قطع الإنترنت في الجزائر لمنع الغش في الثانوية العامة يثير جدلاً

عبّر كثير من الجزائريين عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب قطع السلطات الجزائرية للإنترنت تزامنا مع انطلاق امتحانات البكالوريا، كإجراء احترازي دأبت عليه لمنع الغش، وينتظر أن يستمر تعطيل الإنترنت حتى نهاية الامتحانات.
ويشارك في اجتياز هذه الامتحانات 790.515 مترشحا من بينهم 269.539 مترشحا حرا موزعين على 2.674 مركز إجراء، يمتحنون في ست شعب وهي: علوم الطبيعة والحياة والرياضيات والرياضيات التقنية والتسيير والاقتصاد واللغات الأجنبية والفلسفة.
ومن جهته أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، يوم الاثنين من ولاية تيبازة أن “التدابير المتخذة لمكافحة الغش ساهمت في القضاء على الظاهرة بطريقة شبه كلية خلال السنة الماضية”.
وعلى هامش تفقده لمجريات امتحانات بكالوريا 2023 في يومها الثاني، قال الوزير في كلمة أمام السلطات المحلية للولاية، إن “الدورة الحالية لهذه الامتحانات عرفت تنصيب خلايا متابعة ومكافحة الغش بكل ولاية تحت إشراف النائب العام لكل مجلس قضائي وبمشاركة أعضاء اللجان الأمنية الولائية ومديريات التربية”.
ويرى الوزير أن خلية المتابعة المندرجة ضمن تدابير مكافحة الغش “ستضفي مصداقية أكثر على سمعة هذه الامتحانات المصيرية التي توليها السلطات العليا للوطن أهمية قصوى ويتابعها رئيس الجمهورية شخصيا”، على حد قوله.
وأثار قطع الإنترنت جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتقد كثيرون المسؤولين الجزائريين ووعودهم بعدم قطع الإنترنت خلال امتحانات الثانوية العامة.
وتداول ناشطون مقطع فيديو قديما للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يعود لعام 2020، وعد خلاله “باللجوء إلى وسائل تقنية جديدة من أجل تأمين إجراء الامتحانات الخاصة بشهادة البكالوريا بدلا من إجراء قطع الإنترنت”.
وأشار مغردون إلى أن قرار السلطات بقطع الإنترنت في فترة إجراء الامتحانات “اضطر العديد من الجزائريين إلى وقف أعمالهم، بسبب اعتماد أنشطتهم المهنية على هذه الخدمة”.
وكتب شرفي معلقا على الموضوع: “هل تعلم أن قطع الإنترنت على البنوك ورجال الأعمال هو بمثابة قطع الكهرباء على محل للجزارة. إذا كنت ترى الولوج للنت مثل اللعبة فالباحثين والدكاترة في هذا الوقت يعتبرونها أكسجين، إذا كانت أعلى الشركات قيمة هي الشركات الرقمية، هذا ليس اعتباطيا”.
واتهم كثيرون الدولة الجزائرية ووزير التعليم بالفشل، واعتبروا أن “إعادة النظر في المنظومة التربوية أفضل من قطع الإنترنت”.
فقالت آيات: “بدل قطع الإنترنت هناك حل أنجع، و هو إعادة النظر في المنظومة التربوية ككل ووضع استراتيجية لعقد من الزمن مثلا، لأن إصلاح الإنسان هو أساس كل شيء، وفساد الإنسان يؤدي إلى انهيار كل شيء أيضا. كنت نشوف في قضايا غش خطيرة خاصة انتحال شخصية الغير، هذا تطور خطير”.
ولم تغب السخرية عن تغريدات الجزائريين، إذ رأى محمد أن “الإيجابية الوحيدة في قطع الإنترنت عن الجزائر هي عدم قدرته على مشاهدة الندوة الصحفية المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي”.
وينص قانون العقوبات الجزائري على “السجن حتى ثلاث سنوات ضد كل من قام قبل الامتحانات أو أثناءها بنشر أسئلة الامتحانات النهائية وإجاباتها في كل الأطوار التعليمية”.
وجاءت هذه العقوبات بعد تسجيل حالات غش عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان أبرزها حادثة تسريب امتحان البكالوريا سنة 2016 عن طريق نشر المواضيع عبر “فيسبوك” و”إنستغرام” و”تيك توك”، وهو ما دفع السلطات إلى إجراء تعديلات في نص القانون.
وشددت الحكومة منذ ثلاث سنوات عقوبات الغش في الامتحانات النهائية، لتصل إلى السجن 3 سنوات، وقد تصل العقوبة إلى 15 سنة في حال التسبب في إلغاء الامتحان وإعادته.

“بي بي سي عربي”


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.