“بيوتنا صارت مقابر”.. استياء في السودان لدفن طبيبة وشقيقتها في حديقة منزلهما

سادت حالة من الاستياء في السودان بعد أن انتشرت على مواقع التواصل مقاطع تظهر دفن الطبيبة المصرية مجدولين يوسف غالي، مساء الخميس الماضي، في حديقة منزلها بالخرطوم، لتعذر دفنها في المقبرة بسبب خطورة الوضع الأمني جراء القتال المتواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وكانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قد نعت مجدولين، وهي استشارية تخدير وإنعاش، وذكرت أنها وجدت متوفاة هي وشقيقتها تحت أنقاض منزلهما بمنطقة العمارات، بعد استهدافه بصاروخ في 6 مايو/أيار الجاري.

وذكر عضو مجلس التخصصات الطبية ضياء الدين ماليك أن الدفن أشرف عليه فريق طبي، وتم بموافقة الكنيسة القبطية التي تنتمي لها الطبيبتان.

وتفاعل عدد كبير من المدونين مع هذه الواقعة، حيث أصدرت “لجنة مقاومة العمارات” بيانا تنعى فيه وفاة الطبيبتين المصريتين، ودانت استخدام المدنيين العزل والمنازل السكنية دروعا بشرية، مطالبة بوقف الاقتتال وإنهاء تحويل الأحياء السكنية لثكنات عسكرية.

كما عبّر العديد من المدونين السودانيين عن أسفهم لبلوغ هذا الوضع، وكتبت الشيماء عثمان “حزنت حقيقي، لا أصدق أن الدفن أصبح في البيوت، لكن هذا المشهد ذكرني بالموتى المترامين في الشوارع لأيام دون التعرف عليهم أو نقلهم، فكان سعيد الحظ من يُعثر عليه ويدفن بشكل آدمي”.

وتحدثت أبرار العليم عن المأساة، قائلة “بيوتنا صارت مقابر”.

يشار إلى أنه لم يصدر أي بيان من السلطات المصرية، سواء سفارة مصر في السودان أو نقابة الأطباء ووزارة الصحة، بشأن مقتل الطبيبتين.

ولا تعد حالة مجدولين الأولى التي جرى دفنها داخل منزل أو مؤسسة بدلا من المقابر، ففي بداية الصراع دُفن طالب جامعة الخرطوم خالد الطقيع الذي توفي خلال الاشتباكات في محيط الجامعة وحصارها من قبل قوات الدعم السريع لأربعة أيام، بالجزء الشرقي للجامعة بعد أخذ الأذن من أسرته وموافقة مدير المؤسسة.

كما دفن أشخاص آخرون في بيوتهم بسبب صعوبة نقلهم أثناء احتدام المواجهات، ومن بينهم الممثلة السودانية الشهيرة آسيا عبد الماجد التي أعلنت أسرتها دفنها في مقر مؤسستها التي ماتت داخلها.

المصدر : الجزيرة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.