البرهان: نطالب الأمم المتحدة باستبدال مبعوثها للسودان “فولكر بيرتس”

دعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأمم المتحدة إلى تغيير مبعوثها للسودان “فولكر بيرتس”، معتبرا أن الأخير شجع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” على “التمرد”.

جاء ذلك في رسالة بعث بها البرهان، مساء اليوم الجمعة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وفي رسالته قال البرهان: “وجود فولكر بيرتس على رأس البعثة الأممية لا يساعد بتنفيذ تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)”.
وأضاف: “نطلب اختيار بديل لبيرتس حفاظا على العلاقة بين الأمم المتحدة والسودان”، متهما رئيس البعثة بـ “ممارسة التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعا حول الاتفاق الإطاري”.
واعتبر البرهان أنه “ما كان لحميدتي أن يتمرد لو لم يجد إشارات تشجيع من أطراف بينها بيرتس”، وفق قوله.

والسبت الماضي، غادر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، مدينة بورتسودان إلى نيويورك، بعد تلقيه تهديدات بطرد البعثة الأممية.
ووقتها، قال عادل عبد الباقي، رئيس المبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية وممثل منظمات المجتمع المدني، إن ما يجري هي خطط تم إعدادها وفق مصالح خارجية تعمل وبطريقة ممنهجة على تفكيك البلاد ونشر الفوضى.

وأضاف، في حديثه لـ”سبوتنيك”: “إننا في المنظمات والقوى الثورية والشعبية ندين بشدة ما قامت به اللجنة الثلاثية بقيادة المبعوث الأممي فولكر بيرتس، من تصنيف الوضع في السودان بأنه من مناطق النزاعات المسلحة، الأمر الذي ترتب عليه نزوح ولجوء الآلاف من المدنيين السودانيين إلى الداخل والخارج، وانهيار البنى التحتية في البلاد بشكل مرعب”.

وأشار رئيس المبادرة الوطنية إلى أن منظمات المجتمع المدني السوداني تستبعد تماما سيناريو الحرب الأهلية، التي تروج له الثلاثية والمبعوث الأممي، لأن السودان دولة ذات سيادة وقوة مجتمعية متينة قادرة على حلحلة قضاياها وخلافاتها الداخلية.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تعيين الألماني فولكر بيرتيس مثلا خاصا له في السودان ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية (يونيتامس).

وقال وزير الدفاع السوداني المكلف، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين في بيان: “”بما أن قوات التمرد (يقصد الدعم السريع) تمادت في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على معاشيي [المتقاعدين] القوات النظامية، إننا نوجه نداءنا هذا ونهيب بكل معاشيي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.
وتتواصل منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها بالعاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين؛ في حين لا يوجد إحصاء رسمي من ضحايا العسكريين من طرقي النزاع العسكري.

ولم تفلح أكثر من هدنة جرى الاتفاق عليها بين طرفي القتال بوساطات عربية وأمريكية في إنهاء القتال والحد من تبعاته على المدنيين، كان آخرها اتفاق هدنة تسري لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الاثنين 22 أيار/مايو.
وأعلن المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، مقتل 900 شخص بينهم أطفال وإصابة 3500 آخرين في السودان جراء الاشتباكات المسلحة، متهمًا طرفي الصراع بانتهاك القانون الإنساني الدولي.
وقال بيرتس إن كثيرين لا يزالون في عداد المفقودين، بينما نزح أكثر من مليون شخص لجأ أكثر من 840 ألفا منهم إلى مناطق أكثر أمنا من البلاد بينما عبر 250 ألفا الحدود السودانية.
وخرجت الخلافات بين قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إلى العلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية، بين المكون العسكري والمكون المدني، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم حميدتي الجيش السوداني، بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة؛ فيما اعتبر الجيش، تحركات قوات الدعم السريع، تمردا على الدولة.

سبوتنيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.