جوبا.. عاصمة الجنوب تحترق …!! هل يتكرر سيناريو ليبيريا ورواندا بجنوب السودان؟

تجدد الاقتال العنيف في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان أمس الأحد بين طرفي الصراع الموقعين على اتفاقية السلام وبدأ القتال في الثامنة من صباح الأمس عندما شنت قوات الرئيس سلفاكير ميارديت هجوما عنيفا على منطقة الجبيل مقر إقامة النائب الأول للرئيس رياك مشار، وأحد أكبر القواعد العسكرية للحركة المعارضة في جوبا.
وقال شهود عيان لموقع سودان تربيون إن قوات موالية للرئيس سلفاكير ميارديت هاجمت الرئاسة العسكرية العامة والتي يتمركز فيها رئيس هيئة الأركان التابع للحركة الجنرال سايمون جاتكوث.
وقال الناطق الرسمي باسم مشار جيمس غديت للموقع تعرضت قواتنا لهجوم عنيف صباح اليوم، وقامت قوات الرئيس سلفاكير بشن الهجمات، وبحسب الموقع فإن قاعدة الجبيل تبعد خمسة كيلومترات من القصر الرئاسي في جوبا.
وأضاف غديت بأنه تم دحر المهاجمين إلى وسط المدينة، وإنهم تمركزوا بالقرب من مبنى الأمن القومي. مهددا من عودة الاحتراب إلى العاصمة حال لم يتم رد قوات الرئيس سلفاكير. واتهم غديت الرئيس سلفاكير بالعجز عن السيطرة على قواته أو الرغبة في استئناف القتال.
جوبا تحترق
وبحسب المصدر سمع صوت إطلاق نار كثيف بالقرب من ثكنات الجيش الشعبي بالقرب من القصر الرئاسي القريب من جامعة جوبا. وشوهد المواطنون وهم يفرون بحياتهم من المكان، كما شوهد موكب ضخم من الدبابات والمدافع تتحرك من القصر الرئاسي ومن رئاسة الشرطة وحي هاي ثريا، متجهة إلى قاعدة جبيل حيث تبادل إطلاق النار العنيف.
فيما شوهدت المروحيات العسكرية تحلق فوق سماء المدينة وسقطت عدد من القاذفات والقنابل داخل مقر قواعد الأمم المتحدة الأمر الذي ادى إلى سقوط العديد من الضحايا وسط صفوف االنازحين والعاملين في المعسكرات من طاقم الأمم المتحدة هناك.
كم اندلع ضرب نار عنيف بالقرب من المستشفى العسكري وبالقرب من قاعدة جديل العسكرية.
فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، تردي الأوضاع الأمنية في جوبا، وقالت السفارة في بيان لها إن القتال العنيف تجدد بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة الدكتور رياك مشار، وإن الاقتتال الآن يدور حول المطار ومباني اليونميس والجبيل وجميع المناطق داخل جوبا، وبدأ المواطنون في الفرار من مناطق جبيل ومقار اليونميس.
وقالت إحدى المواطنات التي فرت من الاقتتال في سوق جوبيل على الحكومة السماح للأوغنديين بالرحيل إلى بلادهم وقالت لموقع “ابرنايل” أنا هنا بالقرب من محطة التفتيش والتي حرقت تماما، فيما فر مواطنو حي “وليم” إلى حي “ملكايا” فيما قال مواطنو حي نايكرون المجاور لمقر الأمن القومي بأن مسؤولي الأمن طالبوهم بالخروج من الحي عند الساعة التاسعة صباح أمس.
غموض وضبابية
وفي وقت لم يتم فيه تحديد هوية الذين بدأوا بالهجوم أو السبب الذي ادى إلى اندلاع العنف مرة أخرى في وقت أكد فيه الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي عدم وضوح الأوضاع في جوبا قائلا: للموقع لا يمكن أن اقول من هاجم من؟ ومن بدأ بالهجوم؟ وأين؟ إلا أننا نسمع القصف ولا نعرف السبب.
فيما أكد الجنرال موانا بيتر التابع للحركة المعارضة، قصف المروحيات لمقر إقامة الدكتور رياك مشار، الأمر الذي ادى إلى تدمير عدد من المباني هناك، فيما أعلن رمضان حسن باكو -والذي فر إلى نيروبي صباح أمس الأحد- انشقاق الجنرال جارلس لام عن الجيش الشعبي التابع للرئيس سلفاكير وانضمامه للمعارضة.
فيما أنكر لول معرفته بانشقاق جارلس، وأكد رمضان بأن قصف الطيران لمقر مشار يعني أنه لا يوجد سلام وإن الحرب عادت من جديد لدولة الجنوب.
