ذو خلفية أكاديمية وعسكرية.. إليك ما تود معرفته عن كبير مفاوضي الجيش السوداني في مفاوضات جدة

بعد نحو 4 أسابيع من الاشتباكات العنيفة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن عديدة بدارفور وشمال البلاد وتحت ضغوط إقليمية ودولية مكثفة، قبِل الطرفان الجلوس إلى مائدة تفاوض تناقش القضايا الإنسانية ووقف إطلاق النار تحت رقابة محلية ودولية في أعقاب فشل الالتزام بنحو 6 تعهدات قطعها الطرفان لإقرار هدن تسمح بفتح ممرات آمنة وتقديم مساعدات للمتضررين.

ووافق قادة الجيش والدعم السريع على وساطة أميركية سعودية ببدء مفاوضات غير مباشرة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وجرى فعليا إرسال ممثلين للطرفين لبدء هذه المشاورات خلال ساعات.

واختار الجيش 3 قيادات لوفده التفاوضي إلى جدة، على رأسهم قائد الفريق اللواء أبو بكر فقيري.

من الفقيري؟
لا يبدو اللواء أبو بكر فقيري من الشخصيات المعروفة إعلاميا، لكنه من الوجوه التي لها خبرتها في مجال المفاوضات، ويمتاز بتأهيل أكاديمي وصاحب خبرة في التعامل مع ملف الحركات المسلحة في دارفور، ومن هذا الباب أُوكلت إليه رئاسة اللجنة العليا للترتيبات الأمنية لمسار دارفور، أحد المسارات المتفق عليها في سياق اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركات المسلحة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان أكتوبر/تشرين الأول 2020.

وفتحت رئاسته للجنة الترتيبات الأمنية الباب أمامه لتكوين علاقات واسعة مع قادة الحركات المسلحة، وكذلك المجتمع الدولي والإقليمي الذي يراقب هذا الاتفاق.

اللواء فقيري من خريجي الدفعة 39 بالدفاع الجوي للقوات المسلحة، وعمل مستشارا للمجلس العسكري الانتقالي الذي تولى سدة الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير أبريل/نيسان 2019، كما كان مديرا لمكتب عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي خلال الأشهر الأولى للمرحلة الانتقالية.

وتنقل قبلها في قيادات المناطق العسكرية والقوات الجوية بالشمالية ودارفور، ولم يغب عن مسارح العمليات في جنوب السودان قبل الانفصال.

وشارك اللواء فقيري ضمن طاقم القوات المسلحة في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، وهي جزء من 5 ورش تم التوافق عليها في سياق الاتفاق الإطاري الممهد لتسليم السلطة لحكومة مدنية، إذ مثلت هذه الورشة بداية خلافات كبيرة بين الجيش والدعم السريع إثر الخلاف بشأن المدى الزمني لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، ومن له السلطة في قياداتها خلال الفترة الانتقالية.

وقدم اللواء فقيري وقتها ورقة عن عمليات الدمج والترتيبات الخاصة باستيعاب الجنود، مقترحا أن تتم عملية الدمج خلال عامين، في حين رأت قوات الدعم السريع أن يستغرق الدمج 10 سنوات، كما أعد خطة نشر قوات حفظ الأمن في إقليم دارفور.

علاوة على خبرات اللواء فقيري في التفاوض، فهو أيضا من الخبراء العسكريين في تدريبات دمج القوات وتسريحها، إذ عمل في أكاديمية نميري العسكرية محاضرا ثم رئيسا لها.

مفاوضات نيامي
وسط تكتم إعلامي ومن دون إعلان حكومي، رأس اللواء فقيري مارس/آذار الماضي الوفد العسكري الذي مثّل الحكومة السودانية في مفاوضات غير رسمية بدولة النيجر مع 8 فصائل مسلحة في دارفور تقاتل في ليبيا، وتوجت بالاتفاق على تخصيص منبر تفاوضي جديد.

وكانت مشاورات “نيامي” امتدادا للقاءات سابقة عقدت خلال أغسطس/آب 2022 بحثت خروج المقاتلين السودانيين من ليبيا.

وفبراير/شباط الماضي، تحدث مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي عن أن لجنة (5+5) العسكرية الليبية اعتمدت آلية تنسيق لانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا بالتعاون مع السودان والنيجر.

ويقول أحد المشاركين في هذه المفاوضات من الحركات المسلحة للجزيرة نت إن اللواء فقيري الذي رأس وفد الخرطوم في جولة مارس/آذار الماضي أظهر صرامة شديدة خلال المداولات وبدا عليه التأهيل الأكاديمي والخبرة في ما يخص شؤون دارفور.

وجرى خلال هذه المفاوضات -التي لم تعلن الحكومة السودانية تفاصيلها حتى اللحظة- نقاشا لنحو 4 أيام حول إحياء العملية السلمية وإمكانية وجود منبر جديد للتفاوض تزامنا مع خطة انسحاب المقاتلين من ليبيا للحركات الدارفورية، كما بحثت إيجاد إستراتيجية شاملة لمعالجة ترحيل المقاتلين السودانيين من ليبيا، إلى جانب تناولها خطط بناء السلام والترتيبات الأمنية.

وإلى جانب اللواء فقيري، يضم وفد الجيش السوداني الدبلوماسي عمر صديق، وهو سفير سابق للخرطوم في الصين، وكان من المفاوضين المهمين خلال جولات الحكومة السودانية التفاوضية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ببلدة نيفاشا في كينيا.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.