مكدس في المستودعات وأماكن الإنتاج.. توقف صادرات الصمغ العربي من السودان بسبب القتال

توقفت صادرات السودان من الصمغ العربي الذي يستخدم في مجموعة واسعة من الصناعات بدءا من الفطائر حتى الدواء، بسبب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الشهر الماضي.

وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن الأسواق العالمية تخشى من أزمة في إمدادات الصمغ العربي، إذ يمثل إنتاج السودان نحو ثلثي إجمالي هذه الإمدادات.

ونقلت الوكالة عن إبراهيم أبو بكر رئيس مجلس إدارة شركة (كواليتي هاوس) التي تصدر الصمغ العربي إلى ألمانيا قوله إن مخزونات الصمغ في السودان، إما مكدسة في مستودعات الجملة أو في أماكن الإنتاج بسبب صعوبة النقل نتيجة الصراع المسلح.

عامل يقف بجانب أكياس للصمغ معدة للتصدير في إحدى الشركات بمدينة الأبيض
وكشف رئيس مجلس إدارة الشركة، أن أكثر من 50 ألف طن صمغ عربي، تمثل نحو نصف إجمالي الإنتاج السنوي للسودان موجودة بالفعل، لكن لا يمكن تصديرها حاليا بسبب الحرب.

وتوجد أغلب مستودعات الصمغ العربي في السودان بالعاصمة الخرطوم أو العاصمة الاقتصادية أم درمان وهما ساحتان رئيسيتان للمواجهة المسلحة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.

ويتركّز الإنتاج، في الخرطوم حيث المعارك ضارية، ومنها يُصدّر إلى الخارج، لا سيما الولايات المتحدة ويُنتج جزء آخر منه في إقليم دارفور حيث تدور معارك أيضا.

ولم تصل المعارك إلى القضارف، لكن الأسعار تدهورت بشكل سريع. يقول أحد التجار “إن هناك كميات كبيرة معروضة، ولا أحد يريد أن يشتري، لأن أصحاب الشاحنات يخشون المرور، في طريقهم إلى الميناء الواقع في منطقة الحرب في الخرطوم”.

الصمغ العربي يدخل في العديد من الصناعات الحيوية حول العالم(الفرنسية)
مادة أساسية للعديد من المنتجات
وقبل القتال الذي اندلع في منتصف أبريل/نيسان في السودان، كان 5 ملايين شخص يعتاشون من الصمغ العربي، المادة الأساسية التي تدخل في تركيبة المشروبات الغازية والعلكة.

واليوم- انخفضت أسعار الصمغ في السودان إلى النصف- وغادر الأجانب الذين كانوا يشترونه البلاد، بينما تقع مخازنه في وسط المعارك الطاحنة بين الجيش وقات الدعم السريع.

وفي مدينة الأبيض-أحد أبرز أسواق الصمغ العربي على بعد 350 كيلومترا جنوب الخرطوم- يقول التاجر آدم محمد عيسى إنها “كارثة حقيقية للمنتجين”.

آلاف الأشخاص يعملون في مجال زراعة الصمغ العربي (AFP)
ويُستخلص الصمغ من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، وهو مستحلب ذو أهمية كبيرة يُستخدم في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة مروراً بالمستحضرات الصيدلانية.

ويمتد حزام الصمغ العربي في السودان على مساحة تبلغ نحو 500 ألف كيلومتر مربع من إقليم دارفور في غرب البلاد على الحدود مع تشاد، إلى ولاية القضارف في شرقها قرب الحدود مع إثيوبيا.

الولايات المتحدة استثنت الصمغ العربي من العقوبات التي كانت تفرضها على السودان (رويترز)
الحظر الدولي استثنى الصمغ
وقاوم “حزام الصمغ” كل التحدّيات في السابق، من الحظر الدولي الذي فرض على السودان في تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين، وصولا إلى الأزمات وأعمال العنف المتكرّرة التي هزّت السودان منذ سقوط عمر البشير، وحتى التغيّر المناخي.

وكانت الولايات المتحدة قد استثنت الصمغ العربي من العقوبات التي كانت تفرضها على السودان خلال عهد البشير، لأهميته، إذ إن السودان في صدارة البلدان المنتجة للصمغ، ويستحوذ على نحو 70% من تجارته العالمية.

ويشهد السودان فوضى عارمة منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.