجوب ضد اللاعب سيف تيري بعد أن ثبت للنيابة أن موضوع المبلغ المذكور في حيثيات البلاغ متعلق بتسجيل اللاعب للمريخ والذي وقع بالفعل للمريخ ومن ثم انتقل لنادي فاركو وقام بالتسوية اللازمة، الأمر الذي ينتفي معه الاحتيال المذكور في البلاغ.

وكان وكيل النيابة الأعلى قطاع الخرطوم مولانا عثمان أحمد إدريس قد أصدر قرار النيابة بشطب البلاغ في مواجهة اللاعب سيف تيري ورفع اسمه من قوائم الحظر.

تبرئة المريخ

أدلى “د. أبو بكر أحمد علي” عضو مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم، والمشرف العام على المنتخب الوطني الأول بتصريحات خاصة ومقتضبة لــ(الصيحة) بشأن قضية حظر سفر اللاعب “سيف تيري” وتداعياتها.

حيث أكد المشرف العام على المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، أن المريخ لا علاقة له بقضية حظر اللاعب من السفر، مبيناً أن النادي لم يفتح بلاغاً ضد اللاعب أو يستصدر أمر حظر سفر تجاهه.

وقال “د. أبو بكر أحمد” في حديثه لــ(الصيحة): البلاغ الذي كان مقيداً ضد “سيف تيري” بلاغ “حق خاص” مفتوح بواسطة أحد الأشخاص متهماً فيه اللاعب باستلام أموال وعدم الإيفاء بمقابلها، والمريخ لا علاقة له بالقضية سواء حظر السفر أو البلاغ.

وأضاف المشرف العام على صقور الجديان: اللاعب قابل وكيل النيابة وشرح موقفه وتم شطب البلاغ، ونحن حالياً نبذل مجهوداً كبيراً لإيجاد حجز للاعب للحاق ببعثة المنتخب في الجابون بعد تجاوز ما حدث، ونأمل أن نوفق حتى يكون تيري ضمن خيارات لقاء الجولة الثالثة من تصفيات أمم أفريقيا، وحال لم تكتمل الترتيبات، فإن اللاعب سيخضع إلى برنامج تدريبي خاص بالتنسيق مع الطاقم الفني للمنتخب ليكون جاهزاً للمشاركة في لقاء الجابون في الجولة الرابعة.

وتمنى عضو مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم في ختام حديثه لــ(الصيحة)، التوفيق والنصر لصقور الجديان، متمنياً من الجميع تجاوز ما حدث باعتباره أزمة عابرة وشأناً خاصاً، مؤكداَ من جديد عدم علاقة المريخ بالأمر وأن النادي ليس طرفاَ فيما حدث، مناشداً بالتكاتف والالتفاف خلف المنتخب الوطني.

بيانٌ من مجلس إدارة نادي المريخ

طالعنا، بياناً غريباً من الاتحاد السوداني لكرة القدم بواسطة لجنة المنتخبات الوطنية، تستنكر فيه منع اللاعب سيف الدين مالك (تيري) من السفر مع منتخبنا الوطني إلى الجابون بسبب بلاغ مفتوح ضده، ونوهت لجنة المنتخبات في بيانها إلى أن حظر اللاعب من السفر كان كيدياً من الدرجة الأولى، وكشفت لجنة المنتخبات عن تحرُّكات قامت بها خلال الساعات الماضية لمعرفة تفاصيل البلاغ والذي تم فتحه بواسطة شخص ما في مبلغ مالي أوفى به اللاعب والذي سلم نادي المريخ كل المبالغ التي استلمها متضمنة المبلغ مثار البلاغ.

إنّنا في مجلس المريخ نتأسّف غاية الأسف لما تضمنه البيان الغريب للاتحاد بالزج باسم المريخ دون منطق والتلميح إلى أن المريخ يقف خلف حظر اللاعب من السفر، ويبدو أن الإخوة في الاتحاد غير ملمين بتفاصيل القضية ولا يدرون ما هو مطلوب منهم في طريقة إدارة شؤون كرة القدم في السودان، الكل يعلم أن المريخ لا علاقة له بحظر اللاعب من السفر من قريب أو من بعيد وهو (حق خاص) إلا أهل الاتحاد والدليل إصدارهم لبيان زجوا فيه باسم المريخ المؤسسة العريقة والمحترمة والكل يعلم تاريخ المريخ وحرصه على دعم كل القضايا الوطنية على مستوى الرياضة وغيرها، ويكفي القول إنّ المريح وحرصاً منه على ضمان سير نشاط الدوري الممتاز بكل هدوءٍ، حرص على أداء مبارياته رغم اختيار تسعة من عناصره الأساسية لمرافقة المنتخب الوطني لأداء مباراة السودان والجابون مع أنّ اللائحة تمنحه حق عدم أداء مبارياته حال تم اختيار خمسة من لاعبيه للمنتخب الوطني، ولكنه آثر غير ذلك.

من الواضح أن الاتحاد السوداني غير حريص على تهيئة بيئة صالحة لممارسة العمل الرياضي بقدر ما هو حريص على إشعال الفتنة وخسارة جماهير نادٍ كبير بقيمة المريخ وتباعد المسافة بينه وبينها ودون تقدير للاعبي المريخ رفقة المنتخب الوطني وهم يحرصون على تلبية نداء الوطن رغم الإرهاق والغياب لشهرين متتاليين عن ذويهم، ورغم عدم وفاء الاتحاد السوداني بتسليمهم حوافزهم المتراكمة، إلا أنهم انضموا للاتحاد غداة يوم وصولهم مُباشرةً.

إننا في مجلس المريخ، نتأسّف أن تتعامل المؤسسة الرياضية المسؤولة عن إدارة نشاط رياضة كرة القدم في السودان بهذه الطريقة الغريبة وهم يعلمون جيداً أن المريخ مؤسسة مُحترمة، ويدرك القائمون على أمرها ما هو مطلوبٌ منهم، ويرفضون رفضاً مطلقاً التعرُّض له والنيل منه بواسطة الاتحاد السوداني وَتصويره للمجتمع الرياضي وغيره بتعطيل مشاركة لاعب في مهمة وطنية قومية، فالمريخ أحرص من غيره على مصلحة كرة القدم في السودان، ويكفي حرص رئيس مجلس إدارته على إكمال تشييد الملعب الأولمبي الذي يعتبر ملعباً قومياً للسودان، وحتى القلعة الحمراء ظلت قبلةً لكل مناسبات الاتحاد ومباريات المنتخب، ولكن يبدو أن الإخوة في الاتحاد يجهلون هذا الدور الكبير للمريخ بدليل إصدارهم لبيان غريب يفتقد للكياسة الإدارية المطلوبة، ويكشف حجم المأساة الإدارية التي يعيشها السودان على مستوى كرة القدم بواسطة مجموعة لا تفقه ما هو مطلوبٌ منها، وهي لا تدري كيفية التأسيس لأرضية قوية وعلاقة متينة مع أعضائها تُسهم في تطور كرة القدم في السودان.

يعلن مجلس المريخ، رفضه القاطع لما تضمنه بيان الاتحاد بالزج باسمه في قضية لا تخصه وتخص جهة أخرى، ويأمل من الاتحاد التعامل بوعي ويقظة في نهجه الإداري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.