يا خراشي.. قصة عجيبة لكلمة يرددها المصريون منذ 500 عام

يا خراشي.. كلمة استخدمها المصريون منذ أكثر من 500 عام للاستنجاد من الظلم قديما، وظلوا يتداولونها إلى يومنا، فعندما تصيب الناس مصيبة أو يواجهون مشكلة أو مظلمة يقولون (يا خراشى)، وكذلك يستخدمها البعض تعبيرا عن الدهشة أو عند رؤية مشاهد خلابة… لتلك الكلمة قصة وحكاية يرصدها مصراوي في التقرير التالي:

في “قرافة المجاورين” تلك المنطقة القريبة من مسجد الحسين والجامع الأزهر الشريف، يوجد قبر بسيط بلا زخارف، ولا شيء أكثر من طبق فخاري فيه ماء، تشرب منه الطيور، ولوح رخامي كُتب عليه: “بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ على رسول الله وآله وصحبه، رضي الله عن صاحب هذا المقام، الإمام الخراشي وعلى من بجواره من الصالحين يا رب العالمين”، هكذا بلا اسم صاحبه بالكامل، ولا تواريخ ولا أي إشارة لمنصب الشيخ الذي كان أول من يتولى مشيخة الأزهر الشريف.

يرجع أصل الكلمة التي ظل يرددها المصريون إلى الشيخ محمد بن عبدالله الخراشى، واسمه بالكامل أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي، المولود (1010هـ -1601م) والمتوفى (1101 هـ-1690م) كان معروفاً بنصرته للحق، وقوة كلمته، تحوّل اسمه إلى أيقونة، يستغيث به الناس كي ينصرهم وينجدهم، ومن خلال سعي الإمام لخدمة الناس وقضاء حوائجهم كان يقف في وجه الجباة والطغاة من الحكام والتجار، يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم فينظر العامة إليه باعتباره عونا للمظلومين فإذا ما ظلم أحد يستغيث بالشيخ الخراشي فكان ضاغطا علي الحكام وفي نفس الوقت محمودا عندهم.

ذاع صيت الإمام الخراشي فوصل المغرب وأواسط إفريقيا، وقد ألّف 200 كتاب، كان يعيرها ولا يبيعها، فضلاً عن علمه الواسع والغزير، وأخلاقه التي كانت مضرباً للمثل في الدماثة والكرم والحياء.

وكان الإمام تلقى تعليمه علي يد والده الامام جمال الدين بن عبدالله الخراشي وحفظه القرآن الكريم وعلمه سنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكان ايضا من شيوخ الشيخ الخراشي الشيخ ابراهيم اللقاني (الذي اجمع العلماء أنه إمام الحديث فى وقته).

يذكر أن الشيخ الخراشي لم ينل شهرته الواسعة إلا بعد ان تقدمت به السن فتولى منصب شيخ الأزهر سنة 1090هـ- 1679م وكان عمره وقتها حوالي 80 عاما واستمر إلى أن توفاه الله 1101 هـ-1690م، عن عمر يناهز 90 عاما.

“مصراوي”