وبحسب المصدر سقط عدد كبير من القتلى والجرحى وسط صفوف الطرفين، إضافة إلى عدد كبير من المدنيين الذين سقطوا أثناء تبادل إطلاق النار، وبالرغم من عدم وضوح أسباب اندلاع الاقتال، إلا أنه جاء بعد بيان إذاعة التلفزيون القومي على لسان رئيس هيئة الأركان بول مالونق أوان قال فيه إن مجموعات مسلحة تخطط لاستهداف المدنيين، مطالبا المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر والبقاء داخل منازلهم، وبحسب راديو اي فان ماونق قال إن قواته ووفقا لمصادر موثوقة عرفت بأن مجموعات مسلحة تخطط لاستهداف المدنيين، وعمم مالونق بيان شديد اللهجة لجميع قيادات الجيش الشعبي طالبهم فيه بالأخذ بالقوة أي من الجنود تسول له نفسه استهداف المدنيين وإن الجيش الشعبي لن يتهاون في سلامة المدنيين وسيبطش بكل من تسول له نفسه التلاعب بأمنه واستهدافهم، ووفقا للبيان فقد قتل عدد كبير من الجنود صبيحة عيد ذكرى الاستقلال في جوبا.
تطورات لاحقة
وكانت أخبار تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين قالت بأن الرئيس سلفاكير ميارديت احتمى بمقر الأمم المتحدة في جوبا، في وقت استهدف فيه القصف منازل من قيادات أبناء النوير في جوبا التابعين لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، وشملت المنازل المستهدفة منزل جويف مونتيل حاكم ولاية الوحدة وتوماس دوث رئيس جهاز الأمن الخارجي وبول كونق حاكم ولاية جونقلي السابق، فيما شوهدت المروحيات العسكرية وهي تقصف مقر الأمم المتحدة، وتواصل قصفها لموقع إقامة مشار في جبل كجور إذ بدأ القصف منذ الساعة الحادية عشرة صباحا.
كينيا تعلق رحلاتها
قالت الخطوط الجوية الكينية أمس الأحد إنها علقت الرحلات إلى عاصمة جنوب السودان جوبا بعد اندلاع القتال بين الفصائل المتنافسة بحكومة الوحدة الوطنية هناك. وقالت شركة الطيران بحسابها على تويتر “نحيط ضيوفنا علما بأننا علقنا الرحلات إلى جوبا بجنوب السودان بسبب عدم وضوح الوضع الأمني.
السلام الشائك
قال أسقف الكاثوليك في جنوب السودان إدواردو هيبورو كوسالا في مقال له نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية إنه بينما تجددت الاشتباكات في عاصمة جنوب السودان “جوبا” ومدينة “واو” بشمال غرب البلاد، مازال الطريق طويلا أمام جنوب السودان كي تتبدد اجواء عدم الثقة الراسخة ووقف الصراع الراهن بين الفصائل المتناحرة للاستيلاء على السلطة، بعد مرور خمسة أعوام على الاستقلال عن السودان.
وذكر كوسالا- حسبما نقلت الصحيفة على موقعها الألكتروني- أن 43 شخصا على الاقل قتلوا جراء أعمال القتال بين المليشيات المتناحرة، فيما تشرد أكثر من 70 ألف مدني أجبروا على طلب مأوى لهم في الكنائس، ومجمع الأمم المتحدة والقرى المجاورة.
وأشار كوسالا إلى أنه عندما اندلع العنف داخل العاصمة جوبا في نهاية عام 2013 تم وصفه للعالم الخارجي على أنه صراع شخصي بين سياسيين اثنين بارزين وهما – الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. فيما شهدت العاصمة الإثيوبية في العام الماضي مفاوضات سلام انتهت قبل شهرين ماضيين بالتوصل إلى تقاسم السلطة داخل حكومة انتقالية.
وقال كوسالا: “إن التاريخ علمنا بأن توقيع اتفاقيات السلام يعقبه مهمة شاقة متمثلة في إعادة بناء الدولة من جديد من خلال تعزيز العلاقات الاجتماعية والسياسية وإعادة إصلاح الاقتصاد الهش والبنية التحتية التي دمرها الصراع، ولكن ما نتعامل معه الآن هو صراع عميق الجذور يمتد ليشمل انقسامات سياسية وعرقية معقدة لم تختف في اللحظة التي شهدت ميلاد دولة جنوب السودان في 9 يوليو من عام 2011.
