سودانيون يروون لـ«القدس العربي» وقائع استباحة أحيائهم ونهبها

شكا مواطنون سودانيون من ازدياد عمليات النهب في منطقة الكلاكلات جنوب الخرطوم من قبل عناصر «الدعم السريع» وبعض العصابات.
وقال علاء أحمد (35 عاما) إن أفراد الدعم السريع استباحوا الحي واقتحموا المنازل لسرقة السيارات والأموال والمقتنيات وبعض المعدات الكهربائية.
وأضاف لـ»القدس العربي»: «دخل ثلاثة من عناصر الدعم إلى منزلنا بعد أن قاموا بكسر الباب الخارجي، كنا في المنزل أنا وأخي الصغير وأحد الأقارب، ما أن رأونا أشهروا بنادقهم نحونا وهم يصيحون كيزان (تستخدم لوصف عناصر النظام السابق)، طلبوا منا الجلوس على الأرض، أطلقوا الرصاص تحت أقدامنا واتهمونا بأننا نتبع للنظام البائد وأحيانا كانوا يقولون إننا نتبع للاستخبارات العسكرية».
وتابع: «بعد طول تهديد ووعيد طلبوا منا مفاتيح السيارة الموجودة في فناء البيت وأخذوها وقبل أن يغادروا طلبوا منا إخلاء المنزل وحذروا من أنهم إذا عادوا ووجدونا سيحدث ما لا يحمد عقباه».

اتهموا قوات «الدعم السريع» … مخاوف من مجاعة في منطقة في الخرطوم

وحسب مصطفى الحاج (43 عاما) فإن «أحياء الكلاكلات أصبحت خالية من غالبية السكان، مما جعلها كذلك عرضة للسرقة من العصابات والمتفلتين».
وبين لـ»القدس العربي» أن «الأهالي الذين ما زالوا موجودين هناك، يعانون في التنقل والحصول على المواد الغذائية بعد إغلاق شبه كامل للسوق الرئيسي في المنطقة».
وأطلقت غرفة طوارئ الكلاكلة القبة، نداء استغاثة لحماية أرواح المدنيين والمساهمة في توفير سلع غذائية. وأوضحت الإثنين أنها تحصلت على مبلغ من المال تبرع به خيرون من أبناء المنطقة خارج السودان، مشيرة إلى أنه سيخصص لتوفير مواد إغاثية. وكان الجيش قد اتهم، مساء الأحد، قوات الدعم بقصف عشوائي استهدف منطقة أبو آدم ، شمال غرب الكلاكلة، مما تسبب في مقتل طفل يبلغ من العمر (8) سنوات واختطاف شخص آخر.
والإثنين، أعلنت قوات «الدعم» عن تشكيل لجنة لحسم التفلتات والمظاهر السالبة في مناطق أبو آدم والكلاكلات جنوب الخرطوم، لافتة الى أنها وجدت تجاوبا واسعا من المواطنين. وفي الخرطوم، تحولت الأحياء السكنية إلى ميادين للقتال ومرمى للنيران المدفعية والقصف الجوي، ففي جنوب الحزام مثلا، تقع شرق الكلاكلات وجنوب الخرطوم، حيث تبسط الدعم السريع سيطرتها عليها وتضم أحياء مايو، الأزهري، النهضة، السلمة، لقي العشرات مصرعهم جراء القصف العشوائي وأصيب آخرون وحدث تدمير كامل وجزئي لبعض المنازل.

الناطق باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد كندشة، وصف حالة التنقل قائلا: «بعد توقف مرور السيارات الخاصة والدراجات النارية بالنسبة للمواطنين أصبحت وسائل الحركة الدراجات الهوائية و(التكاتك) والمواصلات العامة، لكن الآن الأمر تطور إذ أصبحت حركة الدراجات الهوائية تجد صعوبة بسبب للتوقيف المستمر والاعتقال أحيانا، أما التكاتك فأصبحت عرضة للمصادرة من منتسبي الدعم السريع ومعتادي الإجرام في منطقة جنوب الحزام».
وتساءل كندشة «ماذا سيحدث مستقبلا في حالة إصابة مواطن بالرصاص الطائش أو تعرضه لمضاعفات مرض مزمن، كيف سيتم نقله إلى المستشفى؟»، واستدرك: «يبدو أننا نسير في آخر مرحلة وهي السير فقط على الأقدام وقد بدأت بالفعل».

وزاد: «المنطقة تشهد أوضاعا إنسانية صعبة وكارثية تعيشها الأسر الموجودة في أماكن الصراع داخل العاصمة، وهي في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في ظل توقف غالبية أرباب الأسر عن العمل ووجود أعداد مقدرة منهم وأسرهم في أطراف العاصمة».
ووفق كندشة «المخزون المادي والغذائي للأسر على وشك النفاد، والأسواق أصبحت تجف بشكل تدريجي بسبب المخاطر التي يتعرض لها التجار أثناء الطريق وعند البيع وهذا مؤشر ينذر بكارثة أخرى مصاحبة للحرب، وهي مجاعة قد تودي بحياة العشرات من المدنيين غير القادرين على شراء السلع الاستهلاكية لتغطي متطلباتهم الأساسية وسد رمقهم».

كما «يشهد القطاع الصحي انهيارا أيضا بسبب انقطاع الامدادات الطبية وندرة الكوادر وتوقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بسبب الحرب».
أما حي شمبات الأراضي في منطقة بحري شمال الخرطوم، فقد أصدرت لجان المقاومة تقريرا مفصلا عن مجمل الأوضاع، أكدت خلاله استمرار أعمال النهب للمنازل والمحال التجارية من قبل الدعم السريع، مشيرة إلى أن المواطنين يتعرضون للاستجواب والاتهام والضرب والإهانة في أي مكان وأي لحظة في الشارع أو أمام المنزل أو حتى داخله في بعض الأحيان من قبل الجهة نفسها أعلاه. واتهمت «الدعم السريع» بتوفير غطاء لحماية المجرمين واللصوص ومروجي المخدرات، لافتة إلى أن جميع السيارات والموتيرات المتحركة في الشوارع يقودها أفراد «الدعم» والمتعاونون معهم. وفي السياق، أكدت لجان مقاومة شمبات أن «سماع أصوات الانفجارات والأعيرة النارية والقصف المدفعي والذخيرة الحي وتكسير المنازل في معظم الأحياء وعلى مدار اليوم أصبح أمرا روتينيا» وبينت أن الوضع الخدمي مترد للغاية، حيث هناك انعدام تام للإمداد المائي ولمدة تجاوزت الـ(108) أيام، أي منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان الماضي. كما أن التيار الكهربائي غير مستقر وتستمر أحيانا القطوعات إلى أسابيع في حال حدوث الأعطال نتيجة الاشتباكات التي تحدث بين الفنية والأخرى، موضحة أن جملة القطوعات المتواصلة لأيام قد تصل إلى (45) يوميا منذ اشتعال الحرب وهذا غير القطوعات المبرمجة والتي تستمر لساعات.
يشار أن الحرب تسببت في نزوح أكثر (3.5) ملايين شخص في السودان معظمهم من العاصمة الخرطوم، التي يعيش من تبقى من سكانها بين نيران القصف العشوائي وأعمال النهب والتهديد، بالإضافة إلى ترد مريع في الخدمات وإغلاق شبه كامل للمصانع والأسواق والدواوين الحكومية.

الخرطوم – «القدس العربي»


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.