إصابات وجدانية
وأضاف: “إن العديد من المواطنين في جنوب السودان أصيبوا في أرواحهم؛ حيث لم يتم علاجهم من الألم الذي أصابهم بسبب عقود الحرب التي عاشوها، فيقول معظمهم إن الاستقلال الذي حصلنا عليه بشق الأنفس لم يجلب العدالة لمن عانوا من فقدانها. ولم يتسبب في مثول من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية أمام العدالة بنحو جعل المواطنين يعجزون عن سرد قصصهم الخاصة وروى ما حدث لهم ولعائلاتهم. لذلك أن لم يتم التوصل إلى تسوية حقيقية، فإن جراحنا لن تندمل”.
وأوضح كوسالا أن مجلس الكنائس في جنوب السودان دعا الحكومة لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في القتل في مدينة واو.. وقال: “إن عدم الاستقرار الراهن في جنوب السودان حال بالفعل دون تسليم المساعدات الملحة للمحتاجين. فيما تبذل وكالات الإغاثة الدولية مثل كافود وتروكير مع شركائها المحليين جهودا حثيثة لإمداد المواطنين في جنوب السودان بالاحتياجات الحياتية الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي، ولكننا بحاجة أيضا إلى استمرار الدعم الإنساني.
بريطانيا تجلي رعاياها
نصحت وزارة الخارجية البريطانية السبت رعاياها “بعدم القيام بأي رحلة إلى جنوب السودان” بسبب تدهور الوضع الأمني في جوبا منذ السبت، وطلبت من مواطنيها المتواجدين هناك مغادرة هذا البلد.
وقالت الخارجية السبت على موقعها الإلكتروني “وقع عدد من الحوادث بما فيها إطلاق نار وهناك معارك قائمة، إن طاقم السفارة البريطانية محاصر وسنقلصه ونبقي فقط الطاقم الأساسي”. وأضافت “إذا لم تكونوا مضطرين للبقاء لأسباب ملحة ينبغي عليكم المغادرة في رحلات تجارية إذا كان ذلك ممكنا في شكل آمن”.
وتابعت “إذا كان الوصول إلى المطار متعذرا، ننصح جميع المواطنين البريطانيين في جوبا بالبقاء داخل مكان آمن واتخاذ التدابير الوقائية الملائمة في انتظار استقرار الوضع أو حين تصبح المغادرة آمنة”.
غضب شعبي
هاجم الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام استيفن لوال الأمين العام بان كي مون، واصفا إياه بالجبان قائلآ ما يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة، حول قضية الجنوب وتجدد الاشتباكات وقتل المدنيين وخرق الاتفاقية نهارا وجهرا أمام نظر العالم هو أسلوب الجبناء مطالبآ الأمم المتحدة والأمين العام بان كي مون، في ذات الوقت بالقيام بواجبه تجاه ما يحدث وأهمية تحمل مسؤولياته وإعلان موقف واضح في هذا القتل الممنهج الذي طال المدنيين.
وقال لوال نطالب بأهمية حماية المواطنين من هذه العمليات كما أن وجود سلفا ورياك سيزيد من الأزمة تفاقما لذلك لابد من إزالتهم من السلطة من اجل السلام والاستقرار بجنوب السودان، وعلى الأمم المتحدة القيام بذلك لأنها المعنية بحماية المدنيين من استهدافات مماثلة وغالبآ تكون لها مواقف ضد الطغاة. وإذا لم تتحرك الأمم المتحدة الآن سيقتل أبناء الجنوب جراء اختلافات الحركة الشعبية المستمرة الذي لا يسلم منها المواطن الجنوبي، وقال الأمين العام استيفن لوال لا يمكن أن يكتفي الأمين العام للأمم المتحدة في إبداء قلقه وخوفه، فالعالم اجمع قلق وخايف بسبب الأحداث بجنوب السودان الآن، وأضاف نطالب بمواقف واضحة الآن
ونطالب بأهمية حماية المواطنين الآن بدولة جنوب السودان، ولابد أن يقوم الشباب على مستوى الأحياء والمناطق الحيوية المتطوعة من اجل حماية الوطن والمواطن من خلافات الحركة الشعبية المتجددة، ولابد أن يكون الهدف منها حماية أنفسهم من بطش خلافات الحركة الشعبية جناح كير ورياك مشار، وأضاف استيفن لوال لا يعقل أن يستمر هذا الوضع لابد من أن نحمي أنفسنا من ويلات هؤلاء الذين يطمعون في السلطة كما أن سكوت أبناء الجنوب الوطنيين على هذا القتل الممنهج غير مبرر، الوطن يحتاج إلينا جميعنا الوطن يصرخ من أجلنا الآن.
ترجمة: إنصاف العوض



